أضرار النفخ في وجه الطفل عند البكاء

يُعتبَر النفخ في وجه الطفل عند البكاء موضوعًا يطرح الكثير من القلق والتساؤلات عن تأثير هذه العادة على صحة الطفل النفسية والجسدية، فهل يمكن اعتبارها من بين طرق التعامل مع كثرة بكاء الطفل من دون سبب؟ أم أنّها قد تُسبّب معاناته من مضاعفات جانبيّة مؤذية؟

سنبدأ بمقدمة عامة حول الموضوع وأهميته، ثم ننتقل إلى شرح المضاعفات الصحية المحتملة للنفخ في وجه الطفل، بعد ذلك، سنناقش أسباب البكاء الشديد عند الأطفال الرضّع وكيفية التعامل معه بشكل صحيح لضمان الحفاظ على صحّة طفلكِ وسلامته العامّة.

المضاعفات الصحيّة المحتملة التي قد تنعكس على صحّة الطفل

تشير الدراسات إلى أن النفخ في وجه الطفل عند البكاء يمكن أن يسبّب معاناته من عدّة مشاكل صحيّة ومضاعفات جانبيّة مؤذيّة قد تُهدّد سلامته، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن تفاصيل بعض التقارير والأبحاث التي عملت على تفسير مختلف جوانب هذه الظاهرة، وتضمّ:

أظهر تقرير بعنوان “Is it safe to blow on a baby’s face?” نشر عام 2014 على موقع “Parenting” أن النفخ في وجه الطفل يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات تنفسية مؤقتة، فالهواء المفاجئ الذي يدخل إلى الجهاز التنفسي يمكن أن يسبب تقلصات في الحنجرة عند انقطاع نفس الرضيع لفترة، ممّا يؤدي إلى مواجهة أحد اشكال مشاكل التنفس عند الرضع. وللمزيد من التفاصيل عن هذا التقرير، يمكنكِ الضغط هنا.

ليس ذلك فقط، إلّا أنّ ممارسة هذه العادة يمكن أن تزيد من معدلات الإجهاد والتوتر لدى الأطفال الرضّع حيث أنّهم حساسون جدًا للتغيرات المفاجئة في بيئتهم، والهواء المفاجئ وهذا يمكن أن يسبب لهم فزعًا، مما يزيد من مستويات الكورتيزول في الدم، وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على نموهم العصبي والنفسي الطبيعيّ.

أسباب البكاء الشديد عند الأطفال الرضّع

بكاء الأطفال الرضّع هو وسيلة التواصل الأساسية لديهم للتعبير عن احتياجاتهم المختلفة، لذلك بعد الكشف عن أضرار النفخ في وجه الطفل عند البكاء النفسيّة والصحيّة، سنعرض لك أبرزها في ما يلي، وتشمل:

أشارت مقالة نُشِرَت على موقع (NIH, National Library of Medicine) عام 2004ـ تحت عنوان “Persistent crying in babies”، إلى أن الأطفال يبكون لأسباب متعددة قد تكون جسدية أو نفسية.

فالألم الناتج عن المغص أو نمو الأسنان يمكن أن يكون سببًا شائعًا للبكاء الشديد، فالحال الأولى تحدث عندما يعاني الطفل من آلام في البطن، والتي قد تكون نتيجة لمواجهة حساسية أو أحد المشاكل الهضمية الاكثر شيوعًا عند الرضع، أمّا الحال الثانية، فعادةً ما تبدأ بين عمر 4 و7 أشهر، ويمكن أن يسبب الكثير من الألم وعدم الراحة، ممّا يؤدي إلى بكاء الطفل بشكل مستمر.

بالإضافة إلى ذلك، تؤدّي البيئة المحيطة بالطفل دورًا كبيرًا في التأثير على مزاجه، فهو يحتاج إلى التواجد في بيئة هادئة ومريحة للنوم والاسترخاء، والضوضاء العالية، الإضاءة الزائدة، أو حتى التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة يمكن أن تزعج الطفل وتجعله يبكي.

وللمزيد عن تفاصيل هذه المقالة، يمكنكِ الضغط هنا.

كيفيّة التعامل بكاء طفلكِ الشديد

إنّ التعامل مع بكاء الطفل الشديد يتطلب فهم الأسباب الكامنة وراء هذا البكاء واتخاذ الخطوات المناسبة لتهدئته، فأولًا، يجب التأكد من أنّه ليس جائعًا أو بحاجة إلى تغيير حفاضته، وإذا كان البكاء مستمرًا، يمكن استخدام بعض الأساليب المهدّئة مثل حمله وتدليله بلطف، أو محاولة إرضاعه.

توصي مقالة نُشِرَت على موقع مستشفى الأطفال كولورادو (Children’s Hospital Colorado) تحت عنوان “Calming Techniques for a Crying Baby”، باستخدام تقنيات مثل الاحتضان اللطيف والتحدث بصوت هادئ ومريح للطفل، حيث أنّه يشعر بالراحة عندما الاقتراب من والدته والتحدث معهبلطف، مما يساعد في تهدئته بشكل أسرع. وللمزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.

كما أن التحقق من درجة حرارة الغرفة والبيئة المحيطة يمكن أن يكون له تأثير كبير على راحة الأطفال، حيث أنّهم يشعرون بالراحة في بيئة هادئة ومظلمة نوعًا ما، كما يمكن أيضًا تشغيل الموسيقى الهادئة أو الضوضاء البيضاء لتهدئة الطفل.

إذا كان البكاء مستمرًا من دون سبب واضح أو ظاهر، فمن الضروري استشارة طبيب الأطفال للتأكد من عدم وجود أو مواجهة مشاكل صحيّة تتطلّب التدخّل الطبي وبالتالي ضمان الحفاظ على سلامة رضيعك.

في ختام هذا المقال، يمكننا التأكيد على أن النفخ في وجه الطفل عند البكاء ليس وسيلة فعّالة لتهدئته، بل يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على صحته، لذا من الأفضل البحث عن الأسباب الكامنة وراء بكاء الطفل واستخدام أساليب مهدئة آمنة وفعّالة وذلك تحت إشراف الطبيب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة قراءة رسائل طفلك الرضيع من طريقة بكائه.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن فهم احتياجات الطفل والتواصل معه بلطف هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع بكائه، الأطفال يحتاجون إلى الحب والرعاية والشعور بالأمان، وهذا ما يجب أن نركز عليه كأهل وأوصياء على صحتهم وسلامتهم.

تم نشر هذا المقال على موقع عائلتي

2024-06-20T19:25:40Z dg43tfdfdgfd