الطفل الخديج عندما يكبر: التحديات والصعوبات التي قد يواجهها

إنّ الطفل الخديج عندما يكبر يواجه العديد من التحديات والصعوبات التي قد تؤثر على حياته بشكل كبير، لذا من الضروريّ التعرّف عليها من أجل اكتشاف متى يزول الخطر عن الطفل الخديج؟ بحسب حاله الفرديّة.

في هذا المقال، سنقدّم خطة شاملة عن موضوع الطفل الخديج عندما يكبر تتضمن استعراض التحديات التي قد يواجهها خلال نموه، التأثيرات التي قد تمتد على المدى الطويل، وأخيرًا الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل تأثيرها.

التحدّيات التي قد يواجهها الطفل الخديج خلال نموّه

ما هي التحدّيات التي يواجهها الطفل الخديج عندما يكبر ؟ سنكشف لكِ أوّلًا عن أبرز المشاكل التي يمكن أن يتعرّض لها الطفل في هذه الحال، وتشمل:

التطور الجسدي والعقلي

عندما يكبر الطفل الخديج، قد يواجه تحديات في التطوّر الجسدي والعقلي، وقد يظهر تأخر في النمو البدني مثل الطول والوزن، كما قد يواجه تأخّر في التطوّر الحركي والعقلي، وجميعها مشاكل تتطلّب متابعة دقيقة من الأهل والأطباء لضمان تقديم الدعم اللازم.

يمكن أن يكون التطور الجسدي للطفل الخديج بطيئًا مقارنةً بأقرانه الذين وُلدوا في وقتهم، وهذه الاختلافات في النمو يمكن أن تؤدّي إلى شعور الطفل بالخجل أو الإحباط، لذلك من المهم جدًا أن يكون هناك دعم مستمر من الأهل لتعزيز ثقة الطفل بنفسه، أمّا على الصعيد العقلي، قد يواجه الطفل صعوبات في التعلم والاستيعاب، ممّا يتطلب تدخّلات تعليمية مبكرة وخطط تعليمية فردية تتناسب مع احتياجاته الخاصة.

وبحسب مقالة نُشِرَت على موقع (Mayo Clinic) هذا العام تحت عنوان “Premature Birth”، قد يواجه الأطفال الخدّج مشاكل في السلوك والصحة العقلية، حيث أنّهم يكونون أكثر عرضةً من الأطفال المولودين في فترة كاملة للإصابة ببعض مشاكل الصحة العقلية، بالإضافة إلى تأخّر النمو. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

الصعوبات التعليمية

من التحديات التي قد يواجهها الطفل الخديج عندما يكبر، الصعوبات التعليمية، حيث يمكن أن تكون هناك مشاكل في التركيز والانتباه، ممّا يؤثر على الأداء الأكاديمي، لذا يجب على الأهل والمعلمين التعاون لتوفير بيئة تعليمية مناسبة وداعمة.

قد يعاني الطفل الخديج من صعوبات في المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والرياضيات،هذا نتيجة للتأخّر في التطوّر العقلي أو مواجهة مشاكل في التركيز، أمّا لتجاوز هذه العقبات، فمن الضروري توفير بيئة تعليمية داعمة تشمل برامج تعليمية مخصّصة واستخدام تقنيات تعليميّة حديثة حيث أنّها يمكن أن تساعد في تحسين تجربة التعلم للطفل.

المشاكل الصحية المزمنة

قد يكون الطفل الخديج عرضةً للإصابة بمشاكل صحيّة مزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي ومختلف أنواع مشاكل القلب، وهذا ما يتطلّب متابعة طبية مستمرة والحصول على رعاية خاصّة للحفاظ على صحة الطفل. أظهرَت دراسة نشرَت على موقع (Nature) تحت عنوان “Impact of prematurity on lifelong cardiovascular health: structural and functional considerations” في الخامل من أبريل هذا العام،صغر حجم البطينين الأيسر بشكل ملحوظ وضعف وظيفة البطين، وهو ما يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بقصور القلب بمقدار 4 أضعاف لدى الأطفال والمراهقين المولودين بين 28 و31 أسبوعًا من الحمل وزيادة بمقدار 17 ضعفًا مع الحمل أقل من 28 أسبوعًا. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه الدراسة يمكنكِ الضغط هنا.

تعتبر مشاكل الجهاز التنفسي من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا التي يمكن أن يعاني منها الطفل الخديج، فقد يكون لديه رئة غير ناضجة بشكل كامل، ممّا يجعله أكثر عرضةً للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وأمراض الربو، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون هناك مشاكل في القلب تحتاج إلى متابعة وعلاج مستمرين لضمان تحسين نوعية حياة الطفل.

التأثيرات التي قد تمتدّ على المدى الطويل

هل هناك أضرار قد تطال الطفل الخديج عندما يكبر على المدى الطريل في حياته؟ الجواب هو نعم، أمّا شرح التأثيرات ففي ما يلي، وتشمل:

التأثير النفسي والاجتماعي

تؤدّي التأثيرات النفسية والاجتماعية دورًا كبيرًا في حياة الطفل الخديج عندما يكبر، فقد يشعر بالتمييز أو العزلة بسبب اختلافاته عن أقرانه، لذا من المهم توفير الدعم النفسي والاجتماعي له لتعزيز ثقته بنفسه وتقبله للآخرينن وهنا يكمن دور الأسرة في تطوير الصحة النفسية للطفل.

يمكن أن يؤثر الشعور بالعزلة ولاختلاف بشكلٍ كبير على الصحة النفسية للطفل الخديج، فقد يشعر بالإحباط أو القلق بسبب الفروقات في النمو أو الأداء الأكاديمي، أمّا لتخفيف هذه التأثيرات، يجب توفير بيئة داعمة تشمل الأهل والمعلمين والأصدقاء، لذا من الممكن ممارسة الأنشطة الجماعيّة والبرامج التفاعليّة التي يمكن أن تساعد في تعزيز الثقة بالنفس وتطوير المهارات الاجتماعية.

التأثير على الحياة المهنية

يمكن أن تؤثر التحديات الصحية والتعليمية التي يواجهها الطفل الخديج على حياته المهنية في المستقبل، فقد يحتاج إلى بذل جهد إضافي لتحقيق النجاح المهني، ومن هنا، تأتي أهمية تطوير مهاراته وتوجيهه نحو مجالات تناسب قدراته واهتماماته.

قد يجد الطفل الخديج الذي يواجه صعوبات في التعلم والنمو تحديات أكبر عندما يدخل سوق العمل، فقد يحتاج إلى تدريب إضافي أو دعم مهني مختصّ لتطوير المهارات اللازمة للمنافسة في سوق العمل، لذا فإنّ التوجيه المهني المبكر وتقديم الفرص التعليمية اللازمة يمكن أن يساعدان في تجهيز الطفل لمستقبل مهني ناجح ومثمر.

الخطوات التي يمكن اتّخاذها من أجل تقليل تأثيرها

كيف يمكن تفادي المشاكل التي يمكن أن يواجهها الطفل الخديج عندما يكبر ؟ للإجابة عن هذا السؤال، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي يمكن اتّباعها لتحقيق هذا الهدف، وتشمل:

المتابعة الطبيّة المستمرّة

تعدّ المتابعة الطبية المستمرّة من أهمّ الخطوات التي يجب اتّخاذها لضمان نمو الطفل الخديج بشكل صحي وسليم، لذا يجب إجراء الفحوصات الدورية والتأكد من تلقيه للعلاجات اللازمة في الوقت المناسب.

يساعد إجراء الفحوصات الطبيّة الدوريّة في الكشف المبكر عن وجود أيّ مشاكل صحيّة يمكن أن تواجه الطفل، فتلقّي العلاجات المناسبة في الوقت المناسب يمكن أن يحسّن بشكلٍ كبير من نوعيّة الحياة ويقلّل من تأثيرات المشاكل الصحية المزمنة، لذا يجب أن يكون الأهل على اتّصال دائم مع مقدّمي الرعاية الصحية لضمان تلبية جميع احتياجات الطفل الصحية.

الدعم التعليمي

يمكن أن يساعد توفير الدعم التعليمي الملائم للطفل الخديج على التغلب على الصعوبات التعليمية، لذا يمكن الاستفادة من البرامج التعليمية الخاصّة والتقنيات الحديثة لتسهيل عملية التعلم.

تشمل برامج الدعم التعليمي التعليم الفردي والتدريب على المهارات الأساسية، كاستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل التطبيقات التعليمية والبرامج التفاعلية التي يمكن أن يحسن من تجربة التعلم، كما أنّ التعاون بين الأهل والمعلمين لتطوير خطط تعليميّة فرديّة تتناسب مع احتياجات الطفل هو أمر أساسي لضمان نجاحه الأكاديمي.

الدعم النفسي والاجتماعي

إنّ تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطفل الخديج هو أمر ضروري لضمان الحفاظ على سلامته النفسيّة والاجتماعيّة، لذا يجب تشجيعه على المشاركة في الأنشطة وتعزيز علاقاته مع أقرانه وأفراد عائلته.

إنّ ممارسة الأنشطة الاجتماعية مثل الرياضة والفنون يمكن أن تساعد الطفل على تطوير مهارات التواصل والثقة بالنفس، كما أنّ الحصول على الدعم النفسي من خلال الخضوع للجلسات الاستشارية والعلاج النفسي يمكن أن يساعد في التعامل مع القلق والاكتئاب الناتجين عن التحديات التي يواجهها الطفل.

في الختام، يواجه الطفل الخديج عندما يكبر العديد من التحديات والصعوبات، إلا أن الدعم الطبي والتعليمي والنفسي المناسب يمكن أن يساهم في تقليل تأثيرها وتحقيق نمو صحي وسليم له. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن ٥ حقائق لم تعرفيها من قبل عن الأطفال الخدّج.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروري أن نتفهم ونعي احتياجات هؤلاء الأطفال ونعمل جاهدين لتوفير البيئة المناسبة لهم لينموا ويزدهروا، فتقديم الدعم اللازم للأطفال الخدّج يعكس إنسانيتنا وحرصنا على مستقبلهم المشرق.

تم نشر هذا المقال على موقع عائلتي

2024-07-01T18:32:39Z dg43tfdfdgfd