طفلي لا ينام الا على يدي ويستيقظ ما إن أضعه في سريره. تشتكي صديقتي دائمًا من هذا الوضع، الذي يمنعها من الرّاحة في وقت نوم طفلها.
يواجه عدد كبير من الأمّهات المُشكلة نفسها، منهنّ من يستيقظ طفلها فورًا عند وضعه في السرير وأخرى لا تستمرّ مدّة نوم طفلها لأكثر من نصف ساعة. إذا كنت منهنّ، وترغبين في الحصول على مزيد من الوقت لنفسك والسماح لطفلك بالحصول على نوم جيد، ومعرفة متى ينام الأطفال في غرفهم الخاصّة. سنشرح لك كل ما تحتاجين معرفته لجعل هذا التحوّل ممكنًا.
عاش الطفل في بطن أمه بتناغم معها، يشعر بحركاتها ونبض قلبها الا أن وُلد. هناك كان دافئًا، في ظلام رحمها يسمع صوتها والضوضاء الخارجية بطريقة هادئة. كان يعيش في فقاعة من السعادة حيث تطوّر وكبر في أمان تام.
عند ولادته وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمره، والتي تسمى أيضًا الثلث الرابع من الحمل، يحتاج طفلك إلى استمرارية هذه الظروف ليشعر بالأمان والسلام. ومن الطبيعي تمامًا أن يكون مكانه المُفضّل بين ذراعيك. فهو لا يشعر بهذا الدفء الّا إذا كان قريبًا منك، ليشتمّ رائحتك التي تُطمئنه، ويسمع صوتك الهادئ ونبض قلبك الذي يعرفه عن ظهر قلب. هذا هو الجوّ المثالي الذي يسمح له بالنوم وهو مطمئنّ.
مصدر الصورة: Freepik
من منّا لم تسمع من شخص قريب منها أنّه لا يجب أ تحمل طفلها بين زراعيها عندما يبكي، بحجّة أن نوم الطفل بين ذراعي أمّه سيخلق عادة تُؤدّي الى مشكلة تعلّق ومشاكل في النوم في المستقبل عندما يكبر الطفل!
إنّه ببساطة من أكثر المعتقدات الخاطئة انتشارًا. فقد أثبتت دراسات عدّة حول العالم أنّ نوم طفلك بين زراعيك لن يكون له أي تأثير على قدرته على النوم في سريره أو النوم طوال الليل عندما يحين الوقت لذلك.
لذا كوني مطمئنّة لأنك لا ترتكبين أي خطأ عندما تجعلين طفلك ينام بهذه الطريقة. بل على العكس إنك تلبّين احتياجاته كما أوصى به المتخصصون في مرحلة الطفولة المبكرة.
ولكن إذا كنت ترغبين في الحصول على مزيد من الوقت لنفسك وأن تكوني قادرة على العودة الى ممارسة عملك، فمن الممكن تمامًا تغيير هذه العادة، ليس لضررها بل لراحتك.
قد تتفاجئين إذا أخبرتك أنّ بعض الأطفال قادرون، بعمر بضعة أسابيع فقط، على النوم “بمفردهم” تمامًا. وقد تحدّثنا في مقال سابق عن تنظيم نوم الرضيع بالشهر الأول.
ولكنّ المسألة تختلف بين طفل وآخر، إذ انّ كل طفل يكون فريدًا من نوعه، لديه مزاجه واحتياجاته المختلفة. واستنادًا الى ذلك، يُمكنك معرفة الوقت المناسب للقيام بهذه الخطوة.
ولكن بشكل عام يمكنك البدء بتهيئة طفلك للانتقال إلى نوم أكثر استقلالية بين الشهر الرابع أو السادس تقريبًا من عمره.
ليس هناك وقت مُحدّد لجعل الطفل يستقلّ في النوم، لأنّ يعتمد الأمر على كل طفل ومحيطه وبيئته. إذ يحتاج بعض الأطفال بشدة إلى أن يكونوا قريبين من والدتهم بينما يكون البعض الآخر أكثر “استقلالية” منذ الولادة. يمكن أن يكون هذا التحول مرهقًا على الرغم من أنك تريده حقًا. ولكن يجب عليك خلال هذه المرحلة عليك أن تأخذي في الاعتبار مخاوفك وتستمعي اليها.
مصدر الصورة: Freepik
من الضروري أن تساعدي طفلك على الانتقال إلى النوم في سريره عن طريق تأمين الظروف التي تهدئه كالتي كنت تحيط به داخل الرحم. اليك بعض النصائح التي تساعدك خلال هذه المرحلة الانتقاليّة:
برأيي الشخصي كمحرّرة، أنت الوحيدة التي يُمكنك، من خلال الاستماع إلى احتياجات طفلك ومراعاة عمره وإيقاعه، النجاح في جعله ينام في سريره الخاص وتحلّين بذلك مشكلة نوم الطفل بجانبك منذ أشهره الأولى. ولكن خذي وقتك، استمعي إلى مخاوفك، وثقي بنفسك، خلال هذه المرحلة التي قد لا تكون سهلة.
تم نشر هذا المقال على موقع عائلتي
2024-07-04T07:12:22Z dg43tfdfdgfd