ماذا أعلم طفلي في عمر السنة؟

ماذا أعلم طفلي في عمر السنة ؟ سؤال يشغل بال الكثير من الأهل حيث أن هذه السنّ تُعتبَر من أهم المراحل التي يمرّ بها الطفل في حياته، وتُعَدّ نقطة انطلاق للمساهمة في تنمية الذكاء عند الأطفال.

ستتناول المقالة خطة تفصيلية تشمل أهم المهارات التي يجب تطويرها، الكلمات التي يجب على الطفل التدرّب عليها، والأشياء التي يجب الابتعاد عنها في هذا العمر، وهذا من أجل مساعدة الأهل في إيجاد الطريقة الأنسب والأكثر فعاليةمن أجل تطوير مهارات التواصل لدى الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة.

أهمّ المهارات للطفل في السنة الأولى من عمره

ماذا أعلم طفلي في عمر السنة ؟ في السنة الأولى من حياة الطفل، تبدأ العديد من المهارات الأساسية في التطور، ويشمل ذلك المهارات الحركية، العقلية، والاجتماعية، لذا من الضروري أن يعرف الأهل كيف يمكنهم دعم وتحفيز هذا النمو، وهذا ما سنكشف لكِ عنه في ما يلي:

المهارات الحركية

تعتبر المهارات الحركية من أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها الطفل في هذه المرحلة، حيث يجب أن يبدأ في تعلّم الزحف، والجلوس بمفرده، ومحاولة الوقوف بمساعدة الأثاث، وربما حتى اتخاذ خطواته الأولى، فهذه الأنشطة تساعد في تقوية عضلاته وتطوير توازنه.

قد يلاحظ الأهل أن الطفل يحاول الإمساك بالأشياء وإسقاطها مرارًا وتكرارًا، وهذا جزء من تطور مهاراته الحركية الدقيقة، لذلك من المهم توفير بيئة آمنة ومجهّزة بالألعاب التي تشجّع على التحرك والاستكشاف، وهذه واحدة من علامات سلامة مخ الرضيع.

المهارات الاجتماعية

على الصعيد الاجتماعي، يجب أن يبدأ الطفل في التعرف على الوجوه المألوفة، والتفاعل مع أفراد الأسرة بطرق بسيطة مثل الابتسام والتصفيق، فهذا يعزز من شعوره بالأمان والانتماء.

يمكن تعزيز هذه المهارات من خلال اللعب الجماعي والقراءة للطفل بشكل منتظم، كما أن التفاعل مع الأطفال الآخرين في نفس العمر يمكن أن يكون مفيدًا، إذ يتعلّم الطفل من خلال مراقبة وسلوك أقرانه.

المهارات اللغوية

اللغة هي جزء مهم من نمو الطفل، وفي عمر السنة، يجب أن يكون قادرًا على فهم بعض الكلمات البسيطة مثل “ماما” و”بابا”، وقد يبدأ في محاولة تقليد الأصوات والكلمات التي يسمعها، وهنا يأتي دور الأهل في تشجيعه على التحدث والتفاعل بالكلمات، لذا يمكن استخدام الأغاني والألعاب اللغوية كوسيلة ممتعة لتحفيزه على استخدام الكلمات الجديدة، كما أنّه من المهم التحدث إليه باستمرار وبوضوح، مع إظهار الحب والصبر.

الكلمات التي يجب أن يتدرّب عليها الطفل في هذا العمر

ماذا أعلم طفلي في عمر السنة ؟ تعليم الكلمات للطفل في هذه المرحلة هو الأساس لتطوير مهاراته اللغوية، فالكلمات التي يتعلمها الآن ستكون حجر الأساس لتواصله في المستقبل فهي أدوات أساسية لبناء الجمل وتطوير الفهم اللغوي.

كلمات أساسية

يجب على الأهل تعليم الطفل الكلمات البسيطة والأساسية مثل “ماما”، “بابا”، “لبن”، “ماء”، “نوم”، و”كرة”، فهي تساعد الطفل في التعبير عن احتياجاته الأساسية والتفاعل مع محيطه، ويمكن تعزيز تعلّمها من خلال استخدامها بشكل متكرر في الحياة اليومية.

على سبيل المثال، يمكن للوالدين أن يشيرا إلى الماء ويقولا “ماء” كلما شرب الطفل، ممّا يساعده على ربط الكلمة بالمعنى ويُعزّز الفهم والإدراك لدى الطفل.

كلمات تفاعلية

تعزّز الكلمات التفاعلية مثل “مرحبًا”، “مع السلامة”، “شكرًا”، و”نعم” و”لا” من قدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي، ويمكن تعليمها له من خلال اللعب والأنشطة اليومية، لا سيّما تلك التي تتضمن الأدوار الاجتماعية، مثل اللعب بالدمى، لتعزيز استخدام هذه الكلمات، فالتفاعل المستمر والمشجع من قبل الأهل يساعد الطفل على استخدام الكلمات التفاعلية بشكل صحيح وفي السياقات المناسبة.

أهمية التكرار

يعتبر التكرار من أهم الأساليب في تعليم الطفل الكلمات الجديدة، لذا يجب على الأهل إعادة لفظ الكلمات بوضوح وبأسلوب ممتع ليثبتها الطفل في ذاكرته،لذا يمكن استخدام الأغاني والقوافي التي تتضمن الكلمات المستهدفة كوسيلة مسلية لتعزيز التعلم، كما أن القراءة اليومية للطفل والحديث معه بشكل مستمر يوفر فرصًا كثيرة لتكرار الكلمات وتعزيز فهمه اللغوي.

تحدّثي مع طفلكِ حول ما تفعلينه أثناء إطعامه وتغيير ملابسه وتحميمه، وغنّي له فهذا يساعده على التكيف مع إيقاع اللغة، وكرّري الأصوات التي يصدرها طفلك إليه فهذا يعلمه دروسًا حول الاستماع والتناوب في المحادثة. وهذا ما نصح به موقع (NHS) عبر مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Help your baby learn to talk”. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

الأشياء التي يجب الابتعاد عنها في هذا العمر

ماذا أعلم طفلي في عمر السنة ؟مع كل هذه المهارات والكلمات الجديدة، يجب على الأهل أن يكونوا حذرين بشأن الأمور التي يمكن أن تؤثر سلبًا على نمو الطفل في هذه المرحلة، لذا قد يكون الابتعاد عن بعض السلوكيات والعادات السلبية طريقة فعّالة للمساهمة بشكل كبير في تعزيز نمو الطفل بشكل صحي وسليم.

الابتعاد عن الشاشات

من المهمّ تجنّب تعريض الطفل للشاشات الإلكترونية مثل التلفاز والهواتف الذكية، حيث يمكن أن تؤثّر سلبًا على تطور مهاراته اللغوية والاجتماعية، وبدلًا من ذلك، يمكن تشجيعه على اللعب بالألعاب التفاعلية والكتب المصورة.

فقد أظهرت الدراسات أن التعرض المفرط للشاشات يمكن أن يعيق التطور اللغوي والاجتماعي للطفل، ويقول الباحثون إن الأطفال الصغار الذين لديهم إمكانية وصول أكبر إلى الشاشات يطورون قدرات تواصل ومعرفية أقل لأن وقت الشاشة يحرمهم من التجارب التي تدعم التعلم بشكل حقيقي، وهذا بحسب موقع (Lovery) الذي أكّد ذلك من خلال مقالة تحت عنوان “We did all the research on screen time and here’s what we found”. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

تجنب الأطعمة غير الصحية

يجب تجنّب تقديم الأطعمة غير الصحية والمليئة بالسكريات والملح للطفل في هذا العمر، بل يجب التركيز على تقديم وجبات غذائية متوازنة تحتوي الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، فالتغذية السليمة تساهم في نمو صحي للعقل والجسم ممّا يُعزّز من قدرة الطفل على التعلّم.

في النهاية، إنّ التعليم في هذه المرحلة ليس مجرّد إعداد الطفل للحياة اليومية، بل هو بناء أساس قوي لنموه المستقبلي، فالاهتمام بالتفاصيل الصغيرة وتقديم الدعم المستمر يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في تطور الطفل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على مراحل نمو الطفل الجسدي من عمر سنة إلى 3 سنوات.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، يجب على الأهل الاستمتاع بكل لحظة في هذه المرحلة الجميلة من حياة طفلهم، فتعليمه الطفل واكتشافه للعالم من حوله هي تجربة رائعة تستحق كل الجهد والتفاني، بالإضافة إلى ذلك من المهمّ أن يكون الأهل قدوة إيجابيّة ومصدر أمان وحبّ للطفل، ممّا يعزّز من شعوره بالثقة والاستقلالية في المستقبل.

تم نشر هذا المقال على موقع عائلتي

2024-07-01T17:32:32Z dg43tfdfdgfd