يبدو أن الرئيس الأمريكي ما زال مصراً على فكرته بنقل جزء من سكان غزة إلى "الأردن أو مصر أو أماكن أخرى". وقال في سياق منفصل إنه وجه مستشاريه بـ"محو" إيران إذا قامت باغتياله.
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء (الرابع من شباط/فبراير 2025) أن الفلسطينيين "سيودون بشدة" مغادرة قطاع غزة المحاصر للعيش في أي مكان آخر إذا أتيحت لهم الفرصة. وصرّح ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "إنهم سيودون بشدة مغادرة غزة"، مضيفاً "أظن أنهم سيكونون سعداء للغاية" بذلك.
وقال "لا أدري كيف يريدون البقاء. إنه موقع هدم"، وذلك بعد أكثر من 15 شهراً من شن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة عملية عسكرية مدمرة في القطاع رداً على هجوم حركة حماس الإرهابي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبعد اللقاء مع الصحافيين، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض الثلاثاء لإجراء محادثات مع ترامب بشأن الهدنة مع حركة حماس في غزة، وسط آمال في أن تؤدي إلى وضع حد للحرب. وقال ترامب الذي ينسب الفضل لنفسه في تأمين وقف الأعمال العدائية في غزة، قبل الاجتماع إنه من المرجح أن يحثّ حليفه على الالتزام بالاتفاق الذي لم يتم الانتهاء من التفاوض على مرحلتيه الثانية والثالثة.
وكان الرئيس الأميركي قد تحدث في وقت سابق عن خطة "لتنظيف" غزة، داعياً إلى نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن. ورفضت الدولتان ذلك بشكل قاطع، وأكد زعيماهما الثلاثاء "الأخذ بالموقف العربي الموحد المطالب بالتوصل إلى السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط"، بحسب الرئاسة المصرية. وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض الثلاثاء "حسناً، ربما قالا ذلك، ولكن كثيراً من الناس قالوا لي أشياء".
وندد سكان غزة أيضا بفكرة الرئيس الأميركي، حيث قال سكان في مدينة رفح (جنوب) لوكالة فرانس برس "لن نغادر". من جانبها رفضت حركة حماس اليوم (الثلاثاء) تصريحات ترامب التي قال فيها إن "الفلسطينيين ليس لديهم بديل سوى مغادرة قطاع غزة"، معتبرة إياها "عنصرية"و بمثابة "وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة". وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في بيان: "نرفض بشدة هذه التصريحات التي تعتبر عنصرية، وتعد محاولة مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحقوقنا الوطنية الثابتة للفلسطنيين".
ولكن لا يبدو أن ترامب ينوي التراجع عن فكرته. وقال "إذا تمكنا من العثور على قطعة الأرض المناسبة، أو قطع عديدة من الأرض، وبنينا عليها بعض المساكن الجميلة، فهناك الكثير من المال في المنطقة بالتأكيد، وأعتقد أن هذا سيكون أفضل بكثير من العودة إلى غزة التي لم تشهد سوى عقود طويلة من الموت".
وعندما سأله أحد المراسلين عن الأماكن المحتملة لمثل هذه المساكن، ردّ أنها قد تكون في الأردن أو مصر أو "أماكن أخرى. ربما يكون هناك أكثر من اثنين". وتابع "كان من الممكن أن يعيش الناس في مكان جميل وآمن ولطيف للغاية. لكن غزة كانت كارثة لعقود من الزمن".
ورداً على سؤال آخر عن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدفع ثمن مثل هذه الخطوة، قال إن هناك "الكثير من الناس في المنطقة الذين سيفعلون ذلك، ولديهم الكثير من المال"، وذكر السعودية كمثال.
وأضاف عندما سأله صحافي من وكالة فرانس برس عما إذا كانت مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تهجير الفلسطينيين قسراً: "ليس لديهم بديل الآن". وأردف ترامب "إنهم هناك لأنهم ليس لديهم أي بديل. ماذا لديهم؟ إنها عبارة عن كومة ضخمة من الأنقاض الآن... أعتقد أنهم سوف يكونون سعداء للغاية للقيام بذلك". وتابع "أعتقد أنهم سيودون بشدة مغادرة غزة"، متسائلاً "ما هي غزة؟".
وقال إنه "لا يدعم بالضرورة" استيطان الإسرائيليين في القطاع بدلاً من الفلسطينيين. وأضاف الرئيس الأميركي "أنا أؤيد فقط تنظيفه وتحويله إلى شيء ما. لكن هذا فشل على مدى عقود عديدة. وسيجلس شخص ما هنا بعد عشرة أعوام أو عشرين عاما من الآن وسيواجه نفس الشيء".
وفي نفس اللقاء مع الصحافين في البيت الأبيض قال الرئيس الأمريكي إنه وجه تعليمات لمستشاريه بالعمل على "محو" إيران إذا قامت باغتياله. وقال ترامب للصحفيين أثناء توقيعه على أمر تنفيذي يدعو الحكومة الأمريكية إلى فرض أقصى قدر من الضغط على طهران "إذا فعلوا ذلك، سيتم محوهم من الوجود... لقد وجهت تعليمات بأن يتم محوهم من الوجود إذا فعلوا ذلك، لن يتبقى منهم شيء".
وقال مساعد في البيت الأبيض لترامب أثناء التوقيع إن الأمر التنفيذي تكلف كل وزارة في الإدارة الأميركية بصياغة عقوبات على إيران، وخاصة في ما يتعلق بأنشطتها النووية. وأضاف المساعد أن هذا سيمنح ترامب "كل الأدوات الممكنة" لمنع إيران من أن تكون "جهة فاعلة مؤذية".
خ.س/ي.ب (أ ف ب، أ ب)
2025-02-04T22:29:06Z