صمت وتعتيم قبل الرد.. هل اتعظت إيران من «درس أبريل»؟

سويعات فقط فصلت بين التحذير الأمريكي من «هجوم إيراني وشيك» على إسرائيل، وبين اشتعال سماء إسرائيل بزخات من الصواريخ مؤذنة ببدء الرد.

فبينما كانت إسرائيل لا تزال في مرحلة إنذار مواطنيها بالنزول إلى الملاجئ، دوت صافرات الإنذار تدوي في كل أنحاء البلاد معلنة أن الوقت تأخر، وأن طهران فاجأت الكل بهجومها رغم التحذير الأمريكي والتأهب الإسرائيلي.

وبحسب ما ذكرت وكالة إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء، فإن طهران شنت "هجوما صاروخيا على تل أبيب" دون تقديم مزيد من التفاصيل.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم الإيراني "متواصل"، فيما هدد الحرس الثوري الإيراني بشن "هجمات ساحقة" إذا ردت إسرائيل على عملية إطلاق الصواريخ.

ويأتي الهجوم الإيراني ذلك بعد أن كشف مسؤول كبير في البيت الأبيض، في وقت سابق الثلاثاء، أن واشنطن لديها مؤشرات على أن إيران تستعد لشن هجوم بصواريخ باليستية على إسرائيل قريباً.

وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم بشكل نشط الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل ضد هذا الهجوم.

كما شدد على أن أي هجوم عسكري مباشر على إسرائيل من جانب إيران من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة على طهران.

في غضون 12 دقيقة

وسبق أن توقع مسؤول أمريكي لوكالة رويترز أن الهجوم الإيراني بصواريخ باليستية على إسرائيل قد يكون بحجم الهجوم الذي وقع في أبريل/ نيسان الماضي أو أكبر منه، في تقييم يظل حتى الآن مستندا إلى مؤشرات أولية ومن الصعب التأكد منه.

أيضا توقع مصدر غربي مطلع أن إيران تهاجم إسرائيل بصواريخ باليستية يمكنها الوصول إلى أهدافها في غضون 12 دقيقة وليس بطائرات مسيرة أو صواريخ كروز التي تستغرق وقتاً أطول، وفقاً لموقع "أكسيوس".

وهذا ما يبدو أنه حصل بالفعل بالنظر لسرعة وصول الصواريخ إلى إسرائيل.

درس أبريل؟

يرى مراقبون أن الهجوم الإيراني مختلف هذه المرة من ناحية التكتم والصمت الذي رافقه خلافا لما حدث في أبريل/ نيسان الماضي.

وأطلقت إيران آخر وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل في الشهر المذكور، بعد أن شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت قنصلية طهران في دمشق، قتلت عددا من كبار القادة في الحرس الثوري.

ولم يكن لتلك الزخات مفعولا يذكر، حيث كانت منظومات الدفاع الإسرائيلي بانتظار صواريخ طهران، ما أفقد الرد أي نزعة مفاجئة تمكنها من تحقيق أهدافها.

وفي ذلك الوقت، تم تجنب حرب شاملة بعد أن اختار الجانبان التهدئة، وبعد أشهر من ذلك، يحذر دبلوماسيون وخبراء من أن الحرب الشاملة أصبحت أكثر احتمالا، حيث من المتوقع أن ترد إسرائيل بقوة بعد أي هجوم إيراني جديد.

2024-10-01T18:02:48Z dg43tfdfdgfd