أحد أقارب إسرائيلية قتلت في غزة: الضغط العسكري يقتل الرهائن

من إميلي روز

القدس (رويترز) - تحقق أسوأ كابوس لجيل ديكمان عندما بلغه نبأ العثور على جثة قريبته كرمل جات في أحد أنفاق قطاع غزة قبل وقت قصير من وصول القوات الإسرائيلية إليها، وذلك بعد أن ظلت رهينة لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لمدة 11 شهرا.

وقال ديكمان (32 عاما) لرويترز أمام مبنى الكنيست الإسرائيلي حيث كان يشارك في تجمع لمطالبة أعضائه بالضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن "كانت على وشك معانقة والدها".

وأضاف "فشلنا كدولة، وفشلنا كمجتمع".

وانتشلت القوات الإسرائيلية جثث جات وخمسة رهائن آخرين في الأول من سبتمبر أيلول، مما أثار موجة من الحزن والاحتجاجات الحاشدة من الإسرائيليين المطالبين بإبرام اتفاق لإعادة الرهائن.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا إن زيادة الضغط العسكري ستؤدي في النهاية إلى إعادة الرهائن إلى ديارهم.

وكشف تشريح الجثث أن جات والرهائن الخمسة الآخرين تعرضوا لإطلاق الرصاص في مؤخرات رؤوسهم من مسافة قريبة قبل أقل من 48 ساعة من عثور القوات الإسرائيلية على جثثهم في أحد أنفاق غزة.

وقال ديكمان "الضغط العسكري يقتل الرهائن... هذه هي الحقيقة التي نعرفها".

وقالت حماس في بيانات منفصلة إن إسرائيل مسؤولة عن قتل الرهائن وإن نتنياهو مسؤول عن مقتلهم بسبب عرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

والسابع من أكتوبر تشرين الأول هو اليوم الأكثر دموية لإسرائيل منذ قيامها قبل 75 عاما. ووفقا لإحصاءات إسرائيل، أدى هجوم حماس إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة تقريبا في غزة. وأطلقت حماس سراح 110 رهائن مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين كانوا معتقلين في إسرائيل في إطار صفقة تبادل في نوفمبر تشرين الثاني.

وجرى احتجاز جات رهينة في السابع من أكتوبر تشرين الأول بينما كانت تقيم في منزل والديها في التجمع السكني بئيري بجنوب إسرائيل.

وتتعثر المحادثات الرامية لإعادة الرهائن وإنهاء القتال في غزة. ووفقا للبيانات الفلسطينية، قتل حتى الآن أكثر من 40 ألفا من الفلسطينيين.

وقالت إستر بوشتاف، التي قُتل ابنها ياجيف عندما كان محتجزا لدى حماس في وقت سابق من هذا العام، يوم الاثنين في اجتماع بالكنيست إن تحقيقا عسكريا خلص إلى أن حماس أعدمت ابنها عندما اقترب جنود من المكان الذي كان محتجزا فيه.

صار ديكمان أحد الوجوه الأكثر شهرة في الحركة التي تضغط من أجل اتفاق تحرير الرهائن إذ ظهر في الكثير من البرامج الإخبارية الإسرائيلية المسائية وانتشرت مقاطع مصورة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي ظهر خلالها وهو يخوض مناقشات حادة مع أعضاء الكنيست الإسرائيلي أو يلقي خطابات عاطفية داخل الكنيست.

وفي الشهر الماضي، توجه ديكمان إلى حدود إسرائيل الجنوبية بصحبة مجموعة من أسر الرهائن الذين ركضوا صوب الحدود في محاولة لحشد التعاطف مع قضيتهم.

وقال ديكمان إن العدد الكبير من المحتجين الذين تظاهروا بعد وفاة جات أظهر أن الحكومة الإسرائيلية منفصلة عن إرادة الشعب.

وأضاف "الشعب الإسرائيلي يريد الحياة... نحن نقاتل من أجل حياة الرهائن وليس للثأر".

(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية)

2024-09-10T11:45:56Z dg43tfdfdgfd