إسرائيل تشن هجمات جديدة في غزة وتحذر جماعة حزب الله اللبنانية

من نضال المغربي ومحمد سالم

القاهرة/غزة (رويترز) - بحث كثيرون من الفلسطينيين عن مأوى يوم الأربعاء بعد فرارهم من منازلهم في جنوب قطاع غزة وشكوا من نقص المياه مع استمرار إسرائيل في هجومها العسكري على القطاع المكتظ بالسكان.

وقال سكان إن القوات الإسرائيلية شنت ضربات عسكرية جديدة في مدينة رفح بجنوب القطاع وسط قتال عنيف مع مسلحين فلسطينيين خلال ليل الثلاثاء. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن 12 شخصا على الأقل قُتلوا في ضربات جديدة بوسط وشمال غزة.

وتصاعد التوتر بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية بعد أحدث تبادل لإطلاق النار على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان منذ بداية حرب غزة.

وقال مصدران أمنيان في لبنان إن قياديا ميدانيا بارزا في جماعة حزب الله اللبنانية قُتل في ضربة إسرائيلية يوم الأربعاء.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت اليوم الأربعاء إن القوات الإسرائيلية ستكون مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري ضد الجماعة المتحالفة مع إيران.

وأضاف جالانت في بيان أصدره مكتبه "نحن نضرب حزب الله بشدة كل يوم وسنصل أيضا إلى حالة الاستعداد الكامل للقيام بأي إجراء مطلوب في لبنان أو التوصل إلى اتفاق من مركز قوة. نفضل التوصل لاتفاق لكن إذا أجبرنا الواقع فسنعرف كيف نقاتل".

ولا يزال القتال مستعرا في بعض مناطق قطاع غزة رغم قول مسؤولين إسرائيليين إن القوات على وشك إنهاء القتال الضاري مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، وستتحول قريبا إلى عمليات أكثر دقة في التركيز على الأهداف في إطار الحرب المستمرة منذ قرابة تسعة أشهر.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مدينة خان يونس بجنوب القطاع أدت إلى مقتل حسن حمدان استشاري ورئيس قسم الحروق والتجميل في مجمع ناصر الطبي مع جميع أفراد أسرته.

وقال سكان في خان يونس إن العديد من العائلات لم تتمكن من العثور على خيام بسبب نقصها ونامت على جانب الطريق بعد أن أدت أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي إلى نزوح الآلاف ممن يعيشون شرقي المدينة.

وأُخلي مستشفى غزة الأوروبي، وهو آخر مستشفى يعمل في المنطقة، وكان يؤوي عائلات نازحة ومرضى.

وقال علي أبو أسمهان الذي أصيب بنيران إسرائيلية وكسور في الساقين والحوض "إجانا اتصال أخلي الأوروبي... وجينا على ناصر لقينا المكان في ناصر... مليان".

وأضاف لرويترز "أنا قاعد هنا بنام في الشارع... بستنى يفضولي مكان ويقعدوني جوه (المستشفى)".

وذكر مسؤول دفاعي إسرائيلي يوم الثلاثاء أن الموظفين والمرضى أُبلغوا بإمكانية البقاء في مستشفى غزة الأوروبي رغم صدور أمر بإخلاء المنطقة التي يقع فيها.

*زيادة التوتر

أضاف مسؤولو الصحة أن غارة جوية أخرى أصابت سيارة في مدينة دير البلح جنوب القطاع، مما أسفر عن مقتل ثلاثة.

وتكتظ دير البلح بمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين اضطروا للفرار من منازلهم في مناطق أخرى من غزة، ويشكو السكان من النقص الحاد في مياه الشرب وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير.

وقال شعبان (47 عاما)، وهو أب لخمسة أطفال "مش موجود ميه صحية للشرب ومشان هيك بنضطر نشتري ميه مالحة أو مش نظيفة كتير وبسعر عالي".

وأضاف لرويترز عبر تطبيق للمراسلة "كتير من النازحين بيعانوا من أوجاع في البطن ومن أمراض مثل الوباء الكبدي بسبب المياه الغير صحية والأكل اللي غير مناسب والتلوث مع وجود مناطق مجاري ومستنقعات قرب مكان تواجدهم".

واندلعت الحرب في قطاع غزة عندما اقتحمت حركة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة من العسكريين والمدنيين، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وردت إسرائيل بعملية عسكرية تسببت في مقتل ما يقرب من 38 ألف شخص حتى الآن، وفقا لوزارة الصحة في غزة، علاوة على تدمير مساحات واسعة من القطاع.

وفي لبنان، قال مصدران أمنيان لرويترز إن قائدا ميدانيا بارزا في جماعة حزب الله اللبنانية قُتل في ضربة إسرائيلية يوم الأربعاء خارج مدينة صور بجنوب لبنان وأوضحا أنه كان مسؤولا عن جزء من عمليات حزب الله على طول الحدود.

وعرّف بيان لحزب الله القائد القتيل بأنه محمد ناصر. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن ناصر كان قائدا لوحدة مسؤولة عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وتزايدت وتيرة أعمال العنف خلال الشهور القليلة الماضية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وفي أحدث وقائع العنف هناك، قُتل شاب فلسطيني يبلغ من العمر 23 عاما خلال مداهمة إسرائيلية في مدينة جنين، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.

ووقعت أيضا أعمال عنف في إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة، حيث قُتل شخص وأُصيب آخر في واقعة طعن بمركز تجاري في مدينة كرميئيل في شمال إسرائيل اليوم الأربعاء.

وتشتبه الشرطة في أنه هجوم إرهابي. وذكر موقع واي نت الإخباري الإسرائيلي أن المشتبه به في تنفيذ الهجوم يدعى جواد ربيع من قرية نحف الإسرائيلية التي يعيش فيها كثيرون من الأقلية العربية.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، رغم أن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وصفت في منشور على تليجرام الهجوم بأنه عملية بطولية.

(شاركت في التغطية إميلي روز ومعيان لوبيل وكريستيان لو من القدي وليلى بسام من بيروت - إعداد أميرة زهران وعبد الحميد مكاوي وشيرين عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)

2024-07-03T16:24:31Z dg43tfdfdgfd