استمرار التصويت في انتخابات برلمانية بالأردن تخيم عليها حرب غزة

عمان (رويترز) - أدلى الأردنيون بأصواتهم يوم الثلاثاء في أول انتخابات برلمانية يجريها الأردن بموجب قانون جديد يستهدف تعزيز وضع الأحزاب السياسية والحد من التأثير القوي للنزعة العشائرية، ومن المتوقع أن يتلقى الإسلاميون دعما بسبب الغضب إزاء حرب غزة.

ومن المفترض أن يمهد قانون الانتخابات لعام 2022 الطريق للأحزاب السياسية كي تلعب دورا أكبر، لكن من المتوقع أن يظل البرلمان المؤلف من 138 مقعدا في أيدي العشائر والأطراف الموالية للحكومة بعد الانتخابات.

ويخصص القانون الجديد لأول مرة 41 مقعدا بشكل مباشر لأكثر من 30 حزبا مرخصا ومواليا للحكومة في الغالب. كما رفع تمثيل المرأة من 15 إلى 18 مقعدا وخفض سن النواب المنتخبين من 30 إلى 25 عاما.

وأبقى الأردن على نظام انتخابي يميل إلى المناطق العشائرية والمحلية ذات الكثافة السكانية المنخفضة على حساب المدن المكتظة التي يسكنها في الغالب أردنيون من أصل فلسطيني وتعد مراكز قوة للإسلاميين وبها اهتمام كبير بالسياسة.

ويعيش أكثر من ثلثي الشعب الأردني في المدن لكن جرى تخصيص أقل من ثلث مقاعد البرلمان لهم.

وشهدت عملية التصويت عدم اكتراث إلى حد كبير من الناخبين. وأظهرت أرقام رسمية أولية أن نسبة المشاركة بين الذين يحق لهم التصويت والبالغ عددهم 5.1 مليون بلغت 32.25 بالمئة، وهو ما يزيد قليلا عن 29 بالمئة في الانتخابات السابقة التي أجريت في 2020.

ومن المتوقع ظهور النتائج النهائية يوم الاربعاء.

وكانت نسبة المشاركة في التصويت في المناطق الحضرية، حيث يفوز الإسلاميون والفلسطينيون المقيمون في الحضر عادة بالمقاعد، نصف تلك النسبة في المناطق الريفية حيث يتم التصويت وفقا للولاء العائلي والعشائري.

ويقول مسؤولون إن الانتخابات الجارية تمثل علامة فارقة في عملية التحول التدريجي للديمقراطية ويجب أن يزيد الإقبال على المشاركة فيها.

وقال موسى المعايطة رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب لرويترز "متوقع أن يكون في مشاركة أكبر بسبب القائمة الحزبية على مستوى المدن خاصة في عمان والزرقاء لأنه هناك في شي سياسي ممكن ينتخبوه".

ويقول كثير من الأردنيين إن البرلمان المتخم بنواب موالين للحكومة سلبي وعاجز عن إحداث تغيير.

وقال إبراهيم جمال، وهو صاحب متجر في عمان "الناس فاقدين ثقتهم. انتخب مين؟ شخص مدعوس عليه قبل ما يدخل المجلس؟ القرار مش عندهم وإللي بدهم يطلعوه بيمشوه... كلهم حجار شطرنج".

وقال مسؤولون إن قرار الملك عبد الله الثاني بالمضي قدما في الانتخابات كان بمثابة رسالة مفادها أن الحياة السياسية مستمرة بشكل طبيعي رغم حرب غزة التي ألقت بظلالها على النظرة المستقبلية الاقتصادية والسياسية في الأردن.

وفي بلد تغلب عليه المشاعر المعادية لإسرائيل، من المتوقع أن تدعم حرب غزة فرص الإسلاميين الذين قادوا عددا من أكبر المظاهرات المناصرة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في المنطقة.

ويهدف حزب جبهة العمل الإسلامي، وهو حزب المعارضة الرئيسي في الأردن، إلى الفوز بعدد كاف من المقاعد للمساعدة في تغيير السياسات الاقتصادية التي لا تحظى بشعبية والتصدي لقوانين تحد من الحريات العامة ومعارضة زيادة التطبيع مع إسرائيل التي أبرم معها الأردن معاهدة سلام عام 1994.

(تغطية صحفية سليمان الخالدي - إعداد نهى زكريا ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)

2024-09-10T20:51:17Z dg43tfdfdgfd