بعد «صدمة» حزب الله.. من لا يزال يستخدم أجهزة «بيجر» ولماذا؟

أعادت تفجيرات "بيجر" التي يستخدمها حزب الله في اتصالاته هذا الجهاز إلى الواجهة بعد تواريه أمام سطوة الهواتف الذكية.

فمع تزايد الاعتماد على الهواتف المحمولة كأداةَ اتصال رئيسية، تحولت أجهزة "بيجر" إلى شيء من الماضي لدى الكثيرين، خصوصاً بعدما بلغت ذروتها في التسعينيات. لكنها برغم ذلك، ما زالت تحتفظ بمكانتها في بعض المجالات الحيوية مثل الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ، بفضل متانتها وعمر بطاريتها الطويل، وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وتصدرت أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) عناوين الأخبار، يوم الثلاثاء، عندما تم تفجير آلاف من تلك الأجهزة التي يستخدمها أعضاء حزب الله، في وقت واحد بجميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة ما يقرب من 3000.

وحمّل لبنان وحزب الله، إسرائيل المسؤولية الكاملة. في وقت لم تعلن فيه الأخيرة أية مسؤولية.

تحقيقات «أيكوم» حزب الله.. الشركة اليابانية تفجر مفاجأة

لقي هذا الجهاز رواجا كبيرا، وخاصة في الثمانينيات والتسعينيات، كطريقة أساسية يمكن من خلالها الوصول إلى الأشخاص أثناء التنقل قبل ظهور الهواتف المحمولة.

وبحلول عام 1984، كان ما يقدر بنحو 3 ملايين أمريكي يستخدمون أجهزة بيجر، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في ذلك الوقت.

وبحلول 1994، كان هناك 61 مليون جهاز بيجر قيد الاستخدام، وفقًا لـSpok، وهي شركة مصنعة لهذا النوع من الأجهزة.

ومع انتشار الهواتف المحمولة وتقدمها، تراجع استخدام أجهزة "بيجر" مقارنة بما كانت عليه في السابق. وبدلاً من الركض إلى الهاتف بعد تلقي النداء، أصبح الناس قادرين على تلقي المكالمات وتبادل الرسائل ــ وفي النهاية الاتصال بالإنترنت ــ مباشرة من الأجهزة الموجودة في جيوبهم.

من لا يزال يستخدم بيجر؟، ولماذا؟

لا تزال المستشفيات في العديد من البلدان تستخدم أجهزة النداء، والتي تستخدم نظام الاتصالات الخاص بها والتي يمكن أن تكون أكثر موثوقية في حالات الطوارئ أو في حال فشل شبكات WiFi أو الهاتف.

وقالت شركة Spok، التي تقدم خدمات بيجر للمستشفيات، إن الأجهزة تعمل بالبطارية ويمكن لإشاراتها أن تمر "عبر الخرسانة والصلب عندما لا تستطيع إشارة الهاتف الذكي ذلك".

وكانت هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا تستخدم حوالى 130 ألف جهاز بيجر في عام 2019، وهو رقم يعادل أكثر من عشرة بالمائة من كل أجهزة بيجر في العالم، بحسب بيانات حكومية. ولم تتوفر أرقام أكثر حداثة من هذا التاريخ.

ومنذ ذلك الحين، ابتعدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية عن استخدام أجهزة النداء في المواقف غير الطارئة، قائلة إنها ستتخلص تدريجيًا من استخدامها لصالح بدائل أرخص مثل الهواتف المحمولة والتطبيقات، والتي تمكن الموظفين من مشاركة المعلومات وتحديد أولويات المهام بسهولة أكبر من أجهزة النداء أحادية الاتجاه.

كما تستخدم أجهزة بيجر من قبل موظفي الدفاع المدني، بما في ذلك أقسام الإطفاء، وقد شهدت السنوات الأخيرة استخدام هذه الأجهزة في المناجم والمصانع الكيميائية في أستراليا، حيث قد تكون شرارات الانبعاثات الراديوية خطيرة، وفقًا لهيئة الإذاعة الأسترالية.

كذلك جرى استخدام بيجر مؤخرًا إلى حد ما من قبل الموظفين في مواقع البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك في المحطات النووية والكهربائية، وبين مقاولي الدفاع.

قد يكون تتبع أجهزة بيجر أصعب من تتبع الهواتف الذكية، لأنها تفتقر إلى تقنيات الملاحة الحديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس). وقد جعلها هذا خياراً شائعاً بين المجرمين، خصوصاً تجار المخدرات في الولايات المتحدة في الماضي.

ما حجم سوق أجهزة بيجر اليوم؟

لا يبدو واضحا عدد الأشخاص حول العالم الذين ما زالوا يستخدمون هذا النوع، ولكن لا يزال هناك عدد قليل من الشركات التي تصنعها. وفق الصحيفة.

تعد شركة Gold Apollo التي تتخذ من تايوان مقراً لها - والتي قالت يوم الأربعاء إنها لم تصنع الأجهزة التي انفجرت - واحدة من المنتجين الرئيسيين لأجهزة بيجر في العالم.

تأسست شركة Gold Apollo عام 1995، وقد صدّرت 41000 جهاز نداء حتى الآن هذا العام. وأكثر من 260.000 جهاز منذ عام 2022 وحتى أغسطس/ آب من هذا العام، وفقًا لبيانات وزارة الشؤون الاقتصادية التايوانية.

تبيع شركة Spok، التي قالت إنها أكبر شبكة بيجر في الولايات المتحدة، الأجهزة هناك وفي أستراليا.

وقالت في بيان أوردته صحيفة "واشنطن بوست" إن لديها "سلسلة توريد مغلقة" لأجهزة النداء الخاصة بها، والتي يتم تصنيعها في منشآت آمنة خصيصًا لـspok، ثم يتم إرسالها مباشرة إلى الشركة لتجميعها وتوزيعها على المستخدمين.

وشهد الطلب على أجهزة بيجر تزايدا خاصة مع زيادة عدد المرضى، والذي خلق حاجة أكبر للاتصال الفعال في قطاع الرعاية الصحية، وفقاً للتقرير، الذي توقع نمواً سنوياً مركباً بنسبة 5.9 بالمائة من عام 2023 إلى 2030. وذكر التقرير أن أميركا الشمالية وأوروبا أكبر سوقين لأجهزة البيجر، حيث تحقَّق 528 مليون دولار و496 مليون دولار من الإيرادات على التوالي.

2024-09-19T07:42:34Z dg43tfdfdgfd