«بيجر غيت».. هل تنهي مسيرة 100 عام لأجهزة اللاسلكي؟

يفتح حادث انفجار أجهزة اتصال «بيجر» التي كان يحملها عناصر حزب في جنوب بيروت، ما أدى لمقتل 8 أشخاص، وإصابة 2800 شخص، الباب أمام البحث في تاريخ هذه الأجهزة وموعد ظهور للنور، وقصة تطورها.

الغريب في الأمر أن 80% من المستشفيات تعتمد على أجهزة اللاسلكي "بيجر" للاتصالات المهمة، ومن خلال نظرة على تاريخ جهاز النداء أو الإرسال، ولماذا يواصل متخصصو الرعاية الصحية دمج أجهزة الإرسال في سير عملهم واتصالاتهم الآمنة؟

أول ظهور للجهاز

في عام 1921، تم استخدام نظام يشبه جهاز الإرسال الأول من قبل قسم شرطة ديترويت عندما نجحوا في وضع سيارة شرطة مجهزة بالراديو في الخدمة.

أول براءة اختراع

الخطوة الثانية في مسيرة أجهزة الإرسال "بيجر"، كانت في عام 1949، حيث حصل آل جروس على براءة اختراع أول جهاز إرسال هاتفي، واستخدمه المستشفى اليهودي في مدينة نيويورك بدءا من عام 1950.

لقطات توثق انفجار أجهزة «بيجر» اللاسلكية في متاجر بلبنان (فيديو)

وعلى الرغم من أنه لم يُطلق عليه اسم بيجر بعد، إلا أن الجهاز قد وجد بالفعل أحد مجالاته الأساسية: الاتصالات المهمة.

على الرغم من ابتكارات جروس العديدة (جهاز الاتصال اللاسلكي وراديو CB بالإضافة إلى جهاز الإرسال، من بين أشياء أخرى)، فإن جميع براءات الاختراع الخاصة به انتهت صلاحيتها بحلول السبعينيات من القرن الماضي.

لكنه لم يكن يشعر بأي استياء لأنه لم يستفد قط من اختراعاته، وقال في عام 2000، قبل عام من وفاته: "لقد تغلغلوا في مجتمعنا، وأنا سعيد بذلك".

ظهور مصطلح بيجر

في عام 1959، صاغت شركة موتورولا مصطلح "بيجر"، وفي عام 1960 جمع جون فرانسيس ميتشل بين عناصر جهاز الاتصال اللاسلكي وتقنيات راديو السيارة من موتورولا لإنشاء أول جهاز بيجر ترانزستوري.

وجاء عام 1964، بدأت موتورولا عهدها الذي دام 40 عاما كرائدة مهيمنة في المجال من خلال طرح أول جهاز إرسال مخصص للمستهلك، وهو Pageboy I.

الإرسال بالنغمة

ومع جهاز الإرسال الذي يعمل بالنغمة فقط، كان المستلم يتلقى للتو نغمة واحدة ويعرف ما هو المطلوب، على سبيل المثال، سيعرف الطبيب أنه يجب عليه الذهاب مباشرة إلى قسم الطوارئ أو الاتصال بمشغل المستشفى للحصول على مزيد من المعلومات.

وفي فترة السبعينيات من القرن الماضي، تم اختراع أجهزة الإرسال بعد النغمة، قام جهاز النداء بنقل رسالة نصية. كانت هذه خطوة إلى الأمام من جهاز الإرسال ذي النغمة فقط لأنه تم تزويد المستلم على الفور بمزيد من المعلومات، مثل "الرمز الأزرق في وحدة العناية المركزة".

الاستخدام الشخصي

عام 1980، كان هناك حوالي 3.2 مليون مستخدم لجهاز الإرسال في جميع أنحاء العالم، وخلال الثمانينيات: تم اختراع جهاز الإرسال واسع النطاق، مما يسمح بنقل الصفحات عبر موجات الراديو عبر مدينة أو ولاية أو حتى دولة، ثم حصل جهاز الإرسال على الشهرة، وأصبح شائعا بين المستهلكين للاستخدام الشخصي.

توعد بـ«رد رادع».. حزب الله يكشف تفاصيل «تفجيرات بيجر»

منذ الثمانينيات وحتى أوائل القرن العشرين، تم تقديم أجهزة عرض رقمية وساعدت في الحفاظ على هدوء المستشفيات نظرا لعدم تشغيل الرسائل بصوت عالٍ، وبدلا من ذلك، أظهرت شاشة العرض الرقمية رقمًا أعلى الجهاز الذي كان بمثابة امتداد للاتصال أو رمز داخلي لرقم عمل محدد سلفا.

أجهزة ثنائية الاتجاه

في منتصف الثمانينيات، تم تقديم أجهزة العرض الأبجدية الرقمية، والتي يمكنها إرسال رسالة نصية عبر شبكة رقمية، وفي التسعينيات تم تقديم أجهزة الإرسال ثنائية الاتجاه، حتى يتمكن مستلمو الرسائل من الاستجابة مباشرة من الجهاز.

لا تزال العديد من المستشفيات الكبرى والأنظمة الصحية تستخدم الأجهزة ثنائية الاتجاه، لكن أجهزة الإرسال ذات الاتجاه الواحد تظل أكثر شيوعا.

في عام 1994، كان هناك 61 مليون جهاز إرسال قيد الاستخدام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن أجهزة الإرسال أقل تكلفة بكثير من أي وسيلة اتصال متنقلة أخرى.

ثم قدمت موتورولا في 1995، أول جهاز إرسال ثنائية الاتجاه في العالم، وهو جهاز الإرسال الشخصي Tango ثنائي الاتجاه، والذي سمح للمستخدمين بتلقي الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والرد برد قياسي، ويمكن أيضا توصيله بجهاز كمبيوتر لتنزيل الرسائل الطويلة.

جهاز T5

قدمت شركة Spok جهاز T5 في عام 2015، وهو جهاز الإرسال الأبجدي الرقمي مع خيار الإرسال المشفر، وبفضل إمكانات المراسلة الآمنة وميزات أمان قفل الشاشة، يوفر هذا الجهاز أداة قوية للاتصالات الخاصة بالرعاية الصحية والاستجابة لحالات الطوارئ.

ثم كشفت شركة Spok في 2016 عن جهاز الإرسال T52، وهو جهاز إرسال ثنائي الاتجاه يتمتع بقدرات مشفرة، وكان الجهاز الوحيد في السوق الذي يدعم المراسلة الآمنة ويساعد مؤسسات الرعاية الصحية، بحسب موقع شركة spok.

في عام 2017، ذكرت مجلة طب المستشفيات أن أجهزة الإرسال لا تزال هي التكنولوجيا الأكثر استخداما من قبل الأطباء، وعدد قليل من المستشفيات قامت بتطبيق الرسائل المحمولة الآمنة بشكل كامل.

أجرت شركة Spok في عام 2018، استطلاعا شمل أكثر من 300 متخصص في الرعاية الصحية حول طرق الاتصال عبر الهاتف المحمول في مؤسساتهم، واكتشفت أن أجهزة الإرسال ظلت خيارا شائعا نسبيا، حيث يستخدم 56% من الأشخاص أجهزة الإرسال كجزء من طرق الاتصال الخاصة بهم.

في عام 2019، أمرت خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة بإزالة أجهزة الإرسال بحلول نهاية عام 2021.

ثم أطلقت Spok في عام 2021 جهاز الإرسال الخاص بغرفة انتظار الرسائل النصية ReadyCall® للمساعدة في زيادة مشاركة المرضى من خلال تمكين غرفة الانتظار والتواصل في الموقع للمرضى أو الزوار.

يرسل الجهاز رسائل نصية تحتوي على تعليمات أو معلومات بين المرضى ومقدمي الخدمات، مما يسمح للموظفين بالتفاعل بسهولة مع عائلات المرضى، مما يعني أن العائلات لديها المزيد من المعلومات في الوقت الفعلي حول رعاية أحبائهم ويكون لدى الموظفين المزيد من الوقت للحضور من أجل احتياجات مرضاهم الفورية.

2024-09-17T17:11:59Z dg43tfdfdgfd