تنامي الآمال في وقف إطلاق النار بغزة مع إشارة إسرائيل لاستئناف المفاوضات

من نضال المغربي ومحمد سالم ومعيان لوبيل

القاهرة/غزة/القدس (رويترز) - اكتسبت الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن زخما يوم الجمعة بعد أن قدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اقتراحا معدلا بشأن بنود الاتفاق كما قالت إسرائيل إنها ستستأنف المفاوضات المتوقفة.

وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه سيرسل وفدا لاستئناف المفاوضات، وقال مسؤول إسرائيلي إن الفريق سيقوده رئيس الموساد.

وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق بعد أن قدمت حماس اقتراحها المعدل، والذي تلقته إسرائيل يوم الأربعاء.

وأضاف دون أن يتطرق لتفاصيل "الاقتراح الذي طرحته حماس ينطوي على انفراجة مهمة للغاية".

وهناك اختلاف ملحوظ بين الرد الإسرائيلي على اقتراح حماس، الذي تم تقديمه عبر وسطاء، ومواقف سابقة خلال الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر على قطاع غزة عندما قالت إسرائيل إن الشروط التي وضعتها الحركة غير مقبولة.

وقال مسؤول فلسطيني مقرب من جهود السلام التي تتم بوساطة دولية لرويترز إن اقتراح حماس الجديد قد يؤدي إلى اتفاق إطاري إذا قبلته إسرائيل.

وأضاف أن حماس لم تعد تتمسك بالشرط المسبق بالتزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بشكل دائم قبل توقيع الاتفاق، وستسمح للمفاوضات بتحقيق ذلك خلال مرحلة الأسابيع الستة الأولى.

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "إذا احتاج الجانبان إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار، فيجب عليهما الاتفاق على أنه لن تكون هناك عودة إلى القتال حتى يفعلا ذلك".

وقالت حماس من قبل إن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويؤدي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وسعت إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين محتجزين في إسرائيل مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وقالت إسرائيل من قبل إنها ستقبل فقط بوقف مؤقت للقتال حتى يتم القضاء تماما على حماس التي تدير القطاع المكتظ بالسكان.

وأقرت مصادر مصرية بحدوث تحول في المواقف لكنها أشارت إلى أن القضية الأساسية المتمثلة في الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار لم تحسم بعد.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 38 ألف فلسطيني قتلوا في الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع ردا على هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وتسببت الحرب في أزمة إنسانية في القطاع وزادت من التوترات في المنطقة مما أدى إلى تبادل متكرر لإطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

وقال حزب الله يوم الجمعة إن الأمين العام حسن نصر الله التقى خليل الحية نائب رئيس حماس لبحث آخر التطورات في غزة. ولم يقدم بعد تفاصيل عن نتائج الاجتماع.

* بايدن يرحب بقرار نتنياهو

قال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا يوم الخميس رد حماس على البنود المحتملة للاتفاق، وإن بايدن رحب بقرار نتنياهو استئناف المحادثات المتوقفة "في محاولة لإتمام الاتفاق".

وذكر المصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي "يوجد اتفاق يمكن حقيقية تنفيذه".

لكن المصدر حذر من احتمال عرقلة الاتفاق "لاعتبارات سياسية".

وأشار بعض الشركاء من اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو الائتلافية إلى احتمال انسحابهم من الحكومة إذا توقفت الحرب قبل تدمير حماس. وقد يؤدي رحيلهم إلى إنهاء رئاسة نتنياهو للوزراء.

وذكرت القناة السابعة الإخبارية الإسرائيلية أن إيتمار بن جفير، أحد أعضاء الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة، اتهم في اجتماع لمجلس الوزراء مساء الخميس كبار مسؤولي الأمن والدفاع بأنهم اتخذوا قرار استئناف المحادثات بدون التشاور معه.

ورد حماس يتعلق بالمقترح الذي أعلنه بايدن في نهاية مايو أيار ويتضمن تحرير حوالي 120 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة ووقفا لإطلاق النار في القطاع.

وتتضمن الخطة إطلاق سراح الرهائن تدريجيا وانسحاب القوات الإسرائيلية على مرحلتين والإفراج عن سجناء فلسطينيين. وتشمل المرحلة الثالثة إعادة إعمار غزة وإعادة رفات الرهائن القتلى.

وتتوسط مصر وقطر في جهود إنهاء الصراع في القطاع وجرت محادثات في كلا البلدين.

وفي أحدث الأعمال القتالية بالقطاع، قال سكان إن الدبابات الاسرائيلية توغلت قبل الفجر بقليل في حي النصر في شمال رفح بالقرب من الحدود مع مصر.

وقالت إسرائيل إن عملياتها في رفح هدفها تفكيك آخر كتائب الجناح المسلح لحماس.

وذكر مسعفون في غزة أن خمسة فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، في مخيم جباليا للاجئين بشمال القطاع قتلوا في ضربة جوية شنتها إسرائيل على منزل.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن خمسة فلسطينيين قتلوا أيضا يوم الجمعة في عملية عسكرية إسرائيلية بمدينة جنين في الضفة الغربية.

(شارك في التغطية علي صوافطة وكريستيان لوي من القدس وليلى بسام من بيروت - إعداد محمود سلامة ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

2024-07-05T11:31:20Z dg43tfdfdgfd