«ثقافة الكرك» تستضيف مخيم التبادل الجرشي الإبداعي

الكرك – نسرين الضمور

استضافت مديرية ثقافة الكرك مخيم التبادل الثقافي الجرشي الثاني الذي تنظمه مديرية ثقافة جرش ساعية إلى تعزيز التبادل الثقافي والفكري والاجتماعي بين المحافظات،وإتاحة الفرصة لتلاقي المثقفين والمبدعين وتبادل المعلومات والآراء،لإثراء المشهد الثقافي والتشجيع على الإبداع وتعزيز التفاعل مع المجتمعات المحلية ومكوناتها التراثية،علاوة على التعريف بثقافة المجتمع الجرشي وتاريخ محافظتهم ومكنوزاتها الأثرية العريقة.

واشتملت فعاليات المخيم الذي أقيم في مركز الحسن الثقافي بمدينة الكرك احتفاء باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، ورعته مساعدة الأمين العام للشؤون الإدارية،مديرة ثقافة الكرك عروبة الشمايلة بحضور مدير ثقافة جرش عقلة القادري وجمع من المثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي،على معرض للفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي بمشاركة فنانين تشكيليين من الكرك ومصورين من جرش،وعرض فلم وثائقي بعنوان » بانوراما جرش»،وقراءات شعرية وأخرى سردية عن تاريخ المحافظتين،إضافة لوصلات غنائية تراثية ووطنية من أداء المطرب أمجد خلف وعزف صلاح العتوم ومحمود المنصوري.

وقالت الشمايلة» جرش أرض التاريخ والحضارة وبوابة تنير درب المثقفين،ونلتقي شعراء وكتاب وباحثين وموسيقيين وفنانين تشكيلين ومصورين في فضاء إبداعي حر لنصنع معا طريقا ومشهدا ثقافيا يمثل هويتنا الأردنية التي نعتز بها ونسعى دائما لنريها العالم، ونكمل رسالتنا الوطنية الحافلة بالإنجاز والعطاء.

وأشارت الشمايلة لأهمية المخيمات الثقافية في رفع سوية الأدب والذائقة الفنية من خلال إفساح المجال للمثقفين والأدباء والمبدعين لاستلهم المكان الأردني وقراءة حكاياه وحمل تفاصيله فنا وأدبا عبر نتاجات مبدعة تحمل روح المكان وخصوصيته، منوهة بحرص الوزارة البيت الحاضن للثقافة والمثقفين على حفز المبدعين ودعمهم والتركيز على توفير البنى التحتية بإقامة المراكز الثقافية في المحافظات لاحتضان الحراك الثقافي وتعظيمه، على اعتبار ان الثقافة منطلقة ومنفتحة على الجميع و ليست محصورة بمنطقة معينة،معبرة عن شكرها لمبادرة مديرية ثقافة جرش لتنظيم هذه الفعالية التشاركية بكل ما حملته من معان عميقة للحفاظ على التراث الإنساني والتاريخي والثقافي.

بدوره قال القادري:«الثقافة نهج حياه نعيشها في وجداننا ونتمثلها بكافة تفاصيل حياتنا اليومية، فينما وجدت الثقافة في شعب يكون هذا الشعب قد ارتقى واعتلى إلى الأعلى، ولأن الثقافة محور هام نحرص دائما ان يكون لدينا المثقف الواعي والمنفتح الذي يبني الوطن ويقبل الرأي والرأي الآخر والتعددية».

وتابع القادري: نتطلع من خلال المخيم الثقافي الذي سنطوف به محافظات المملكة ضمن خطته المرسومة ونعمل على تطوير آلية إقامته بما يثري المنتج الإبداعي ويحقق المزيد من التواصل ويكتشف المواهب الإبداعية بمختلف حقول الثقافة، كما نتطلع إلى إتاحة الفرص للمجتمعات المحلية للانغماس في الثقافات المختلفة والتعريف بالمبدع الأردني ونتاجه وخلق التناغم بين المنتج الإبداعي والمكان وتعميق الربط الثقافي بين المحافظات مما يؤدي إلى فهم أعمق وتقدير للتنوع الثقافي والتواصل الفعال الذي هو جوهر التبادل الناجح، مقدما الشكر لمديرية ثقافة الكرك على حسن الوفادة والتعاون لانجاح برامج المخيم.

وقدم الباحث الأكاديمي أحمد الشريدة قراءة سردية عن تاريخ جرش والكرك،وقال إن مثل هذه اللقاءات تجديد للفكر الثقافي بما ينسجم وروح العصر وتطوراته التكنولوجية بهدف المحافظة على الموروث الثقافي ونقله للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن جرش أهم مدن » الديكابولس » فهي مدينة الألف عمود وفيها أهم ثلاث مدرجات أثرية وتصنف المدينة الثانية بعد روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية في الحفاظ على إرثها وثقافتها،وكانت تسمى أيضا «إنطاكيا الواقعة على نهر الذهب » نظرا لأهميتها التاريخية والجغرافية، لافتا إلى أن الهزة الأرضية التي حدثت في العام (747)ميلادي قضت على الكثير من الأبنية العمرانية الموجودة في جرش إذ لا تتعدى نسبة الأبنية المكتشفة منها (7) بالمئة.

وتحدث الشريدة عن مدينة الكرك وقال إنها كانت من أهم المدن في العصر الأيوبي المملوكي والدليل بناء القلعة الحصينة التي كانت مربوطة مع عدة قلاع،مبينا أنه من خلال دراسته للجيوموفولوجيا فإن قلعة الكرك التي شهدت العديد من البطولات كانت من قلاع الإسلام التي وجدت من أجل الحفاظ على المنطقة العربية من آثار الغزو الفرنجي،وتطرق في حديثة للعديد من الأسماء التي أنجبتها الكرك وخلدت عبر التاريخ كابن قف الكركي أول طبيب جراح،و قال نحن لا نقدم التاريخ كمادة علمية للآخرين بل كمادة سردية لذا يجب انه يأخذ ابن قف وغيره الكثير من العلماء حقهم بالإبراز والتعريف.

وقرأ الشاعر الدكتور محمد المحاسنه من جرش قصيدة بعنوان «موال عراري على سفح شيحان » قال فيها:وقفت على شيحان شوقا أضمها/ وجردتها للروح وردا أشمها/ وأجريت ماء الشعر من فيض سحرها / كما رونق الأزهار حبا نموها/ أتيتك يا شيحان والروح شاقها / إلى جنة الشعراء فيها مجمها /نقشت على قلبي محاريب فتنة /كما زين الخطاط وشيا ينمها، وتبعها بقصيدة بعنوان» المعلم» تناول فيها فضل المعلم وسمو مهنة التعليم.

وألقى الشاعر محمد القيسي من الكرك قصيدة وطنيه بعنوان «دار الهواشم » تغنى بها بالوطن وقيادته الهاشمية وقال «من يوم تأسيسها لليوم مبنية/ على الفخر والشرف سنة وقرآني / حب الوطن بالبشر فطرة إلهية/ وانا بشر والوطن قلبي وشرياني»، كما قرأ قصيده أثنى فيها على جهود مديرية ثقافة الكرك ودورها في إحداث حراك ثقافي مميز بتشاركية فاعلة مع مختلف الفعاليات والهيئات الثقافية والمجتمعية.

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-06-30T02:03:36Z dg43tfdfdgfd