خطوط حزب الله «المفخخة».. لماذا الآن؟

للتوقيت كلمته في تفجيرات أجهزة اتصالات حزب الله في لبنان، تماما كما له رمزيته في واحدة من الضربات التي قد تغير مسار نزاع طويل.

ففي وقت تعاني فيه الحكومة الإسرائيلية من الاضطراب، وتواصل الولايات المتحدة جهودها لمنع اندلاع حرب مع حزب الله، يكمن السؤال الحاسم في كل ذلك في توقيت الهجمات.

وترك استهداف إسرائيل لأجهزة الاتصال اللاسلكي لحزب الله على مدار يومين الخبراء والمسؤولين الأمنيين في حيرة بشأن توقيت الهجوم وما يعنيه خصوصا في ما يتعلق بنوايا إسرائيل في لبنان، وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

«لم يكن الأمثل»

نقلت الصحيفة عن "عوديد عيلام"، وهو عميل سابق رفيع المستوى في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) أشرف على عمليات مكافحة الإرهاب الدولية قوله إن الافتقار إلى أي متابعة عسكرية كبيرة من جانب إسرائيل في الساعات التي أعقبت الانفجارات الأولى يشير إلى أن "التوقيت لم يكن الأمثل".

وقدر مستشار لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقائد كبير سابق في جهاز الأمن الداخلي في البلاد، أن عملاء الموساد ربما سيطروا على سلسلة توريد أجهزة "بيجر" وأفرغوا محتوياتها وملؤوها بكميات صغيرة من المتفجرات.

وقال للصحيفة: "هناك وقت محدود للتصرف لأن مستوى الشك مرتفع، ولا يستغرق الأمر سوى انفجار واحد عن غير قصد لإحراق العملية".

مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون سابقون قالوا إن مثل هذه العملية تستغرق شهورًا، إن لم يكن سنوات، من الإعداد، لكنّ لها عمرا افتراضيا قصيرا بعد دخولها حيز التنفيذ. 

وأشار مسؤول إسرائيلي سابق كبير مطلع على العملية إلى خطر اكتشاف الأجهزة، قائلا: "كانت لحظة إما تستخدمها أو تخسرها" مشيرا إلى أن التوقيت كان "مصادفة".

صدفة

واعتبر إيلام أن الفرصة سنحت للتنفيذ مع قرار حزب الله التحول إلى أجهزة النداء (بيجر) الأقل تقنية، لكنها أكثر أمانا عقب عمليات الاغتيالات الإسرائيلية لعناصره. 

وقال إن الاعتبارات الاستراتيجية التي تتعلق بنجاح العملية ومدى تأثيرها تحتاج إلى الموازنة مع المخاوف من تعرض العملية للخطر. 

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت العملية تهدف إلى أن تكون بمثابة مقدمة لصراع واسع النطاق أو مجرد تحذير لحزب الله بشأن التكاليف المحتملة للحرب. 

وشعر مسؤولو الاستخبارات والأمن في المنطقة بالصدمة بسبب الهجوم الذي اعتبره أحد المسؤولين الإقليميين "مقامرة كبيرة من جانب إسرائيل".

وتكهنت أجهزة أمن بالمنطقة بأن حزب الله اكتشف مشكلة في أجهزة الإنذار، وأن إسرائيل تحركت لتجنب اكتشافها. 

لماذا الآن؟

في المقابل، اعتبر العديد من المسؤولين أن الهجوم لم يكن له أي معنى، وقال مسؤول أمني إقليمي "حتى لو كانوا يحاولون إرسال رسالة، فلماذا الآن؟"، مضيفًا: "سيكون هناك رد فعل من حزب الله.. لماذا تفعل هذا إذا كانت مهتمة بمنع حرب أوسع؟"

وقال إيلام إنه على الرغم من الخطاب العدواني لإسرائيل، فإن الاستعدادات العسكرية لم تكن متقدمة بما يكفي لحرب شاملة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تفرض "الكثير من الضغوط" على إسرائيل حتى لا تبدأ الحرب. 

ومع ذلك، يبدو أن قدرة واشنطن على كبح جماح إسرائيل محدودة، حيث غضب مسؤولو البيت الأبيض من اغتيالها زعيم حماس إسماعيل هنية في أواخر يوليو/تموز الماضي حين كانت مفاوضات إطلاق النار في لحظة محورية. 

كما أعرب مسؤولو البنتاغون عن إحباطهم لعدم إخطارهم مسبقًا بالضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية بدمشق في أبريل/نيسان الماضي.

وقال مسؤول أمريكي إن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس جو بايدن قبل الهجوم بأنها تستعد لعملية في لبنان، دون تقديم تفاصيل. 

رئيس الموساد السابق داني ياتوم قال إن الأجهزة المتفجرة كانت تهدف إلى "إثارة الذعر والتوتر والصدمة" داخل حزب الله، للتأكيد على قدرة إسرائيل اختراق أكثر خطوط الاتصال أمانًا للحزب.

2024-09-19T17:12:44Z dg43tfdfdgfd