«سيوف في وجه من؟».. نصل الرمزية يدمي علاقة الجيش وأردوغان

ثار من جديد جدل في تركيا حول علاقة الجيش بالحُكم، وسط مطالب سياسية وتعهد رئاسي بإجراء حركة "تطهير" داخل صفوفه.

الجدل هذه المرة فجره مشهد لمئات الضباط الخريجين حديثا، وهم يشهرون سيوفهم، ويؤدون قسما بالولاء للعلمانية، في تقليد اُتبع لعقود، وهجرته المؤسسة العسكرية التركية منذ العام 2016.

وأعاد القسم إلى الأذهان محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها ضباط ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في يوليو/تموز من العام 2016.

وظل الجيش التركي يلعب دورا سياسيا بارزا على مدى عقود، وصل إلى حد الإطاحة بحكومات منتخبة وتولي السلطة، في بعض الأحيان.

لكن أردوغان استطاع أن يكسر تلك الحلقة، بإحباطه وأنصاره محاولة انقلاب قبل 8 سنوات، والتي جرى بعدها الإطاحة بآلاف الجنود والضباط والقضاة، وتوقيف بعضهم.

وقبل أيام حضر أردوغان حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط "كلية الحرب البرية" بجامعة الدفاع الوطني، ومضى الحفل للنهاية وفقا للمراسم والتقاليد العسكرية المُتبعة.

السيسي في تركيا.. أرقام التجارة تذيب الجليد بين القاهرة وأنقرة

لكن بعد انتهاء الحفل انتشر مقطع فيديو لمئات الطلاب، وهو محتشدون، ويشهرون سيوفهم، ويرددون قسما ودعته العسكرية التركية، ونصه: "نحن جنود مصطفى كمال، نحن حراس العلمانية"، في إشارة إلى مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.

وأعادت تلك الثواني للضباط الجدد ذاكرة عقود خلت، كان للجيش التركي خلالها اليد الطولى في الحياة السياسية.

وبدت ردود الفعل على هذا المشهد ككرة الثلج، إذ انطلقت سجالات بين الأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يُدلي السياسيون بدلوهم، وأخيرا دخل الرئيس التركي نفسه على خط الأزمة.

وقال حليف أردوغان، رئيس حزب الحركة القومي، دولت باهتشلي، إن قسم الضباط غير الرسمي "شعار سياسي يستخدمه الانقلابيون وحزب الشعب الجمهوري".

أما رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغر أوزيل، فرأى أن هناك محاولة من الحُكم لاستغلال تلك الواقعة سياسيا، وقال: "أدين استغلال الضباط الجدد الذين يحملون السيوف،لأهداف سياسية"، مضيفا: "لا يمكنك التضحية بمستقبل هؤلاء الشباب الموهوبين لخدمة سياساتك المتشددة".

وفيما نفت وزارة الدفاع التركية، استدعاء الضباط للتحقيق، تعهد أردوغان، بمحاسبة المتورطين في تلك الواقعة.

واختار أردوغان أن يُعلق على تلك الواقعة خلال كلمة ألقاها أول من أمس في مؤتمر لـ "المدارس الإسلامية" في مدينة كوجالي شمال غربي تركيا، في رمزية للمكان لا تخلو من دلالات، متعهدا بـ "تظهير الجيش من تلك القلة الجاهلة".

وقال أردوغان، إن "بعض الأشخاص المسيئين ظهروا في حفل تخرج محدد، وقاموا بإشهار السيوف، والسؤال هو: في وجه من كانت موجهة هذه السيوف؟".

وأكد الرئيس التركي أن السلطات تُجري تحقيقات شاملة حول الواقعة، مضيفا: " سيتم تطهير الجيش من هذه القلة الجاهلة، فنحن لن نتسامح مع هذه التصرفات".

وأشار إلى أنه تم عقد اجتماعات مع مسؤولي الكلية والقوات البرية لمناقشة الواقعة، مشددا على أن "الجيش لن يكون ساحة للصراعات السياسية"، وقال: "لن أسمح بتفتيت وحدة الجيش أو إدخاله في الحسابات السياسية".

2024-09-09T11:23:40Z dg43tfdfdgfd