ضغوط على نتنياهو بعد استعادة إسرائيل جثث 6 رهائن من غزة

من آري رابينوفيتش ونضال المغربي

القدس (رويترز) - قالت إسرائيل إنها استعادت جثث ست رهائن من نفق في جنوب قطاع غزة حيث قُتلوا على ما يبدو قبل وقت قصير من وصول القوات إليهم، وهو ما أثار يوم الأحد احتجاجات ودعوات للإضراب في إسرائيل بسبب الفشل في إنقاذهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي انتشال الجثث من نفق في مدينة رفح الجنوبية تزامنا مع بدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع المدمر وتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري في إفادة صحفية أن الجيش نقل جثث كرمل جات وعيدن يروشالمي وهيرش جولدبرج بولين وألكسندر لوبنوف وألموج ساروسي وأوري دانينو إلى إسرائيل.

وأضاف "بحسب تقديرنا الأولي، قُتلوا بوحشية على يد إرهابيي حماس قبل وقت قصير من وصولنا إليهم".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم‭ ‬الأحد إن إسرائيل لن تهدأ حتى تلقي القبض على المسؤولين عن قتل الرهائن الست. ويواجه نتنياهو ضغوطا مستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح باقي الرهائن بعد مرور نحو 11 شهرا على اندلاع الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وأضاف "من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقا".

وقال مسؤولون كبار في حماس إن إسرائيل، برفضها التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، هي المسؤولة عن سقوط القتلى.

وقال سامي أبو زهري المسؤول الكبير في حماس لرويترز "نتنياهو هو المسؤول عن مقتل الأسرى الإسرائيليين، وهو حريص على قتل الجميع للاستمرار في الحرب... ولذا على الإسرائيليين أن يختاروا بين نتنياهو أو الصفقة".

والرهائن الستة من بين نحو 250 رهينة تم أسرهم خلال الهجوم المباغت الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي أشعل فتيل حرب غزة.

وبعد تأكد مقتلهم لا يزال 101 رهينة من الإسرائيليين والأجانب في غزة، ولكن من المعروف أن ثلثهم تقريبا لقوا حتفهم بينما لا يزال مصير الباقين مجهولا.

وشارك آلاف الإسرائيليين في احتجاجات بالقدس وتل أبيب وسط تصاعد للضغوط على نتنياهو لبذل المزيد من الجهد لإعادة الرهائن المتبقين إلى إسرائيل.

ودعا رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي (الهستدروت) أرنون بار دافيد إلى إضراب عام يوم الاثنين للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن، وقال إن مطار بن جوريون، مركز النقل الجوي الرئيسي في إسرائيل، سيُغلق بدءا من الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش).

وأضاف دافيد "التوصل إلى اتفاق أهم من أي شيء آخر". كما دعا وزير الدفاع يوآف جالانت، الذي اختلف مرارا مع نتنياهو، إلى التوصل إلى اتفاق. وحث زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي تولى رئاسة الحكومة سابقا، الإسرائيليين على الانضمام إلى مظاهرة في تل أبيب.

وفي القدس، أغلق محتجون طرقا وتظاهروا أمام مقر إقامة رئيس الوزراء. كما اصطف محتجون على جانبي بعض الطرق ملوحين بالعلم الإسرائيلي تعبيرا عن حزنهم لمقتل الرهائن الست.

وأعلنت الخدمات البلدية في تل أبيب وأنحاء أخرى تنظيم إضراب لنصف يوم الاثنين تضامنا مع الرهائن وأسرهم.

وطالب (منتدى عائلات الرهائن) نتنياهو بتحمل المسؤولية وتوضيح ما الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق.

وقال المنتدى في بيان "قُتلوا جميعا في الأيام القليلة الماضية بعد أن عانوا من سوء المعاملة والتعذيب والتجويع في أسر حماس لما يقرب من 11 شهرا. أدى التأخير في التوقيع على الاتفاق إلى موتهم وموت العديد من الرهائن الآخرين".

* "محطم وغاضب"

قال مكتب نتنياهو إنه تحدث إلى أسرة ألكسندر لوبنوف، الذي كانت جثته من بين الجثث التي استعادها الجيش الإسرائيلي، واعتذر لهم وعبر عن "حزنه العميق".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يتابع عن كثب مصير الرهائن، إن الأمريكي هيرش جولدبرج بولين من بين الرهائن الست القتلى وإنه "محطم وغاضب".

وأضاف في بيان "سيدفع قادة حماس ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل لاتفاق لتأمين الإفراج عن الرهائن المتبقين".

وكان بولين (23 عاما) قد اختُطف من مهرجان موسيقي قرب حدود غزة وظهر في مقطع فيديو نشرته حماس في أواخر أبريل نيسان.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه "مصدوم تماما" جراء هذه الوفيات.

وقال بايدن في وقت سابق خلال حديثه مع صحفيين في ولاية ديلاوير إنه "لا يزال متفائلا" بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

ولم تفلح حتى الآن مفاوضات متقطعة تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على الرغم من تزايد الضغوط الأمريكية وزيارات عديدة لمسؤولين كبار للمنطقة.

واتفق الجانبان على وقف القتال لثماني ساعات على الأقل يوميا من الأحد إلى الثلاثاء للسماح لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة والسلطات الصحية الفلسطينية في غزة ببدء تطعيم 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال.

وتأتي الحملة بعدما أكدت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إصابة طفل بالشلل الجزئي بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاما.

ووفقا للإحصاءات الإسرائيلية، قُتل نحو 1200 شخص في هجوم حماس. وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 40738 فلسطينيا قتلوا وأصيب 94154 آخرون في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ ذلك الحين.

وواصلت القوات الإسرائيلية قتال المسلحين الذين تقودهم حماس في عدة أنحاء من غزة حيث استهدف الجيش الإسرائيلي ما قال إنه مركز قيادة تابع لحماس في مدرسة سابقة بمدينة غزة. وقال مسعفون فلسطينيون إنهم انتشلوا حتى الآن جثث أربعة قتلى جراء ضربة أصيب فيها كثيرون آخرون.

وفي خان يونس، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة 10 آخرين.

وأحدثت الحرب أزمة إنسانية هائلة في قطاع غزة، بالإضافة إلى تأجيجها التوتر في أنحاء المنطقة وفي الضفة الغربية المحتلة حيث قال مسؤولون إسرائيليون يوم الأحد إن ثلاثة من رجال الشرطة الإسرائيلية قتلوا حينما تعرضت مركبتهم لإطلاق نار قرب مدينة الخليل.

وينفذ مئات من أفراد القوات الإسرائيلية مداهمات في أنحاء الضفة الغربية منذ الأربعاء الماضي في واحدة من أكبر العمليات في المنطقة منذ أشهر، وتقول إسرائيل إن العملية تهدف إلى القضاء على مسلحين إسلاميين.

وفي تصريحات من موقع الحادث، دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو عضو متشدد في مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي، إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المسلحين الفلسطينيين.

وأشادت حماس، التي تخوض حربا ضد إسرائيل في قطاع غزة، بالهجوم في الضفة الغربية، إلا أنها لم تعلن مسؤوليتها عنه، قائلة إنه "رد طبيعي على المجازر البشعة وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة".

وقالت فصائل فلسطينية مسلحة إن مقاتليها يواجهون القوات الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية بالأسلحة الآلية والعبوات الناسفة.

(شارك في التغطية الصحفية إميلي روز وستيفن شير وجيمس ماكنزي من القدس وستيفاني كيلي من ريهوبوث بيتش - إعداد أميرة زهران ومحمد أيسم ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير معاذ عبدالعزيز)

2024-09-01T16:40:30Z dg43tfdfdgfd