طلاب يسردون تفاصيل اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مدرسة ابتدائية بالضفة الغربية

من محمد تركمان وعلي صوافطة

أريحا/رام الله (رويترز) - امتنع نصف تلاميذ مدرسة ابتدائية بالضفة الغربية المحتلة عن الذهاب إلى مدرستهم‭ ‬يوم الثلاثاء بعد يوم من تعرضها لهجوم نفذه مستوطنون يهود بمضارب خشبية في استمرار لأعمال العنف التي تصاعدت منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.

ويمثل هذا النوع من الهجوم، الذي أسفر عن إصابة سبعة أشخاص وفقا لمسؤولين فلسطينيين، اختبارا لصبر حلفاء إسرائيل، ومنهم الولايات المتحدة، الذين دعوا إلى ضبط النفس في الضفة الغربية مع ارتفاع حصيلة القتلى في غزة واتساع الصراع في الشرق الأوسط.

وأظهر مقطع فيديو صوره ناشطون إسرائيليون ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من الشبان يضربون أشخاصا كانوا يصرخون في ساحة مدرسة الكعابنة خلال الهجوم في منطقة بدوية بالقرب من أريحا يوم الاثنين.

وقال أحمد ناصر مدير عام وحدة المتابعة الميدانية في وزارة التربية والتعليم لرويترز "نصف الطلاب أو أكثر اليوم لم يأتوا إلى المدرسة بسبب حالة الخوف والرعب التي عاشوها أمس بسبب هجوم المستوطنين على المدرسة".

وأضاف "أعتقد أن العدد سيزداد مع الأيام القادمة لا يوجد مدرسة أخرى أو بديل أمام الطلاب للذهاب إليه سيكون الطلاب بحاجة إلى المساعدة والدعم النفسي كي ينسوا ما حصل لهم".

وشهدت القرى الفلسطينية تزايدا في أعمال العنف حتى قبل اندلاع حرب غزة، حيث انتشر بناء المستوطنات دون رادع في مختلف أنحاء الضفة الغربية.

وتصاعدت حدة هذه الهجمات بعد اندلاع الحرب في غزة عقب الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وأظهرت الأرقام التي نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الشهر الماضي أن المستوطنين كانوا ينفذون حوالي أربع هجمات يوميا.

وقالت الطالبة آية مليحات "أول صار كنا قاعدين نقرأ عادي في الصف بعدين يقولوا مستوطنين هجموا على المدرسة. وقدرت أنا حوش أخواني عشان ما يصير فيهم شي عشان أنا مسؤولة هنا قدرت حوشتهم في الصف الثاني. وصاروا المستوطنين يدقوا في الدبيبس بدهم يفتحوا بدهم يفتحوا الباب غصبا عنا".

* "شردنا ولبدنا"

يتهم الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان القوات الإسرائيلية بشكل متكرر بعدم التدخل لمنع تلك الهجمات، بل والمشاركة فيها في بعض الأحيان. ونادرا ما تُتخذ إجراءات قانونية ضد المستوطنين الذين ينتهجون العنف.

قالت الطالبة ملك مليحات "جايين الجيش ومعاهم مستوطنين. احنا شردنا على صف مع المعلم والاستاذ ما رجعنا على صف التحتاني لانه ما فيه قفل...رجعنا لبدنا قال لنا البدوا تحت الطوايل. لبدنا تحت الطوايل وقال لنا بدون صوت ما حكينا".

ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.

وبدأت بعض الدول ومنها الولايات المتحدة في فرض عقوبات على أفراد وتواجه ضغوطا لبذل المزيد من الجهود والحد من توسع المستوطنات على الأراضي التي يريدها الفلسطينيون باعتبارها الأساس لدولة مستقلة لهم في المستقبل، وهو جزء أساسي من حل الدولتين الذي تفضله الدول الغربية.

وفي الوقت نفسه، تشهد الضفة الغربية عمليات تمشيط شبه يومية من قبل القوات الإسرائيلية تقع خلالها اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين فضلا عن اعتقالات بالآلاف.

وقتل أكثر من 703 فلسطينيين في الضفة الغربية منذ هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي، منهم مسلحون ومدنيون عزل، وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية.

وفي الفترة نفسها، قتل حوالي 40 جنديا ومدنيا إسرائيليا في هجمات شنها فلسطينيون أو خلال اشتباكات مع مسلحين، وفقا لأرقام وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية.

وتعتبر معظم الدول المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية، وكان توسعها لعقود من الزمان من بين أكثر القضايا إثارة للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين والمجتمع الدولي.

(إعداد شيرين عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)

2024-09-17T20:49:27Z dg43tfdfdgfd