في موسم الامتحانات.. التكاتف الاجتماعي في مصر يقاوم انقطاع التيار الكهربائي

من شريف فهمي وفرح سعفان

الإسكندرية (مصر) (رويترز) - أدى الانقطاع المستمر للكهرباء في مصر مع هبوب موجهات حر شديدة خلال شهر يونيو حزيران إلى حالة من الغضب الشعبي الذي استدعى اعتذار رئيس الوزراء للمواطنين مع وعد باستيراد إمدادات طاقة كافية لكن بدء امتحانات شهادة الثانوية العامة فرض تحديا جديدا على الأسر التي باتت تواجه شدة الحرارة مع غياب الإنارة في ذات الآن.

وفي ظل خلو معظم الشقق والمنازل من مولدات الكهرباء، بادرت مؤسسات ومنظمات أهلية من بينها كنائس ومراكز رياضية ومقاه ومكتبات وقاعات زفاف في أنحاء البلاد بفتح أبوابها أمام الطلاب.

وكانت مدة انقطاع التيار الكهربائي يوميا تصل إلى الساعتين لكن في وقت سابق من هذا الأسبوع زادت إلى ثلاث ساعات بسبب ما قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي يوم الثلاثاء إنه عطل في أحد حقول الغاز بدول الجوار المرتبطة بالشبكة الإقليمية للطاقة.

وأضاف أن الحكومة تعاقدت على شراء شحنات مازوت وغاز طبيعي بقيمة 1.18 مليار دولار ستبدأ في الوصول اعتبارا من الأسبوع الثالث من يوليو تموز للقضاء على انقطاعات الكهرباء حتى نهاية شهر سبتمبر أيلول.

ووفقا لوزارة التربية والتعليم المصرية، يؤدي أكثر من 745 ألف طالب امتحانات الثانوية العامة هذا العام الدراسي.

وفي مدينة الإسكندرية المطلة على البحر المتوسط، تدفق المئات على (مكتبة الإسكندرية) بعد أن أعلنت المكتبة فتح قاعتها الرئيسية التي تسع نحو 2000 شخص أمام الطلاب بالمجان بعد ساعات العمل الرسمية.

وقال حسن يازي، وهو طالب في المرحلة الثانوية "النور بيقطع في مصر كلها وبيقطع عندي كتير، فجيت هنا عشان في خدمات كتير متوفرة، في جو جميل، في نت، في قعدة ظريفة، والجو هادي هنا ويساعد إننا نذاكر".

وأوضح خالد سعيد رئيس قطاع الأمن والسلامة المهنية بمكتبة الإسكندرية أن القرار جاء انطلاقا من شعور المكتبة بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الطلاب.

وأضاف "عقب إعلان المبادرة بوقت قصير جدا فوجئنا بالإقبال الشديد من الطلبة على المكتبة".

وفي الإسكندرية أيضا، تعاني كنيسة الشهيد مارجرجس بمنطقة باكوس من انقطاع الكهرباء يوميا لكنها استعانت بمولد كهربائي لمواصلة عملها واستقبال الطلاب.

وقال كاهن الكنيسة يعقوب برسوم "حتى مكانش فيه إنترنت، بدأنا نوفر النت... بنحاول نوفر حاجات بسيطة اللي نقدر عليه، المياه، حاجة ساقعة، شاي، نوفر لهم الجو المناسب".

وفي العاصمة القاهرة، اضطرت نورا سعيد التي تعمل طبيبة ولديها ابنة في المرحلة الثانوية إلى الانتقال مؤقتا للعيش مع أختها التي تسكن بأحد التجمعات السكنية المسورة (كمباوند) حيث لا أثر لانقطاع الكهرباء. وأقدمت على هذه الخطوة بعد أن انقطعت الكهرباء عن منزلها لأكثر من ثماني ساعات يوم الاثنين الماضي.

وقالت متحدثة عن ابنتها "إحنا بنحاول نتأقلم، أنا وخداها إن إحنا بنتفسح وبنغير جو، إنتي لازم تخلي الدنيا أسهل عشان هي تهدأ وأعصابها تهدأ، عشان متنقليش التوتر لها، حتى لو أنا متوترة".

وذكرت نورا أن بعض أولياء الأمور الآخرين يستضيفون مجموعات للمراجعات الدراسية في منازلهم بناء على جداول انقطاع التيار الكهربائي المختلفة.

وقالت "البلد دي بتعرف تشيل بعضها أيا كانت الظروف، الناس بتعرف إنها تشارك بعضها".

(شارك في التغطية إيدن لويس - تحرير سامح الخطيب)

2024-06-27T16:40:20Z dg43tfdfdgfd