مؤتمر ميونيخ للأمن بعد الناتو.. المحطة القادمة لستولتنبرغ

سيغادر النرويجي ينس ستولتنبرغ منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بعد أيام قليلة، فما هي محطته المقبلة؟.

ستولتنبرغ سيغادر منصبه الذي يشغله منذ 2014، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ليخلفه رئيس الوزراء الهولندي السابق مارك روته، فيما ذكر موقع "بوليتيكو" أنه سيصبح رئيسا جديدا لمؤتمر ميونيخ للأمن.

«الناتو» يبحث عن خليفة لـ«ستولتنبرغ».. هل يحصل روته على «كارت» العبور؟

ستولتنبرغ، رئيس وزراء النرويج الأسبق، سيكون على رأس مؤسسة أطلسية حيوية في وقت يتزايد فيه القلق بشأن اتجاه الحرب في أوكرانيا ومستقبل حلف شمال الأطلسي بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكان ستولتنبرغ أمينا عاما محترما وشكل خصوصا جسر تواصل بين الحلفاء الأوروبيين وواشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي كان ينتقد الناتو باستمرار.

وبحسب مصدر تحدث لـ"بوليتيكو" فإن ستولتنبرغ سيخلف كريستوف هوسغن، الدبلوماسي الألماني الذي أدار المؤتمر خلال العامين الماضيين، فيما سيظل الرئيس السابق فولفغانغ إيشينغر رئيسًا لمجلس مؤسسة مؤتمر ميونيخ للأمن.

ومنصب رئيس المؤتمر له دور سياسي للغاية، حيث تخضع قراراته بشأن المتحدثين وأجندة المؤتمر لتدقيق مكثف.

في المرة الأخيرة التي كان مستقبل ستولتنبرغ موضع تساؤلات - في فبراير/ شباط 2022 عندما تم تعيينه رئيسا مستقبليا للبنك المركزي النروجي ثم انسحب لاحقا - سرت تكهنات حول اختيار امرأة في هذا المنصب.

ولسبعة عقود ترأس الحلف رجال من أوروبا الغربية ورأى العديد من المراقبين أن الوقت حان لتتولى امرأة و/أو شخصية من أوروبا الشرقية هذا المنصب، الذي حسمه روته لصالحه.

ومنذ تأسيسه في عام 1963 على يد ضابط سابق في الفيرماخت وعضو في المقاومة الألمانية، أصبح مؤتمر ميونيخ للأمن نقطة لقاء رئيسية في دائرة المؤتمرات الدولية، ويطلق عليه المشاركون فيه مازحين "دافوس بالبنادق"، في إشارة إلى المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد كل عام في دافوس بسويسرا.

ومؤتمر ميونيخ للأمن، أصبح محطة لا يمكن تفويتها لكبار المسؤولين الأمريكيين الذين يهدفون إلى مخاطبة حلفائهم الأوروبيين.

خطاب هاريس

كان من أبرز ما ميز نسخة 2024 من المؤتمر خطاب نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس الذي أوضحت فيه وجهات نظرها بشأن دور واشنطن في العالم وفي حلف شمال الأطلسي.

وكان هذا الخطاب، هو المرة الأولى التي يسمع فيها العديد من الزعماء الأوروبيين مثل هذه التفاصيل حول هذا الموضوع.

لقد دخل المؤتمر التاريخ أيضاً باعتباره المكان الذي أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2007 عن عقيدة أمنية جديدة تنتقد حلف شمال الأطلسي بشدة، والتي أنبأت بقراره، بعد 15 عاماً، بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا.

وبدأت الحرب في أوكرانيا بعد يومين فقط من انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن في نسخته عام 2022، ليصبح منتدى عالي الأهمية لمناقشة نهج الغرب في دعم أوكرانيا ضد روسيا.

وفي تلك النسخة من مؤتمر ميونيخ للأمن، عندما كانت روسيا قد حشدت بالفعل قوة ضخمة على حدود أوكرانيا، انتقد عمدة كييف فيتالي كليتشكو ألمانيا بشدة لرفضها تزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية، وإرسالها بدلاً من ذلك خمسة آلاف خوذة فقط. (منذ ذلك الحين أصبحت ألمانيا واحدة من أبرز الدول الغربية المانحة للأسلحة والإمدادات إلى أوكرانيا).

2024-09-13T01:10:02Z dg43tfdfdgfd