ماذا سيحقق الرئيس الإيراني بزشكيان من زيارته الأولى إلى العراق؟

أولوية للأمن والتعاون

تعد هذه الزيارة فرصة لتعزيز التعاون بين إيران والعراق في مجال الأمن، حيث أكد ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن الاستقرار الأمني سيكون على رأس جدول الأعمال. وستتضمن الزيارة توقيع مذكرات تفاهم تتعلق بالتعاون الأمني والاقتصادي والتي كان من المفترض توقيعها خلال زيارة سابقة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

سيكون التركيز على معالجة القضايا الأمنية المتبادلة، خاصة في ضوء التوترات المرتبطة بالنشاطات المزعومة لجماعات معارضة إيرانية في إقليم كردستان العراق. حيثُ تسعى إيران لضمان تطبيق بنود الاتفاقية الأمنية المتعلقة بهذه الجماعات وضبط الحدود المشتركة.

الاهتمامات الاقتصادية والدبلوماسية

من المتوقع أن يناقش الوفد الإيراني مع المسؤولين العراقيين سبل تعزيز التعاون في مشاريع اقتصادية هامة، بما في ذلك مشروع الربط السككي بين شلمجة والبصرة الذي تهدف إيران إلى ربطه بالموانئ السورية. كما ستتم مناقشة "طريق التنمية" وتأثيره المحتمل على شبكة الممرات الإيرانية. لذلك تأمل إيران في تحقيق فوائد اقتصادية من خلال تعزيز التعاون مع العراق، خاصة في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها.

على الصعيد الدبلوماسي، من المتوقع أن تسعى إيران لتعزيز دور العراق كوسيط إقليمي مع التركيز على قضايا مثل الوساطة بين إيران ودول عربية أخرى في المنطقة مثل مصر والأردن. فقد لعب العراق دوراً بارزاً في تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية، وقد يسعى بزشكيان إلى استخدام زيارة بغداد كفرصة لتطوير العلاقات مع دول المنطقة.

قضايا أخرى

سيتناول بزشكيان خلال الزيارة قضايا أخرى منها متابعة قضية المواطن الإيراني محمد رضا نوري المسجون في العراق، والتي ستكون جزءاً من المحادثات. كما من المتوقع أن تشمل الزيارة محطات أخرى في العراق مثل زيارة المراقد الشيعية المقدسة في كربلاء والنجف.

تعكس زيارة بزشكيان تحولاً في السياسة الإيرانية، حيث تسعى طهران إلى بناء علاقات أكثر استقراراً مع دول عربية أخرى لتعزيز مصالحها الإقليمية. من المتوقع أن تساهم الزيارة في توسيع نطاق الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والدبلوماسية.

2024-09-09T21:45:11Z dg43tfdfdgfd