ماذا وراء استقالة بريتون: كيف استنفذ المفوض الفرنسي صبر رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين؟

أشار بريتون، في رسالة أعلن فيها عن علمه بالضغوط التي مارستها فون دير لاين على ماكرون، إلى أنه سيقدم استقالته، معللاً ذلك بعدم قدرته على متابعة مهامه في ظل تحركات رئيسة المفوضية. وكانت فون دير لاين قد عملت لأسابيع على تشكيل فريق متوازن من المفوضين الأوروبيين. ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر مطلعة على الحادثة، تواصلت فون دير لاين مع ماكرون في وقت سابق من الأسبوع لتخبره بأنها "لم تعد تحتمل بريتون".

وبحسب ما أفاد به مسؤول في الاتحاد الأوروبي للصحيفة، قدمت فون دير لاين إغراءً لماكرون بحقيبة أكبر إذا قرر استبعاد بريتون. وبالنظر إلى تراجع نفوذه الداخلي بعد تقدم اليمين المتطرف، اختار ماكرون الحقيبة الأكبر، واقترح ستيفان سيجورنيه، وزير الخارجية الفرنسي والمقرب منه، ليشغل المنصب في بروكسل. ولم تعارض فون دير لاين، التي كانت تضغط على الدول لترشيح المزيد من النساء للمفوضية، اقتراح رجل آخر للمنصب، إذ كانت مستعدة لقبول "أي شخص عدا بريتون".

ورغم الوعود التي قدمتها رئيسة المفوضية، أشار مسؤول فرنسي في المفوضية إلى أن فرنسا، إلى جانب فقدان نفوذها أمام فون دير لاين، لم تتمكن من ضمان الحصول على حقيبة كبيرة. واعتبر أن المشكلة "الأكبر" هي أن باريس "لم تتمكن من تأمين هذا الضمان".

لم يعترف بها كرئيسة

أصبح بريتون معروفًا بانتقاداته العلنية لرئيسة المفوضية، بالإضافة إلى تحديه لسلطتها خلف الكواليس. ووفقًا للتقرير، فإن بريتون كان يشعر بالسخط طوال فترة ولايته التي استمرت خمس سنوات من أسلوب إدارة فون دير لاين "الفوقي"، كما أفاد المسؤولون. وانتقد تعييناتها وألمح إلى أنه لا يمانع أن يحل محلها كرئيس للمفوضية. وأكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي للصحيفة أنه "لم يعترف بها قط كرئيسة وقائدة"، وأضاف: "وهذا أساس سيء لأي علاقة".

وعلى الرغم من الانتقادات المتكررة، تمكن بريتون من بناء سمعته في بروكسل كشخصية متمردة قادرة على التأثير في أوروبا. ففي بداية ولايته، لجأت فون دير لاين إلى بريتون لقيادة فريق عمل إنتاج لقاحات كوفيد-19، مما أظهر إمكانية وجود علاقة بناءة بينهما. إلا أن العلاقة واصلت في التدهور مع مرور الوقت.

2024-09-17T14:33:19Z dg43tfdfdgfd