ماذا وراء الارتفاع الكبير في عدد الحرائق؟٩٦٧ حريقا في ٥ أشهر بارتفاع ٢٠٪ عن العام السابق

الدفاع المدني: تزويد الأسطول بـ 23 آلية حديثة للتدخل السريع.. ورافعات إنقاذ هي الأفضل في الوطن العربي

كيف استطاع الإطفائي إنقاذ الأرواح رغم الصيام وألسنة اللهب وتعرضه للإصابات؟

للأسف‭ ‬شهدت‭ ‬بدايات‭ ‬صيف‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2024،‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الحرائق‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية‭ ‬ومادية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الآمن‭. ‬ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬حريق‭ ‬شقق‭ ‬اللوزي،‭ ‬وحريق‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم‭.‬

الأسباب‭ ‬متفاوتة،‭ ‬والخسائر‭ ‬متزايدة‭. ‬وتبقى‭ ‬التساؤلات‭ ‬قائمة‭: ‬من‭ ‬المسؤول؟‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬تزايد‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الحرائق‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأعوام‭ ‬السابقة؟‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الحالات؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تلافيها‭ ‬أساسا،‭ ‬ثم‭ ‬ما‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللاحقة‭ ‬للحريق‭ ‬لدعم‭ ‬المتضررين؟‭ ‬

محاور‭ ‬سعت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬نقاشها‭ ‬مع‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭. ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬حيث‭ ‬التقينا‭ ‬مدير‭ ‬الإدارة‭ ‬العميد‭ ‬ركن‭ ‬طيار‭ ‬علي‭ ‬الكبيسي،‭ ‬الذي‭ ‬يشير‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ارتفاع‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الحرائق‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الخمسة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2024،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬وحتى‭ ‬نهاية‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬نحو‭ ‬809‭ ‬حرائق‭ ‬تعاملت‭ ‬معها‭ ‬الإدارة،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الحرائق‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬967‭ ‬حريقا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حريق‭ ‬سوق‭ ‬المنامة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬زيادة‭ ‬بنحو‭ ‬158‭ ‬حريقا‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬حريق‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭. ‬

*‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق؟

**‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬تتنوع‭ ‬الأسباب،‭ ‬وإجمالا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬أبرز‭ ‬الأسباب‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬التماس‭ ‬الكهربائي،‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة،‭ ‬الإهمال‭ ‬المتعلق‭ ‬بإجراءات‭ ‬السلامة،‭ ‬تسرب‭ ‬غاز،‭ ‬تسرب‭ ‬وقود،‭ ‬الضغط‭ ‬العالي‭. ‬

*‭ ‬أمام‭ ‬ذلك،‭ ‬كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬إدارة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتجهيز‭ ‬الآليات‭ ‬والمعدات؟

**‭ ‬بداية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمواجهة‭ ‬الحرائق‭. ‬كما‭ ‬تحرص‭ ‬الإدارة‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬التطور‭ ‬العمراني‭ ‬الحديث،‭ ‬وتطوير‭ ‬أسطول‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬وتجهيزه‭ ‬بأحدث‭ ‬الآليات‭ ‬والمعدات،‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تعليمات‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬وبمتابعة‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬طارق‭ ‬بن‭ ‬حسن‭ ‬الحسن‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭.‬

فمن‭ ‬جانب،‭ ‬هناك‭ ‬تركيز‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬والاستعداد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبة‭ ‬والتأهيل‭ ‬المستمر‭ ‬لرجال‭ ‬الإطفاء‭ ‬لرفع‭ ‬كفاءتهم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الحرائق‭ ‬وإجراء‭ ‬تدريبات‭ ‬ميدانية‭ ‬منتظمة‭ ‬لاختبار‭ ‬جاهزية‭ ‬فرق‭ ‬الإطفاء‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬سرعة‭ ‬استجابتهم‭ ‬بجانب‭ ‬التحديث‭ ‬المستمر‭ ‬للخطط‭ ‬الطارئة‭ ‬لمواجهة‭ ‬البلاغات‭ ‬وتنسيقها‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لضمان‭ ‬التنفيذ‭ ‬السريع‭ ‬والفعال‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬تحرص‭ ‬الإدارة‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬أحدث‭ ‬معدات‭ ‬الإطفاء‭ ‬والإنقاذ،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬تم‭ ‬تزويد‭ ‬أسطول‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬بآليات‭ ‬ورافعات‭ ‬حديثة‭ ‬كالرافعة‭ ‬الهيدروليكية‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أطول‭ ‬رافعات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬لتلبية‭ ‬أي‭ ‬بلاغ‭ ‬حريق‭ ‬أو‭ ‬حادث‭ ‬في‭ ‬المباني‭ ‬العالية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تدشين‭ (‬23‭) ‬آلية‭ ‬حديثة‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬منها‭ ‬مقطورات‭ ‬ماء،‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬للتدخل‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الحرائق‭ ‬الكبيرة‭ ‬ولتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لرجال‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬وتتميز‭ ‬هذه‭ ‬المقطورات‭ ‬بهيكل‭ ‬قوي‭ ‬متين‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬احتوائها‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬معدات‭ ‬الإطفاء‭ ‬اللازمة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الحرائق،‭ ‬مثل‭ ‬ضواغط‭ ‬الهواء،‭ ‬وأنظمة‭ ‬رش‭ ‬المياه،‭ ‬وأنابيب‭ ‬الرش،‭ ‬وخراطيم‭ ‬الإطفاء،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الرش‭ ‬الرغوي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬معدات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أدوات‭ ‬كهربائية‭ ‬وهيدروليكية‭ ‬تتضمن‭ ‬رافعات‭ ‬ومقصات‭ ‬هيدروليكية‭ ‬ومناشير‭ ‬القطع،‭ ‬كما‭ ‬تحتوي‭ ‬مقطورات‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬خزان‭ ‬ماء‭ ‬والمواد‭ ‬الإطفائية‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬الرغوة،‭ ‬سعة‭ ‬تخزين‭ ‬ماء‭ ‬تصل‭ ‬4000‭ ‬لتر‭ ‬وخزان‭ ‬الرغوة‭ ‬400‭ ‬لتر،‭ ‬كذلك‭ ‬هناك‭ ‬صهاريج‭ ‬ماء‭ ‬وتشمل‭ ‬خزانات‭ ‬كبيرة‭ ‬لتخزين‭ ‬المياه‭ ‬المستخدمة‭ ‬لإطفاء‭ ‬الحرائق‭ ‬تتسع‭ ‬لـ‭ (‬15000‭) ‬لتر‭ ‬ماء‭ ‬ولـ‭(‬400‭) ‬لتر‭ ‬رغوة،‭ ‬وتتضمن‭ ‬مضخات‭ ‬ماء‭ ‬قوية‭ ‬يتم‭ ‬تشغيلها‭ ‬لسحب‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬الخزان‭ ‬ورفعها‭ ‬بضغط‭ ‬عالٍ‭ ‬لإطفاء‭ ‬الحريق،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬مجهزة‭ ‬بخراطيم‭ ‬إطفاء‭ ‬طويلة‭ ‬ومرنة‭ ‬تستخدم‭ ‬لتوصيل‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬المضخة‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬الحريق‭. ‬وتتحمل‭ ‬الضغط‭ ‬العالي،‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬فوهات‭ ‬رش‭ ‬مختلفة‭ ‬تستخدم‭ ‬لتوجيه‭ ‬المياه‭ ‬بشكل‭ ‬محدد‭ ‬نحو‭ ‬مصدر‭ ‬الحريق‭ ‬بأنماط‭ ‬متنوعة‭ ‬بين‭ ‬رش‭ ‬الماء‭ ‬العادي‭ ‬والرش‭ ‬الرغوي‭ ‬وذلك‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الحرائق‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬المركبات‭ (‬مركبات‭ ‬الاستجابة‭ ‬السريعة‭) ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬خدمات‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬للاستجابة‭ ‬السريعة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬والحوادث‭ ‬لقدرتها‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬السريع‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬الفورية‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭.‬

وتشمل‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬هذه‭ ‬المركبات،‭ ‬حوادث‭ ‬المرور،‭ ‬الحرائق‭ ‬الصغيرة،‭ ‬الحوادث‭ ‬الصناعية،‭ ‬أو‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الإنقاذ،‭ ‬وتتميز‭ ‬هذه‭ ‬المركبات‭ ‬بقدرتها‭ ‬على‭ ‬التحرك‭ ‬بسرعة‭ ‬ومرونة‭ ‬في‭ ‬حركتها‭ ‬لكونها‭ ‬مركبة‭ ‬صغيرة‭ ‬الحجم‭ ‬ومزودة‭ ‬بمحركات‭ ‬قوية‭ ‬للتنقل‭ ‬بسرعة‭ ‬عالية،‭ ‬وتحتوي‭ ‬المركبة‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬المعدات‭ ‬المختصة‭ ‬مثل‭ ‬أدوات‭ ‬القطع‭ ‬ومعدات‭ ‬الإنقاذ،‭ ‬وأدوات‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية،‭ ‬ومعدات‭ ‬مكافحة‭ ‬الحريق،‭ ‬وتتميز‭ ‬المركبة‭ ‬بسعة‭ ‬تخزين‭ ‬صغيرة‭ ‬لحمل‭ ‬الأدوات‭ ‬والمعدات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬رجل‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬الموقع،‭ ‬

*‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬رجال‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬خلال‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحرائق؟

**هناك‭ ‬آليات‭ ‬رئيسة‭ ‬لحماية‭ ‬رجال‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الحرائق،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتجهيزات‭ ‬والمعدات‭ ‬الواقية‭ ‬وتشمل‭ ‬توفير‭ ‬الملابس‭ ‬الوقائية‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭ ‬وأحدث‭ ‬الآليات‭ ‬والأجهزة‭ ‬والمعدات‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مهامهم‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬الاحترافية‭ ‬والوقاية‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتدريب‭ ‬المكثف‭ ‬والمستمر‭ ‬يتم‭ ‬إجراء‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحرائق‭ ‬والحوادث‭ ‬بكل‭ ‬اختصاصاتها‭ ‬وتنفيذ‭ ‬التمارين‭ ‬الميدانية‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬الجاهزية‭ ‬لدى‭ ‬فرق‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬الأساليب‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬البلاغات‭. ‬كما‭ ‬تشمل‭ ‬إجراءات‭ ‬السلامة‭ ‬والوقاية،‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬طوارئ‭ ‬محدثة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬السيناريوهات،‭ ‬تنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لتأمين‭ ‬مناطق‭ ‬الحوادث‭ ‬وعزلها‭ ‬وتطبيق‭ ‬إجراءات‭ ‬السلامة‭ ‬المشددة‭ ‬أثناء‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬البلاغات‭.‬

*‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬الحوادث،‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬جهود‭ ‬موازية‭ ‬لنشر‭ ‬الوعي‭ ‬بالسلامة‭ ‬العامة؟

**‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬فالتوعية‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬جداً‭ ‬لأنها‭ ‬تمس‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬لذلك‭ ‬تبذل‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للدفاع‭ ‬المدني‭ ‬جهوداً‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬مكتب‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬والتوعية‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬ضمن‭ ‬خطته‭ ‬الإعلامية‭ ‬السنوية‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬البرامج‭ ‬والخطط‭ ‬التوعوية‭ ‬والتي‭ ‬بلغ‭ ‬عددها‭ (‬152‭) ‬برنامجاً‭ ‬توعوياً‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬استهدف‭ ‬فيها‭ ‬أكبر‭ ‬شريحة‭ ‬مجتمعية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬وتتضمن‭ ‬البرامج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحاضرات‭ ‬التوعوية‭ ‬في‭ ‬الإخلاء‭ ‬والسلامة‭ ‬العامة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الحريق‭ ‬والإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬تمارين‭ ‬الإخلاء‭ ‬لجميع‭ ‬المنشآت‭ ‬التجارية‭ ‬والصناعية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬والاحتفالات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬قيام‭ ‬فريق‭ ‬مختص‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬بحملات‭ ‬توعوية‭ ‬لعديد‭ ‬من‭ ‬برك‭ ‬السباحة،‭ ‬موسم‭ ‬البر،‭ ‬السكن‭ ‬المشترك،‭ ‬حملة‭ ‬السلامة‭ ‬في‭ ‬المركبة،‭ ‬الحملات‭ ‬الرمضانية،‭ ‬حملات‭ ‬السكراب‭.. ‬إلخ‭. ‬

كما‭ ‬يقوم‭ ‬المكتب‭ ‬بتقديم‭ ‬النصائح‭ ‬والإرشادات‭ ‬التوعوية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التوعوية‭ ‬عن‭ ‬السلامة‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والشارع‭ ‬والمنشآت‭ ‬الصناعية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬امتلاك‭ ‬معدات‭ ‬السلامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفر‭ ‬أجهزة‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬ككاشف‭ ‬الدخان‭ ‬وجهاز‭ ‬كشف‭ ‬التسرب‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بالفحص‭ ‬الدوري‭ ‬للتوصيلات‭ ‬الكهربائية‭ ‬في‭ ‬المنزل‭. ‬

*‭ ‬أمام‭ ‬تضحيات‭ ‬وبطولات‭ ‬رجالات‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬مواقف‭ ‬مميزة‭ ‬مرت‭ ‬عليك‭ ‬تجسد‭ ‬هذه‭ ‬البطولات؟

**‭ ‬نعم‭.. ‬تبرز‭ ‬قصص‭ ‬وتضحيات‭ ‬رجال‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬شجاعة‭ ‬وتفانيا‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الأرواح‭. ‬ومن‭ ‬القصص‭ ‬المميزة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬التضحية‭ ‬والبسالة،‭ ‬كانت‭ ‬أحداثها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬حار‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬حيث‭ ‬تلقت‭ ‬غرفة‭ ‬المراقبة‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬الثالثة‭ ‬عصراً،‭ ‬بلاغاً‭ ‬عن‭ ‬حريق‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬سكني‭ ‬لعمال‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬طابقين‭ ‬في‭ ‬المنامة‭. ‬ووصلت‭ ‬فرقة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي،‭ ‬ودخلت‭ ‬المبنى‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬رجال‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬والنيران‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تلتهم‭ ‬المبنى‭ ‬الآيل‭ ‬للسقوط‭. ‬وبفضل‭ ‬الخبرة‭ ‬والتدريب‭ ‬العالي‭ ‬تمكن‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬من‭ ‬إنقاذ‭ (‬5‭) ‬أشخاص‭ ‬آسيويين‭ ‬من‭ ‬المبنى‭ ‬المحترق‭. ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬نهاية‭ ‬الحادث،‭ ‬حيث‭ ‬أبلغ‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬إنقاذهم‭ ‬الإطفائي‭ ‬الوكيل‭ ‬جعفر‭ ‬عيسى‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬هناك‭ ‬شخص‭ ‬سادس‭ ‬عالق‭ ‬داخل‭ ‬المبنى،‭ ‬ورغم‭ ‬الخطر‭ ‬الشديد‭ ‬جازف‭ ‬الإطفائي‭ ‬بالدخول‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬للمبنى‭ ‬للتأكد‭ ‬وفحص‭ ‬المبنى‭ ‬بالكامل‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الشخص‭ ‬المفقود،‭ ‬وعند‭ ‬محاولة‭ ‬الخروج‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مشهد‭ ‬مروع،‭ ‬حيث‭ ‬عقّد‭ ‬الدخان‭ ‬الكثيف‭ ‬واللهب‭ ‬المتصاعد‭ ‬مهمته،‭ ‬ورغم‭ ‬الخطر‭ ‬الشديد،‭ ‬لم‭ ‬ييأس‭ ‬وواصل‭ ‬البحث‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬عن‭ ‬الشخص‭ ‬العالق‭ ‬بالداخل،‭ ‬وأثناء‭ ‬محاولته‭ ‬الخروج،‭ ‬انهار‭ ‬عليه‭ ‬السقف‭ ‬وظل‭ ‬محشوراً‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬مدة‭ ‬7‭ ‬دقائق،‭ ‬فيما‭ ‬توجهت‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬لانتشال‭ ‬الإطفائي‭ ‬ونقله‭ ‬إلى‭ ‬السلمانية‭ ‬بعد‭ ‬تعرضه‭ ‬لإصابات‭ ‬بليغة‭ ‬من‭ ‬كسور‭ ‬وحروق،‭ ‬ولكنه‭ ‬تمكن‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬بطولي‭ ‬من‭ ‬إنقاذ‭ ‬أرواح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬والتضحية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الآخرين‭. ‬وهذه‭ ‬القصة‭ ‬تبرز‭ ‬مدى‭ ‬الشجاعة‭ ‬والتفاني‭ ‬لرجال‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الحرائق‭ ‬والمخاطر‭ ‬المتعلقة‭ ‬بها،‭ ‬إن‭ ‬تضحياتهم‭ ‬تعد‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬عملهم‭ ‬البطولي‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الأرواح،‭ ‬وتستحق‭ ‬كل‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭.‬

«التنمية الاجتماعية».. خدمات لاحقة لدعم المتضررين من الحرائق

تُعد‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إحدى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بحوادث‭ ‬الحرائق،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬بدور‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬والرعاية‭ ‬والتعويض‭ ‬أحيانًا‭ ‬للمتضررين‭ ‬من‭ ‬حرائق‭ ‬المساكن‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬

وحول‭ ‬ذلك‭ ‬تحدثنا‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬سحر‭ ‬راشد‭ ‬المناعي،‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تولي‭ ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً‭ ‬بالحالات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المناسب‭ ‬لها‭ ‬وفقاً‭ ‬للأطر‭ ‬والإجراءات‭ ‬المعمول‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬الفئات‭ ‬هم‭ ‬المتضررون‭ ‬من‭ ‬حرائق‭ ‬المساكن‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬حزمة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬الدعم‭ ‬المباشر‭ ‬وغير‭ ‬المباشر‭ ‬لذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬والفئات‭ ‬الأولى‭ ‬بالرعاية‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬وتوفير‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمة‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬حريق‭ ‬المساكن‭ ‬للمتضررين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقاً‭ ‬لمعايير‭ ‬وشروط‭ ‬روعي‭ ‬فيها‭ ‬امتداد‭ ‬مظلة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لأكبر‭ ‬شريحة‭ ‬ممكنة‭ ‬من‭ ‬مستحقي‭ ‬الدعم‭.‬

وأكدت‭ ‬المناعي‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬إمكانية‭ ‬توفير‭ ‬خدمة‭ ‬الإيواء‭ ‬المؤقت‭ ‬لمتضرري‭ ‬الحريق‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الحوادث‭ ‬لحين‭ ‬اتخاذ‭ ‬اللازم‭ ‬بشأنهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬وذلك‭ ‬حرصاً‭ ‬على‭ ‬حمايتهم،‭ ‬ولعل‭ ‬حادث‭ ‬الحريق‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬بالشهر‭ ‬الماضي‭ ‬بالمبنى‭ ‬السكني‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬اللوزي‭ ‬يُعد‭ ‬مثالاً‭ ‬حياً‭ ‬على‭ ‬تكاتف‭ ‬وتكامل‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬سكن‭ ‬مؤقت‭ ‬للأسر‭ ‬القاطنة‭ ‬بالمبنى‭ ‬السكني‭ ‬ونقلهم‭ ‬بصورة‭ ‬فورية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الضرورية‭ ‬لإقامتهم،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬منظومة‭ ‬البرامج‭ ‬والخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ولاسيما‭ ‬المساعدات‭ ‬والتعويضات‭ ‬المادية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتوطيد‭ ‬روح‭ ‬التماسك‭ ‬والتلاحم‭ ‬المجتمعي‭.‬

مطالبة «الإسكان» بتلافي الأخطاء السابقة..

ورصد متطلبات الصيانة في المباني

حول‭ ‬موضوع‭ ‬الحرائق،‭ ‬يحدثنا‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬للدائرة‭ ‬الثالثة‭ ‬للمحافظة‭ ‬الشمالية‭ ‬محمد‭ ‬سعد‭ ‬الدوسري،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تلافي‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬والأخطاء‭ ‬السابقة،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬مراعاة‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بعض‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وإلزام‭ ‬السكان‭ ‬بوضع‭ ‬طفاية‭ ‬الحريق‭ ‬وجرس‭ ‬إنذار‭ ‬للحريق‭ ‬في‭ ‬الوحدات‭ ‬الإسكانية،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬الخطرة‭ ‬مثل‭ ‬سخان‭ ‬الماء‭ ‬والجهاز‭ ‬الرئيسي‭ ‬للمكيفات‭ ‬على‭ ‬أسطح‭ ‬المباني‭ ‬تفاديًا‭ ‬للحرائق‭. ‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬إلزام‭ ‬الإسكان‭ ‬بإنشاء‭ ‬مخرج‭ ‬للطوارئ‭ ‬بداخل‭ ‬الشقق‭ ‬السكنية‭ ‬مطلة‭ ‬على‭ ‬الشارع‭ ‬الرئيسي‭ ‬وتكون‭ ‬ضمن‭ ‬الاشتراطات‭ ‬بفتح‭ ‬بابا‭ ‬لكل‭ ‬الشقق‭ ‬الموجودة‭ ‬وتُعد‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬ضمن‭ ‬أحد‭ ‬المقترحات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬اقتراح‭ ‬بتطوير‭ ‬عملية‭ ‬الإطفاء‭ ‬وسرعة‭ ‬الإنجاز‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬طائرات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬للإطفاء‭ ‬وهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭.‬

يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تواصل‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬وأعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬قبل‭ ‬تسلم‭ ‬الشقق‭ ‬الإسكانية،‭ ‬وذلك‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬الشقق‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬جاهزية‭ ‬الوحدة‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الأمنية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تسلم‭ ‬الوزارة‭ ‬الوحدات‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أخطاء‭ ‬عديدة‭.‬

وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬ساق‭ ‬مثالا‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مشروعا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬تم‭ ‬وضعه‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬581‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬توصيلات‭ ‬كهربائية‭ ‬لاصقة‭ ‬بحائط‭ ‬المنزل‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬التواصل‭ ‬معهم‭ ‬وتنبيههم‭ ‬بخطورة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرد‭ ‬كان‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬جديدة‭ ‬ومطورة‭ ‬وآمنة،‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يقنع‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭. ‬

وشدد‭ ‬الدوسري‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬عملية‭ ‬رصد‭ ‬دقيقة‭ ‬ومتابعة‭ ‬لاحتياجات‭ ‬المساكن‭ ‬والمباني‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬ومحلات‭ ‬السكراب‭ ‬وغيرها،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العضو‭ ‬البلدي،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مرهق،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬مهمته‭ ‬الرئيسية‭ ‬هي‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬وليس‭ ‬مفتشا‭. ‬

شقق التمليك الإسكانية مازالت تفتقر إلى آلية واضحة للصيانة!

حوادث‭ ‬الحرائق‭ ‬الأخيرة‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الأسباب‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الإهمال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأفراد‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬تعود‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬غياب‭ ‬الصيانة‭ ‬الكافية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحدثنا‭ ‬عنه‭ ‬ممثل‭ ‬رؤساء‭ ‬اتحاد‭ ‬منتفعي‭ ‬شقق‭ ‬التمليك‭ ‬بوزارة‭ ‬الإسكان،‭ ‬محمد‭ ‬أفندي،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بشقق‭ ‬التمليك‭ ‬الإسكانية‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الوزارة‭ ‬الدعم‭ ‬المخصص‭ ‬لصيانة‭ ‬وتشغيل‭ ‬المرافق‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتم‭ ‬تحميل‭ ‬كامل‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬المنتفعين‭ ‬أنفسهم‭ ‬لإدارة‭ ‬شؤون‭ ‬مبانيهم،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬ضوابط‭ ‬لاتحادات‭ ‬المنتفعين‭ ‬لاستكمال‭ ‬أعمال‭ ‬الصيانة،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬توعية‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الحالات‭ ‬الطارئة‭ ‬منذ‭ ‬تسلم‭ ‬المنتفعين‭ ‬هذه‭ ‬الشقق‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬أبرز‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬اتحادات‭ ‬المنتفعين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الصيانة‭ ‬الدورية‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الوعود‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬وذلك‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬الإسكان‭ ‬والاتحادات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنسيق‭ ‬بما‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬97‭ ‬وأيضا‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬الإسكان‭ ‬بالدفع،‭ ‬وكذلك‭ ‬تعريض‭ ‬رؤساء‭ ‬الاتحادات‭ ‬للتصادم‭ ‬مع‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬حماية‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭.‬

وأكد‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الضوابط‭ ‬اللازمة‭ ‬لتطبيق‭ ‬الصيانة‭ ‬الدورية‭ ‬في‭ ‬المساكن‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬ميزانية‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬دعم‭ ‬الإسكان‭ ‬عن‭ ‬عمارات‭ ‬التمليك‭ ‬إلا‭ ‬العمارات‭ ‬المنضوية‭ ‬تحت‭ ‬برنامج‭ ‬اتحادات‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬الإسكان‭ ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬غامض‭ ‬وغير‭ ‬مستقر‭ ‬وغير‭ ‬دائم‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬المباني‭ ‬مندرجة‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬لوجود‭ ‬شروط‭ ‬محددة‭ ‬للانضمام‭ ‬إليه،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬اجتمع‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬الاتحادات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬لتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تنسيقية‭ ‬مخولة‭ ‬من‭ ‬قبلهم‭ ‬رسميا‭ ‬بمتابعة‭ ‬موضوع‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬وموضوع‭ ‬تفعيل‭ ‬وتعديل‭ ‬نظام‭ ‬اتحاد‭ ‬المنتفعين‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬الشؤون‭ ‬القانونية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬لم‭ ‬تأخذ‭ ‬الأمر‭ ‬بالجدية‭ ‬الكافية‭. ‬وبعد‭ ‬إجراءات‭ ‬ومحاولات‭ ‬قامت‭ ‬الوزارة‭ ‬بطرح‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬اتحادات‮»‬‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬بنك‭ ‬الإسكان‭ ‬لتشغيل‭ ‬وصيانة‭ ‬المرافق‭ ‬المشتركة‭ ‬بالمشاركة‭ ‬المادية‭ ‬مع‭ ‬المنتفعين‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬ليس‭ ‬مهيأ‭ ‬لشمول‭ ‬جميع‭ ‬عمارات‭ ‬التمليك‭ ‬وهو‭ ‬مرهون‭ ‬بتوافر‭ ‬الميزانيات‭.‬

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-06-23T02:06:20Z dg43tfdfdgfd