مرصد دولي للجوع يحذر من خطر المجاعة في 14 منطقة بالسودان

من إيدن لويس ونفيسة الطاهر

القاهرة (رويترز) - أظهرت بيانات من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد دولي لمراقبة الجوع، يوم الخميس أن هناك خطرا حقيقيا لحدوث مجاعة في 14 منطقة بأنحاء السودان إذا تصاعدت الحرب التي بدأت في أبريل نيسان من العام الماضي، وسط أزمة جوع تتفاقم بشكل حاد وصفها برنامج الأغذية العالمي بأنها الأكبر في العالم.

وأشارت البيانات إلى إن تلك المناطق تشمل أجزاء من العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان وولاية الجزيرة، وهي المناطق التي شهدت أعنف القتال.

وقال إن تحليله أشار إلى "تدهور صارخ وسريع في وضع الأمن الغذائي" بالسودان في ديسمبر كانون الأول، وسجل أسوأ مستويات الجوع التي رصدها في البلاد على الإطلاق.

وذكر التقرير أن عدد الأشخاص الذين يعانون من أزمة الجوع في فترة موسم الشح الذي يستمر حتى سبتمبر أيلول، والذي تقل فيه المحاصيل الغذائية، ارتفع 45 بالمئة ليصل إلى 25.6 مليون، أو أكثر من نصف السكان.

ويواجه نحو 8.5 مليون، أي ما يقرب من خُمس السكان، نقصا في الغذاء يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية الحاد والوفاة أو يتطلب استراتيجيات تعامل طارئة. وكما ذكرت رويترز في وقت سابق، من المتوقع أن يواجه نحو 755 ألفا "كارثة"، وهي أعلى مستوى من الجوع الشديد ارتفاعا من المستوى صفر في ديسمبر كانون الأول.

ونشبت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من 14 شهرا في العاصمة ثم انتشرت سريعا إلى مناطق أخرى في البلاد.

وأشعلت الحرب فتيل موجات من أعمال العنف بدوافع عرقية في منطقة دارفور غرب السودان وتسببت كذلك في أكبر أزمة نزوح في العالم وقسمت السيطرة على مناطق في البلاد بين طرفي الصراع.

ودفعت أزمة الجوع، التي قال برنامج الأغذية العالمي يوم الخميس إنها الأسوأ في العالم، بعض السودانيين إلى أكل أوراق الشجر والتراب. وشمل تقرير لرويترز الأسبوع الماضي تحليلا لصور التقطت بالأقمار الصناعية أظهرت أن وتيرة اتساع مناطق المقابر ترتفع بسرعة مع انتشار المجاعة والمرض.

* خطر الميليشيات

مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هي تعاون بين عدة جهات تشمل وكالات في الأمم المتحدة وحكومات وجماعات إغاثة وتصدر تقييمات معترفا بها دوليا بشأن أزمات الغذاء.

والمرحلة الخامسة هي التحذير الأشد من المبادرة وتنقسم لمستويين هما الوضع الكارثي والمجاعة، وذلك إذا تم تجاوز مستويات معينة في منطقة بعينها.

ويمكن إعلان وضع المجاعة إذا عانى 20 بالمئة على الأقل من السكان في منطقة ما من نقص بالغ الحدة في الغذاء مع إصابة 30 بالمئة على الأقل من الأطفال بسوء تغذية حاد وإذا بلغ معدل الوفيات في كل عشرة آلاف نسمة شخصين يوميا من الجوع وسوء التغذية والمرض.

ومنذ إقرار نظام التحذير لدى مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قبل 20 عاما، تم إعلان وقوع مجاعة مرتين فقط في أجزاء من الصومال عام 2011 وفي أجزاء من دولة جنوب السودان في 2017.

وقال التقرير إن حدوث المجاعة يصير احتمالا منطقيا في ظل تحقق أسوأ التصورات بما يشمل تصاعد القتال في جميع أنحاء السودان وانخراط ميليشيات محلية فيه.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، توغلت قوات الدعم السريع في ولاية سنار وسيطرت على عاصمة ولاية أخرى. واستمر القتال العنيف في أماكن مختلفة.

وقالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي في بيان منفصل "الوقت ينفد سريعا لمنع المجاعة. مقابل كل شخص وصلنا إليه هذا العام، هناك ثمانية آخرون بحاجة ماسة إلى المساعدة".

* "تواطؤ" داعمين أجانب

تشمل المناطق التي ذكر التقرير أنها معرضة لخطر المجاعة، وعددها 14، جزيرة توتي على نهر النيل، وحي مايو الذي تسكنه الطبقة العاملة في الخرطوم، ومدني وهي مركز تجاري وعاصمة ولاية الجزيرة، ومدينة الفاشر المحاصرة في ولاية شمال دارفور.

كما تشمل مخيمات النازحين واللاجئين حول نيالا عاصمة جنوب دارفور، وفي غرب دارفور وجنوب كردفان. وسيطرت قوات الدعم السريع على معظم المناطق أو هاجمتها.

واتهم خبراء من الأمم المتحدة يوم الأربعاء طرفي الصراع باستخدام الغذاء سلاح حرب من خلال منع ونهب واستغلال المساعدات الإنسانية. وينفي الطرفان المتحاربان عرقلة المساعدات.

وقال خبراء الأمم المتحدة في بيان "الحكومات الأجنبية التي تقدم الدعم المالي والعسكري لطرفي هذا الصراع متواطئة في المجاعة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب".

كما دعوا الأمم المتحدة والجهات المانحة الدولية إلى تعزيز الدعم للشبكات الإنسانية المحلية والمتطوعين "الذين يخاطرون بصحتهم وحياتهم ويعملون على طول خطوط القتال".

(إعداد سلمى نجم ومحمود سلامة للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)

2024-06-27T17:25:28Z dg43tfdfdgfd