مسؤولون: السويد وإيران تتبادلان سجناء في اتفاق شكل انفراجة

من نيكلاس بولارد ويوهان أهلاندر

ستوكهولم (رويترز) - قال مسؤولون إن السويد وإيران نفذتا تبادلا للسجناء يوم السبت وإن السويد أطلقت بموجبه سراح مسؤول إيراني سابق أدين لدوره في عملية إعدام جماعي في ثمانينيات القرن الماضي في مقابل إفراج إيران عن مواطنين من السويد كانا محتجزين لديها.

وقالت وزارة الخارجية في سلطنة عمان في بيان إن مسقط توسطت في اتفاق التبادل. وأضافت "أسفرت المساعي العمانية عن اتفاق الجانبين على الإفراج المتبادل، حيث تم نقل المُفرج عنهم من طهران وستوكهولم إلى مسقط اليوم السبت 15 يونيو 2024 تمهيدا لعودتهم إلى بلدانهم".

وأفرجت السويد عن المسؤول الإيراني السابق حميد نوري، الذي أدين لدوره في عملية إعدام جماعي لسجناء سياسيين في إيران عام 1988.

ونشرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء لقطات لنوري لدى وصوله إلى مطار مهر‭‭‭ ‬‬‬اباد بطهران حيث استقبلته عائلته.

وأعلن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون في بيان منفصل أن السويديين يوهان فلودروس وسعيد عزيزي اللذين كانا محتجزين لدى إيران على متن طائرة عائدين إلى السويد.

وقال كريسترشون "استخدمتهما إيران بيادق في لعبة مفاوضات مثيرة للسخرية بهدف إطلاق سراح الإيراني حميد نوري المسجون في السويد، وهو مدان بارتكاب جرائم خطيرة في إيران في الثمانينيات".

وأضاف "بصفتي رئيسا للوزراء، أتحمل مسؤولية خاصة تجاه سلامة المواطنين السويديين. ولذلك كثفت الحكومة عملها على هذه القضية، جنبا إلى جنب مع أجهزة الأمن السويدية التي تفاوضت مع إيران".

وألقت السلطات القبض على نوري (63 عاما) في مطار ستوكهولم عام 2019 وحُكم عليه لاحقا بالسجن مدى الحياة بتهم ارتكاب جرائم حرب منها الإعدام الجماعي وتعذيب سجناء سياسيين في سجن جوهردشت في كرج بإيران عام 1988. ونفى التهم الموجهة إليه.

وأدلى متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ببيان لوسائل إعلام محلية وصف فيه نوري بأنه رهينة، قائلا إن سجنه كان بسبب "قرار غير قانوني ويفتقر إلى الشرعية أصدرته محكمة سويدية".

وقال نوري للصحفيين إن قضيته معقدة وحساسة. وأضاف لدى وصوله إلى إيران "قالوا إنه حتى الله لا يستطيع إطلاق سراح حميد نوري، لكنه فعل ذلك".

وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو ائتلاف يضم جماعات معارضة لحكومة الجمهورية الإسلامية، إن السويد رضخت على ما يبدو لأساليب الابتزاز واحتجاز الرهائن في خطوة من شأنها أن تشجع طهران.

وقال المحامي كينيث لويس، الذي مثل عشرة مدعين في قضية نوري في السويد، إن موكليه لم يستشرهم أحد في إطلاق سراح نوري وإنهم "يشعرون باستياء بالغ وصدمة" بسبب الإفراج عنه.

وأضاف لرويترز "هذه إهانة للنظام القضائي بأكمله ولكل من شارك في هذه المحاكمات".

وقال لويس إن موكليه يتفهمون جهود الحكومة السويدية لإعادة سويديين إلى وطنهم، لكن إطلاق سراح نوري "غير متناسب بالمرة" مع المقابل.

وألقت السلطات الإيرانية القبض على فلودروس، الذي يعمل في الاتحاد الأوروبي، عام 2022 داخل إيران ووجهت إليه تهم التجسس لصالح إسرائيل و"الإفساد في الأرض" وهي جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وألقت السلطات القبض على عزيزي الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والسويدية داخل إيران في نوفمبر تشرين الثاني 2023 لأسباب وصفتها السويد بأنها "غير مشروعة".

ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالإفراج عن السويديين من "الاحتجاز الإيراني غير المبرر" وهنأت السويد على عملها لإطلاق سراحهما.

ولا يزال أحمد رضا جلالي، وهو طبيب طوارئ يحمل الجنسيتين أيضا، محتجزا في إيران بعد القبض عليه في 2016 خلال زيارة أكاديمية إلى إيران.

(إعداد محمد علي فرج ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم)

2024-06-15T16:24:55Z dg43tfdfdgfd