مقتل 8 جنود إسرائيليين مع استمرار القتال في رفح

من نضال المغربي وجيمس ماكنزي

القدس/القاهرة (رويترز) - قال الجيش الإسرائيلي إن ثمانية من جنوده قتلوا في جنوب قطاع غزة يوم السبت في وقت واصلت فيه القوات الإسرائيلية توغلها في مدينة رفح ومحيطها واستمرت في قصف عدة مناطق في قطاع غزة مما أدى إلى مقتل 19 فلسطينيا على الأقل.

وأضاف الجيش أن الجنود الثمانية، وجميعهم من سلاح الهندسة القتالي الإسرائيلي، كانوا على متن ناقلة مدرعة تعرضت لانفجار وهو ما أدى إلى تفجير مواد هندسية كانوا يحملونها معهم فيما يتعارض على ما يبدو مع الممارسات المعتادة.

وذكر الجيش أنه يحقق في الحادث الذي وقع في وقت مبكر من صباح السبت في منطقة تل السلطان غرب رفح.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إن المدرعة علقت داخل حقل ألغام معد سلفا مما أدى إلى الانفجار.

وتقدمت دبابات إسرائيلية في تل السلطان مع سقوط قذائف في المنطقة الساحلية حيث يحتمي آلاف الفلسطينيين الذين نزح الكثير منهم عدة مرات بالفعل.

ورغم الضغوط الدولية المتزايدة من أجل وقف إطلاق النار، لا يزال التوصل إلى اتفاق لوقف القتال أمرا بعيد المنال بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على بدء الحرب في أكتوبر تشرين الأول. وبالتزامن مع ذلك أصبح تبادل إطلاق النار بصورة شبه يومية مع مقاتلي حزب الله عبر الحدود مع لبنان أكثر كثافة.

وقال سكان إن 15 شخصا على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية على منزلين في ضواحي مدينة غزة. وقال مسعفون إن أربعة آخرين قتلوا في هجمات منفصلة في الجنوب.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن قواته المتمركزة في مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة بمحاذاة الحدود مع مصر، عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة في مناطق فوق الأرض وأخرى مخبأة في شبكة الأنفاق الواسعة التي بنتها حماس.

وأضاف أن مسلحين أطلقوا يوم الجمعة خمسة صواريخ من المنطقة الإنسانية الواقعة في وسط غزة. وذكر أن صاروخين سقطا في مناطق مفتوحة في إسرائيل، فيما سقط ثلاثة صواريخ في غزة.

وقال الجيش "هذا مثال آخر على استغلال المنظمات الإرهابية في قطاع غزة للبنية التحتية الإنسانية والسكان المدنيين كدروع بشرية في هجماتها الإرهابية".

* احتجاجات

قد يؤدي مقتل الجنود الثمانية إلى تعقيد الوضع السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وذلك بعد أسبوع من إعلان الجنرال السابق المنتمي لتيار الوسط بيني جانتس استقالته من حكومة الطوارئ، متهما نتنياهو بأنه ليس لديه استراتيجية مناسبة لغزة.

وتجمع عشرات الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب يوم السبت في أحدث احتجاج أسبوعي تنظمه عائلات وأنصار الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مطالبين بإبرام اتفاق يعيد الرهائن إلى ديارهم.

وقال نتنياهو في بيان مصور أصدره في وقت متأخر من مساء السبت إنه لا بديل عن الالتزام بأهداف الحرب المتمثلة في القضاء على حماس وإعادة الرهائن.

ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر دعم الإسرائيليين القوي لمواصلة الحرب ضد حماس، فإن الاحتجاجات تسلط الضوء على انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي عادت للظهور بعد فترة من الوحدة في بداية الحرب.

وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، يوم السبت إن إسرائيل لن تتمكن من استعادة رهائنها في قطاع غزة إلا إذا أنهت الحرب وسحبت قواتها من القطاع.

وحركة الجهاد الإسلامي هي حليف لحماس التي قادت هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وذكرت إحصاءات إسرائيلية أن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة. ومن المعتقد أن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة لكن السلطات الإسرائيلية أعلنت وفاة ما لا يقل عن 40 منهم دون العثور على جثثهم حتى الآن.

ومنذ هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر تشرين الثاني، باءت محاولات متكررة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بالفشل مع إصرار حماس على نهاية دائمة للحرب وانسحاب كامل القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. كما يرفض نتنياهو إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.

وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة أن ما لا يقل عن 37296 فلسطينيا قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية حتى الآن مضيفة أن 30 منهم على الأقل قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

(شاركت في التغطية معيان لوبيل - إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم)

2024-06-15T20:15:34Z dg43tfdfdgfd