مقتل 8 وإصابة 2750 في انفجار أجهزة اتصال محمولة في لبنان

من ليلى بسام

بيروت (رويترز) - توعدت جماعة حزب الله اللبنانية بالثأر من إسرائيل بعد أن حملتها المسؤولية عن تفجير أجهزة اتصال محمولة (بيجرز) يوم الثلاثاء مما تسبب في مقتل ثمانية على الأقل وإصابة 2750 آخرين، بينهم العديد من مقاتلي حزب الله والسفير الإيراني لدى بيروت.

وندد وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري بتفجير أجهزة الاتصال ووصفه بأنه "عدوان إسرائيلي". ويستخدم حزب الله وآخرون في لبنان هذه الأجهزة في التواصل. وقال حزب الله إن إسرائيل ستنال "عقابها العادل" على التفجيرات.

ووقعت الانفجارات وسط احتدام العنف بين إسرائيل وحزب الله اللذين يخوضان أعمالا قتالية عبر الحدود في أسوأ تصعيد في سنوات، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وأحجم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على استفسارات من رويترز عن الانفجارات.

وقال مسؤول من حزب الله طالبا عدم ذكره بالاسم إن انفجار الأجهزة هو "أكبر اختراق أمني" تعرضت له الجماعة خلال حرب ضد إسرائيل مستمرة منذ قرابة عام.

قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن التطورات في لبنان تبعث على القلق البالغ في ظل الوضع "الشديد التقلب"، مضيفا أن المنظمة الدولية تأسف لسقوط أي ضحايا من المدنيين.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن كبار القادة، بمن فيهم الجنرال هرتسي هاليفي رئيس الأركان، عقدوا اجتماعا لتقييم الوضع "بخصوص حالة الاستعداد على الصعيدين الهجومي والدفاعي على كافة الجبهات"، من دون التعليق مباشرة على تفجيرات لبنان.

وذكر المتحدث "لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية"، لكنه أضاف أنه "يجب الحفاظ على حالة اليقظة ليتم إطلاع الجمهور على كل تغيير في السياسة المتبعة بشكل فوري".

وأكد حزب الله في بيان سابق مقتل اثنين من مقاتليه على الأقل في التفجيرات وقال إن هناك تحقيقا جاريا في أسبابها.

وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لرويترز إن مقاتلي الجماعة اللبنانية يستخدمون أجهزة الاتصال المحمولة (البيجرز) كوسيلة منخفضة التكنولوجيا لمحاولة تجنب تعقب إسرائيل لمواقعهم.

والبيجر هو جهاز اتصالات لاسلكي يستقبل الرسائل ويعرضها.

وانفجرت أجهزة البيجر في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت وسهل البقاع.

* إصابة الكثيرين

قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إن ثمانية قتلوا وأصيب نحو 2750، منهم 200 في حالة حرجة.

وقال مصدران أمنيان لرويترز إن كثيرا من المصابين، وبينهم مقاتلون من حزب الله، أبناء مسؤولين كبار في الجماعة اللبنانية.

وذكر المصدران أن أحد المقاتلين القتيلين نجل علي عمار العضو من حزب الله في البرلمان اللبناني.

وقال حسين خليل المسؤول الكبير في حزب الله مقدما تعازيه في نجل عمار "هذا ليس استهدافا أمنيا لشخص أو شخصين أو ثلاثة، هذا استهداف إلى وطن بأكمله، هذه مجزرة تشبه بكل أوصافها المجازر التي تحصل في غزة، نوع من الإبادة الجماعية".

ونقلت قناة الجديد اللبنانية عن عمار قوله إن ما حدث عدوان إسرائيلي. وأضاف "سنتعامل مع العدو باللغة التي يفهمها".

وتزيد تفجيرات يوم الثلاثاء من الثمن الباهظ الذي تدفعه الجماعة اللبنانية بالفعل على مدى العام المنصرم، إذ فقدت أكثر من 400 من مقاتليها في هجمات إسرائيلية، ومنهم فؤاد شكر القائد الكبير في يوليو تموز.

وقالت مصادر أمنية لبنانية إن مقاتلين آخرين من حزب الله قتلا في هجوم إسرائيلي على جنوب لبنان يوم الثلاثاء.

وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية إن مجتبى أماني السفير الإيراني لدى لبنان أصيب "إصابة سطحية" في أحد تفجيرات يوم الثلاثاء وإنه حاليا تحت الملاحظة في المستشفى. ولم يتسن لرويترز بعد تأكيد التقرير.

ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية على التفجيرات.

وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) في وقت سابق يوم الثلاثاء إنه أحبط مخططا لحزب الله لاغتيال مسؤول دفاعي كبير سابق خلال الأيام المقبلة.

وأضاف شين بيت في بيان إنه صادر عبوة ناسفة متصلة بنظام تفجير عن بعد باستخدام هاتف محمول وكاميرا خطط حزب الله لتشغيلها من لبنان، دون ذكر اسم المسؤول.

وذكرت شين بيت أن محاولة الهجوم مماثلة لمخطط لحزب الله تم إحباطه في تل أبيب قبل عام، من دون الخوض في تفاصيل.

ويقول حزب الله إنه يريد تفادي الدخول في صراع شامل مع إسرائيل، لكن إنهاء الحرب في غزة فحسب هو الذي سيوقف الاشتباكات عبر الحدود.

وتظل جهود وقف إطلاق النار في غزة متوقفة بعد محادثات على مدى أشهر تتسوط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة.

* صراخ من الألم

رأى صحفي من رويترز سيارات إسعاف تسير بسرعة في شوارع الضاحية الجنوبية وسط انتشار حالة من الهلع. وقال مصدر أمني إن هناك أجهزة انفجرت أيضا في جنوب لبنان.

رأى أحد صحفيي رويترز في مستشفى جبل لبنان دراجات نارية مسرعة إلى غرفة الطوارئ التي كان فيها أشخاص ينزفون من أيديهم ويصرخون متألمين.

وقال حسن وزني مدير مستشفى النبطية الحكومي لرويترز إن نحو 40 مصابا يتلقون الرعاية في المستشفى. وتتضمن الإصابات جروحا في الوجه والأعين والأطراف.

وتحدث صحفي رويترز عن تجمع أعداد من الأشخاص عند مداخل المباني لتفقد معارفهم الذين ربما أصيبوا.

وبثت قنوات إقليمية مقطع فيديو صورته كاميرا مراقبة وأظهر ما بدا أنه انفجار جهاز صغير محمول موضوع بجوار موظفة التعاملات المالية مع الزبائن في متجر بقالة خلال تلقيها النقود من أحد الأشخاص. وفي مقطع فيديو آخر، بدا أن انفجارا أطاح بشخص يقف عند عربة لبيع الفواكه في سوق.

وأطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل على الفور بعد هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل وأدت إلى اندلاع حرب غزة. ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار منذ اندلاع الحرب، إلا أنهما يتفاديان حدوث تصعيد كبير.

ونزح عشرات الآلاف من بلدات وقرى على جانبي الحدود بسبب الأعمال القتالية.

وأضافت إسرائيل يوم الثلاثاء عودة مواطنيها النازحين من منازلهم قرب الحدود مع لبنان إلى أهدافها الرسمية في الحرب.

(شاركت في التغطية مايا الجبيلي وإميلي ماضي وتوم بيري - إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

2024-09-17T19:49:27Z dg43tfdfdgfd