مواجهات عنيفة في غزة وسط تطلع لهدنة مؤقتة تتيح التطعيم ضد شلل الأطفال

من نضال المغربي ومحمد سالم

القاهرة/غزة (رويترز) - ينتظر فلسطينيون في غزة يوم الخميس لمعرفة ما إذا كان سيكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح ببدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، وذلك في وقت تشتد فيه المواجهات في أنحاء القطاع وأسفرت عن مقتل 34 شخصا على الأقل.

وتجري الأمم المتحدة استعدادات لتطعيم ما يقرب من 640 ألف طفل في غزة حيث أكدت منظمة الصحة العالمية في 23 أغسطس آب أن رضيعا واحدا على الأقل أصيب بفيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في أول حالة تُسجل في المنطقة منذ 25 عاما.

وقالت جولييت توما مديرة الاتصال في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الأمم المتحدة تأمل في بدء حملة التطعيم في الأول من سبتمبر أيلول.

ودعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في وقت سابق من الشهر الجاري.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن الطفل المصاب بشلل الأطفال يدعى عبد الرحمن أبو الجديان وسيكمل عامه الأول في الأول من سبتمبر أيلول.

وقالت والدته نيفين أبو الجديان إنها تخشى على ابنها بعد أن أخبرها مسؤولو الصحة بأنهم لا يستطيعون فعل شيء لمساعدته.

وقالت لرويترز يوم الخميس "صُعقت إن ابني انصاب بهذا المرض وفي ظل الحرب وتسكير المعابر والعيشة هادي ومافيش علاج إلو (له).. صدمة إن ابني ممكن يضل هيك".

وأضافت "هو طفلي الوحيد ومن حقه يتعالج ومن حقه يسافر ومن حقه يمارس المشي ويجري ويتحرك زي قبل... حرام يضله بالخيمة مرمي لا علاج ولا اهتمام".

وفي مستشفى ناصر بمدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، تخشى أم إليان بكر أن تكون ابنتها البالغة من العمر 19 شهرا معرضة للإصابة بشلل الأطفال بسبب تدهور حالتها الصحية الناجم عن سوء التغذية.

وتأمل أم إليان في تطعيم طفلتها قريبا، لكنها قالت إنها قلقة من التجول في منطقة تعرضت لاستهداف إسرائيلي متكرر.

وقالت لرويترز "أنا ما قدرت إني أروح أمشي في شارع انقصف.. أنا بحتاج لهدنة.. وقف إطلاق النار حتى أعطي بنتي هادي الإبرة (التطعيم)".

ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع التقارير الإعلامية التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لهدنة إنسانية عامة، وقال إنه جرى تقديم خطة أكثر محدودية.

وذكر في بيان "ليست هناك هدن في القتال لتوزيع لقاحات شلل الأطفال ولكن مجرد تخصيص أماكن معينة في قطاع غزة".

وأكد القيادي الكبير في حماس عزت الرشق دعم الحركة لمبادرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لهدنة إنسانية عاجلة في أنحاء القطاع للسماح بحملة للتطعيم ضد شلل الأطفال.

ووصف بيان نتنياهو بأنه محاولة لإفشال العملية برفض دعوة الأمم المتحدة.

* أسرة "أكلتهم" النيران

واصلت القوات الإسرائيلية يوم الخميس قصف مناطق في أنحاء قطاع غزة في معركتها ضد مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وقال مسؤولون بوزارة الصحة في قطاع غزة إن القصف الإسرائيلي تسبب حتى الآن في مقتل 34 شخصا على الأقل.

وقال مسؤولو وزارة الصحة إن قصفا استهدف أحد منازل مدينة غزة قتل ثمانية فلسطينيين بينهم أطفال، فيما قتل ثلاثة آخرون عندما استهدف صاروخ إسرائيلي دراجة نارية في رفح بالقرب من الحدود مع مصر.

وأوضح أحد جيران المنزل الذي تعرض للقصف في مدينة غزة أنهم تمكنوا من إنزال سلم إلى المبنى لإنقاذ عائلة محاصرة بالداخل، لكنهم تمكنوا فقط من إخراج فتاة صغيرة.

وقال "بعد هيك النار أكلتهم كلهم وما قدرناش نوصل لهم".

واندلعت أحدث جولات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في السابع من أكتوبر تشرين الأول بعدما قادت حماس هجوما مباغتا على بلدات بجنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أعقبت هجوم حماس عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، كما أدت إلى نزوح كل سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسببت في أزمة جوع وأثارت اتهامات تنظر فيها محكمة العدل الدولية بوقوع جرائم إبادة جماعية. وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات.

(إعداد عبدالحميد مكاوي وشيرين عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)

2024-08-29T12:56:48Z dg43tfdfdgfd