نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب قطاع غزة

من نضال المغربي ومحمد سالم

القاهرة/غزة (رويترز) - قصفت القوات الإسرائيلية بضع مناطق في جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء وفر آلاف الفلسطينيين من منازلهم فيما قد يكون جزءا من المرحلة الأخيرة من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة خلال الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة يوم الثلاثاء إن ثمانية فلسطينيين قتلوا وأصيب العشرات، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن اثنين من جنوده قتلا في اشتباك يوم الاثنين.

وقال قادة في إسرائيل إن القوات على وشك إنهاء القتال الضاري مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، وستتحول قريبا إلى عمليات أدق استهدافا.

وقال مسعفون إن 17 فلسطينيا قتلوا يوم الثلاثاء عندما قصفت دبابة إسرائيلية شارعا في حي الزيتون المكتظ بالسكان بمدينة غزة في شمال القطاع.

وأظهرت لقطات نُشرت على بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية مشهدا في سوق محلية اختلطت فيها الدماء بخبز متناثر على الأرض. ولم يتسن لرويترز حتى الآن التحقق من هذه اللقطات.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان عدة بلدات وقرى شرق خان يونس بإخلاء منازلهم يوم الاثنين قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس إن الآلاف ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية القرارة وعبسان ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.

وتساءل تامر، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 55 عاما نزح ست مرات منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، "وين نروح؟"

وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل "كل مرة الناس بترجع لبيوتها، وبتحاول تعيد بناء حياتها ولو فوق أنقاض بيوتهم، بيرجع الاحتلال بالدبابات بيدمر اللي بقي من هاي البيوت والأماكن".

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مناطق في خان يونس أُطلق منها نحو 20 صاروخا يوم الاثنين. وأضاف أن الأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز عمليات.

وذكر الجيش أنه اتخذ إجراءات قبل الضربات لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى من خلال إتاحة فرصة لهم للمغادرة، في إشارة إلى أوامر الإخلاء. واتهم الجيش حماس باستخدام البنية التحتية المدنية والسكان دروعا بشرية لكن الحركة تنفي ذلك.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، المتحالفة مع حماس، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.

*الفصل الأخير في رفح

قالت إسرائيل، التي تزداد الضغوط الدولية عليها لتخفف الأزمة الإنسانية في غزة، يوم الثلاثاء إنها وصلت محطة لتحلية المياه بخط كهرباء في القطاع لتوفير المزيد من مياه الشرب.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن إنتاج مياه الشرب سيقفز أربعة أمثال إلى 20 ألف متر مكعب يوميا.

ورغم أن هذه الكمية ليست كافية لتزويد سكان غزة بالمياه، يقول مسؤولون إسرائيليون إنها كبيرة.

وقال مسؤول إسرائيلي من وزارة الدفاع "سيغير هذا الأمر قواعد اللعبة تماما فيما يتعلق بالتعامل مع مشكلات الصرف الصحي الملحة والوصول إلى موارد المياه"، مضيفا أن هذا يأتي في إطار جهد إنساني أكبر يدفع وزير الدفاع يوآف جالانت إلى بذله.

اشتعل فتيل الحرب عندما اقتحم مقاتلون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم مباغت أسفر تشير إحصائيات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة بينهم مدنيون وعسكريون واقتيادهم لغزة.

وأدى الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي المضاد إلى مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن وفقا لوزارة الصحة في غزة، كما تسبب في دمار واسع بالقطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ولا تفرّق إحصائيات وزارة الصحة في غزة بين المقاتلين وغير المقاتلين، لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى من المدنيين. وتقول إسرائيل إن 320 من جنودها قتلوا في غزة وإن ثلث القتلى الفلسطينيين على الأقل من المسلحين.

وقال هرتسي هاليفي رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي إن 900 من مقاتلي حماس، من بينهم قياديون، قتلتهم القوات الإسرائيلية في لواء رفح، وإن الجهود الحالية تركز على تدمير البنية التحتية "الإرهابية" تحت الأرض، وهو ما سيستغرق وقتا.

وأضاف "إنها حملة طويلة... بالتصميم والمثابرة ننجز مهمتنا ونرهق الجانب الآخر".

وقال شهود ومسعفون إنه يوجد ضمن المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء مستشفى غزة الأوروبي الذي يخدم خان يونس ورفح وإن المسؤولين الطبيين مضطرون إلى إجلاء المرضى والعائلات الذين لجأوا إلى المستشفى.

واتجه بعض السكان غربا نحو منطقة المواصي القريبة من الشاطئ والمكتظة بخيام النازحين. ونام البعض في الشوارع لأنهم لم يتمكنوا من العثور على مأوى.

وسبق أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها في رفح، الواقعة جنوب قطاع غزة والمتاخمة للحدود مع مصر، تقترب من نهايتها. وتقول إسرائيل إن توسيع عملياتها العسكرية لرفح كان الهدف منه القضاء على عدد من مسلحي حماس الذين يعتقد أنهم يختبئون في المدينة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقا تستهدف منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تقترب من هدفها المتمثل في تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس.

وتواصل حركتا حماس والجهاد الإسلامي شن هجمات على القوات الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة وتطلقان الصواريخ من وقت لآخر على إسرائيل في استعراض للقوة. وتقول حماس إن نتنياهو فشل في تحقيق أهداف الحرب وإن الحركة مستعدة للقتال لسنوات.

وتعثرت جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وتقول إسرائيل إنها ستوافق فقط على وقف مؤقت للقتال حتى يتسنى لها القضاء على حماس.

(شارك في التغطية الصحفية آري رابينوفيتش - إعداد شيرين عبد العزيز ومحمد علي فرج ونهى زكريا ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

2024-07-02T19:15:52Z dg43tfdfdgfd