نصر الله يندد بهجمات إسرائيل وطائرات حربية إسرائيلية تخترق حاجز الصوت في بيروت

من ليلى بسام ومايا الجبيلي

بيروت/القدس (رويترز) - قال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية يوم الخميس إن الهجمات الإسرائيلية الدامية التي انفجرت خلالها أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) وأجهزة اتصال محمولة أخرى تتجاوز كل الخطوط الحمراء، وذلك في خطاب حلقت خلاله طائرات حربية إسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق بيروت.

ويحمل لبنان وحزب الله إسرائيل المسؤولية عن الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصال التي تستخدمها الجماعة المسلحة وتسببت في مقتل 37 وإصابة نحو ثلاثة آلاف، مما يزيد العبء على المستشفيات اللبنانية ويحدث حالة من الفوضى في حزب الله.

ولم تعلق إسرائيل مباشرة على الهجمات، لكن عدة مصادر أمنية قالت إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ربما يكون نفذها.

وقال نصر الله في خطابه المصور في مكان غير معلن والذي بثه التلفزيون "لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان".

وأضاف "قد يكون غير مسبوق في العالم هذا النوع من القتل ومن الاستهداف والجريمة".

وتابع أن الهجمات تتجاوز كل الخطوط الحمراء وأن "العدو تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والقوانين والأخلاق"، مضيفا أن الهجمات "جرائم حرب أو إعلان حرب يمكن أن تسميها أي شيء وتستحق أن تسميها أي شيء. طبعا هذه كانت نية العدو".

وخلال بث الخطاب، اهتزت بيروت جراء ضوضاء اختراق طائرات حربية إسرائيلية حاجز الصوت، وهي ضوضاء أصبحت شائعة في الأشهر القليلة الماضية، لكنها باتت مبعث قلق أكبر وسط التزايد المطرد لتهديد اندلاع حرب شاملة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت متأخر يوم الخميس إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد حزب الله.

وأضاف في بيان "في المرحلة الجديدة من الحرب هناك فرص كبيرة ولكن هناك مخاطر جمة أيضا. حزب الله يشعر بالملاحقة وسوف تستمر العمليات العسكرية".

وتابع "هدفنا هو ضمان عودة سكان شمال إسرائيل بأمان إلى ديارهم. ومع مرور الوقت، سيدفع حزب الله ثمنا متزايدا".

وقال نصر الله إن حزب الله يتمنى دخول القوات الإسرائيلية جنوب لبنان لأن ذلك سيكون "فرصة تاريخية" للجماعة المدعومة من إيران.

وأضاف نصر الله أن التصعيد العسكري أو القتل أو الاغتيالات أو الحرب الشاملة لن تعيد السكان الإسرائيليين إلى ديارهم في المنطقة الحدودية، مشيرا إلى إحدى الأولويات القصوى للحكومة الإسرائيلية في الحرب.

وعلى الرغم من وصف نصر الله الهجمات بأنها غير مسبوقة، اتهم إسرائيل بمحاولة قتل خمسة آلاف شخص، كما قلل من أثرها على حزب الله، قائلا "بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز".

وأضاف "نعم نحن تلقينا ضربة كبيرة وقاسية، لكن هذه حال الحرب أيضا وحال الصراع... ونحن نعرف أن عدونا لديه تفوق على المستوى التكنولوجي ولم نقل غير ذلك في يوم من الأيام".

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قوله لنصر الله يوم الخميس إن إسرائيل ستواجه "ردا ساحقا من محور المقاومة.

وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس على ضبط النفس، وقال إنه لا يريد أن يرى أي إجراءات تصعيدية من أي طرف في المنطقة من شأنها أن تجعل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة، وذلك خلال حديثه في باريس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديين إسرائيليين قتلا في معارك في شمال إسرائيل يوم الخميس.

وقالت قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية إن أحدهما قُتل بطائرة مسيرة والآخر بصاروخ مضاد للدبابات أطلقه حزب الله عبر الحدود اللبنانية.

وأحدثت الهجمات على أجهزة اتصالات حزب الله فوضى في لبنان، حيث تخلى السكان المصابون بحالة ذعر عن هواتفهم المحمولة خوفا من انفجارها.

* الجيش يدمر أجهزة بيجر في تفجيرات محكومة

قال مصطفى السباعي، وهو من سكان بيروت "من يستطيع أن يشعر بالأمان في هذا الوضع؟ عندما سمعت بما حدث أمس، تركت هاتفي على دراجتي النارية وابتعدت".

وقال نصر إن الآلاف من أجهز البيجر استُهدفت بشكل متزامن وإن بعض التفجيرات وقعت في مستشفيات وصيدليات وأسواق ومتاجر وشوارع مزدحمة بالمدنيين والنساء والأطفال. وأضاف أن "العدو" بهذه العملية ينتهك جميع القوانين والخطوط الحمراء.

وأطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل في اليوم التالي لهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول عبر الحدود الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والذي أعقبته حرب غزة. ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ ذلك الحين.

وعلى الرغم من عدم سماح أي من الطرفين لهذا بالتصاعد إلى حرب شاملة، أدت الاشتباكات إلى إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من المنطقة الحدودية في كلا الجانبين.

وقال الجيش الإسرائيلي "حولت منظمة حزب الله الإرهابية جنوب لبنان إلى منطقة قتال. منذ عقود، يسلح حزب الله منازل المدنيين والأنفاق الواقعة أسفلها ويستخدم المدنيين دروعا بشرية".

وأضاف "ينفذ جيش الدفاع الإسرائيلي عمليات لتحقيق الأمن في شمال إسرائيل من أجل تمكين المواطنين من العودة إلى ديارهم، بالإضافة إلى تحقيق جميع أهداف الحرب".

وانفجرت أجهزة اتصال لاسلكي محمولة يستخدمها أعضاء جماعة حزب الله يوم الأربعاء في أنحاء جنوب لبنان، متسببة في مقتل 25 شخصا وإصابة المئات.

وفي اليوم السابق، انفجرت في وقت واحد مئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) التي يستخدمها حزب الله للتهرب من مراقبة الهواتف المحمولة، مما تسبب في مقتل 12 شخصا بينهم طفلان، وإصابة ما يقرب من 2300.

ودعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف "عدوان" إسرائيل و"حربها التكنولوجية" على بلاده.

وتقول إسرائيل إن صراعها مع حزب الله وحربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة جزء من مواجهة إقليمية أوسع مع إيران المتحالفة مع كل من الجماعة اللبنانية والحركة الفلسطينية وحركات مسلحة في سوريا واليمن والعراق.

* مؤامرة اغتيال

وقالت قوات أمن إسرائيلية يوم الخميس إنها ألقت القبض الشهر الماضي على رجل أعمال إسرائيلي بعد حضوره اجتماعين على الأقل في إيران لمناقشة إمكانية اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو وزير الدفاع يوآف جالانت أو رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) الذي يعرف أيضا باسم (الشاباك).

واتُهمت إسرائيل بتنفيذ عمليتي اغتيال، وهما تفجير في طهران أودى بحياة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، وآخر في لبنان قتل فيه فؤاد شكر القائد العسكري لحزب الله، وذلك بفارق ساعات عن أحدهما الآخر في يوليو تموز.

وعلى الرغم من الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية قال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في جنوب لبنان إن الوضع على طول الحدود "لم يتغير كثيرا فيما يتعلق بتبادل إطلاق النار بين الطرفين".

(شارك في التغطية توم بيري ووليد صالح من بيروت ونادين عوض الله وكلودا طانيوس ونيرة عبد الله من دبي ومعيان لوبيل من القدس - إعداد محمد أيسم ومحمد محمدين ودنيا هشام وأميرة زهران ومحمود سلامة للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

2024-09-19T17:06:46Z dg43tfdfdgfd