هاريس وكوريا الشمالية.. مؤشرات على السقوط بـ«فخ قديم»

تحتاج السياسة الأمريكية تجاه كوريا الشمالية تفكيرا جديا وواقعيا في السنوات المقبلة، فما فرص نجاح كامالا هاريس حال فوزها بالرئاسة؟

في هذا السياق، ترى مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن سياسة واشنطن تجاه كوريا الشمالية، تحتاج تفكيرًا جديدًا وواقعيًا، وهو ما تفتقده كامالا هاريس.

وعانى تعامل واشنطن مع كوريا الشمالية من "فشل مروع" لأكثر من سبعة عقود. والاستثناء الوحيد لهذا السجل من العداء والتوتر حدث أثناء إدارة دونالد ترامب عندما بدأ الحوار الحذر بين البلدين، ووفقا لمجلة "ناشيونال إنترست".

كيم يعزز ترسانة كوريا الشمالية.. طائرات مسيرة انتحارية

المجلة قالت "من المؤسف أن الصقور في كلا الحزبين عملوا بقوة على نسف جهود دونالد ترامب، ونجحوا في النهاية، وكان فوز جو بايدن وكامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 بمثابة عودة كاملة إلى الوضع الراهن قبل الرئيس السابق".

وظل خطاب هاريس بشأن كوريا الشمالية في حملتها الرئاسية الحالية مثيرًا للقلق. إذ كان القسم الخاص ببيونغ يانغ في خطابها يتألف من هجوم حزبي صارخ ضد دونالد ترامب ووعد بأن تسعى إدارتها لتبني سياسة صارمة تجاه البلد الآسيوي.

وتبدو هاريس رافضة حتى لمفهوم الحوار مع خصم أجنبي، إذ قالت "لن أتقرب من الطغاة والديكتاتوريين مثل كيم جونج أون، الذين يشجعون ترامب. لأنهم، كما تعلمون، يعرفون... أنه من السهل التلاعب به بالمجاملات والمحسوبيات. وهم يعرفون أن ترامب لن يحمل المستبدين المسؤولية لأنه هو نفسه يريد أن يكون مستبدًا".

وأضاف "وبصفتي رئيسة، لن أتردد أبدًا في الدفاع عن أمن أمريكا ومثلها العليا، لأنني في الصراع الدائم بين الديمقراطية والاستبداد، أعرف أين أقف، وأعرف أين تنتمي الولايات المتحدة".

استمرار الوضع الراهن؟

المجلة عادت وقالت "ومن المؤسف أن السياسة التي وعدت هاريس بتبنيها ستكون ضمانًا لاستمرار فشل الولايات المتحدة، وتتوافق مع الإجراءات التي تبناها الديمقراطيون في الكونغرس ووسائل الإعلام لتقويض حتى الإصلاح المحدود الذي أجراه ترامب على سياسة كوريا الشمالية خلال رئاسته". 

وخلال ولاية الرئيس السابق، ندد الديمقراطيون البارزون بترامب، لكونه على استعداد حتى للتحدث مع كيم جونج أون.

ويشير خطاب هاريس بقوة إلى أن موقفها كرئيسة في عام 2025 سيكون هو نفسه الاستراتيجية التي انتهجه زملاؤها في الكونغرس خلال إدارة ترامب.

وبحسب "ناشونال إنترست"، تحتاج هاريس إلى تبني مسار معاكس تجاه كوريا الشمالية، عن ذلك الذي يظهره خطابها الحالي.

نصيحة صينية

في أوائل فبراير/ شباط 2022، أكد سفير الصين لدى الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تبني سياسات وإجراءات "أكثر جاذبية وأكثر عملية" للحد من التوترات مع كوريا الشمالية وتجنب العودة إلى "الدائرة المفرغة" من المواجهة والإدانة والعقوبات بسبب برنامجها النووي والصاروخي الباليستي.

ووفق سفير الصين، يجب على قادة الولايات المتحدة البحث عن طرق لإقامة علاقة ثنائية طبيعية مع كوريا الشمالية. وهذا يعني تخفيف وإزالة مجموعة واسعة من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على مدى عقود من الزمان.

ومع ذلك، يبدو أن كامالا هاريس عازمة على الاستمرار في التعامل مع كوريا الشمالية باعتبارها منبوذة، ما يزيد من احتمالات السلوك المتهور واليائس من جانب بيونغ يانغ، مما قد يؤدي إلى عودة الحرب الكورية الخاملة إلى الاشتعال؛ هذه المرة ككارثة نووية.

وخلصت المجلة إلى أن "السياسة الأمريكية تجاه كوريا الشمالية تتطلب تفكيرًا جديدًا وواقعيًا. ومن المؤسف أن جميع العلامات الحالية تشير إلى أن كامالا هاريس لن تكون مصدرًا لمثل هذا التفكير الجديد".

2024-08-29T12:34:25Z dg43tfdfdgfd