هل تستطيع بريندا المصرية إعادة أصوات عرب ميشيغان إلى هاريس؟

تعرف المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس أنها أمام معادلة صعبة للفوز في الانتخابات الأمريكية، فهي تخوض سباقا يبدو متقاربا مع خصم ليس سهلا

معادلةٌ تحاول نائبة الرئيس الأمريكي أن تحل بعضا من عُقدها في الولايات الحاسمة التي تمثل ساحة معركة، للفوز بكرسي البيت الأبيض.

في ولاية ميشيغان الحاسمة، كلّفت حملة هاريس، بريندا عبد العال، محامية من أصول مصرية، لحشد الدعم من مجتمع محبط من دعم واشنطن وإدارة لرئيس بايدن لحرب إسرائيل في غزة.

من هي المصرية بريندا عبد العال؟.. سلاح هاريس لجذب الناخبين العرب

فهل تستطيع ابنة ميشيغان إعادة أصوات المحبطين في الولاية إلى هاريس؟

يقول الناخبون الديمقراطيون من أصول عربية وشرق أوسطية، في هذه الولاية إن كامالا هاريس ستضطر إلى استعادتهم، فأصواتهم يمكن أن تساعد في تحديد النتيجة في ولايات ساحة المعركة مثل ميشيغان، التي شهدت احتجاجات في الشوارع بشأن حرب إسرائيل وغزة.

وكان الرئيس بايدن قد فاز بحصة كبيرة من أصوات العرب والمسلمين في عام 2020، لكن دعمه لإسرائيل على الرغم من عدد القتلى الكبير في غزة أحبط العديد من أفراد هذه الجالية التي أطلقت حملة ضده في انتخابات ترشيح الحزب الديمقراطي.

وتعد ميشيغان، حيث من المقرر أن تزورها هاريس الأسبوع المقبل، موطنا لأحد أكبر السكان المسلمين والعرب الأمريكيين في الولايات المتحدة.

ويمكن لمدينة ديربورن التي يسكنها 110 آلاف شخص وتُعد مركزا ثقافيا للأمريكيين العرب، أن تلعب دورا حاسما في تحديد النتيجة في ميشيغان. بحسب وكالة فرانس برس.

وفي حين لا يُتوقع أن تصوت الأصوات المؤيدة للفلسطينيين لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب ولم تشر إلى أي دعم له، أطلق بعض الناشطين حملة بعنوان "التخلي عن هاريس" وحثوا مؤيديهم على دعم مرشحي الأحزاب الثالثة.

لكن أفراد الجالية العربية والمسلمة الذين قابلتهم فرانس برس، عبّروا عن استعدادهم للإنصات لما ستقوله هاريس ودراسة خياراتهم، في تحوّل لافت عن مواقفهم العدائية المباشرة حيال بايدن.

وقال أسامة السبلاني، ناشر صحيفة "ذا أراب أميركان نيوز": "نحن في وضع الاستماع الآن".

وبعد قبول ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة في مؤتمر الحزب يوم الخميس الماضي، تعهدت هاريس بـ "إنجاز" وقف إطلاق النار في غزة وضمان إدراك الفلسطينيين لحقهم في "الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".

ولكن كان هناك غضب بين المندوبين المؤيدين للفلسطينيين بسبب رفض طلبهم للحصول على مكان للمتحدثين في المؤتمر.

وقالت مجموعة "نساء مسلمات من أجل هاريس-وولتز" (في إشارة إلى المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي تيم والز) إن القرار بعث "رسالة فظيعة" وأعلنت بأنها ستحل نفسها وتسحب دعمها للحملة.

وكانت هاريس، التي تعهدت "بعدم الصمت" إزاء معاناة الفلسطينيين، قد التقت مؤخرًا بأعضاء الحركة الوطنية "غير الملتزمة" التي قادت الهجوم على بايدن خلال عملية الانتخابات التمهيدية الديمقراطية.

ورغم أنها لم تقدم أية وعود حاسمة، إلا أن القادة قالوا إنها أثارت إعجابهم بإظهار التعاطف.

وتتمثل المخاوف الرئيسية في العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر في غزة، والتي دمرت الجيب الفلسطيني منذ بدء الحرب ردا على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

نفوذ متزايد

وكانت ولاية ميشيغان، التي تضم مصنعي السيارات "الثلاثة الكبار" فورد وجنرال موتورز وكرايسلر، محطة أساسية منذ فترة طويلة بالنسبة للمرشحين إلى البيت الأبيض.

ودفعت فترات الركود الاقتصادي في سبعينيات القرن الماضي كثيرين لمغادرة ولاية "حزام الصدأ" كما تُعرف، في وقت دفعت الاضطرابات في الشرق الأوسط لبنانيين وعراقيين ويمنيين وفلسطينيين للهجرة إليها.

وقال رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود في مقابلة مؤخرا "نحن مدينة عالمية حيث حوالى 55 في المئة من سكاننا من أصول عربية.. بالنسبة لكثير منا، عندما تتطرق لما يحدث في غزة، هؤلاء أفراد عائلاتنا وأصدقاؤنا".

وتبدو ديربورن التي تشتهر بكونها مسقط رأس هنري فورد للوهلة الأولى كأي مدينة أمريكية صغيرة بشوارعها العريضة ومراكز التسوّق.

لكنها أيضا مقر "المركز الإسلامي في أمريكا" (أكبر مسجد في البلاد) وعدد كبير من المتاجر والمطاعم والمقاهي الشرق أوسطية.

يستذكر أسامة السبلاني كيف تركّزت حملة رئيس البلدية في منتصف الثمانينيات عندما أسس صحيفته، على "مشكلة العرب".

لكن مع ارتفاع أعداد أفراد الجالية وتولي أبناء عمال المصانع وظائف كمحامين وأطباء ورجال أعمال، ازداد نفوذهم السياسي أيضا.

"أهون الشرّين" أم الفتات؟

وعلى اعتبار أنهم ينتمون إلى شريحة محافظة اجتماعيا تاريخيا، فضّل العرب والمسلمون بفارق كبير جورج بوش الابن في انتخابات 2000.

لكن سنوات "الحرب على الإرهاب" التي قادتها الولايات المتحدة وتخللتها حروب في الشرق الأوسط وأفغانستان وتم في إطارها تشديد الرقابة على المسلمين في الولايات المتحدة زجّت بهم في المعسكر الديمقراطي.

وعام 2018، انتخب سكان جنوب شرق ميشيغان رشيدة طليب، أول فلسطينية أمريكية تشغل مقعدا في الكونغرس، في عتبة مهمة بالنسبة للجالية.

كما انتُخب ثلاثة رؤساء بلديات أمريكيين من أصول عربية مؤخرا في الضواحي المعروفة بعنصريتها تاريخيا حيال غير البيض.

وردّا على حظر ترامب السفر من بلدان مسلمة ودعمه المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وغير ذلك، خلال عهده، دعم الناخبون في ديربورن بايدن بأغلبية ساحقة عام 2020، ما ساعد الديمقراطيين على ضمان الفوز بالولاية بفارق ضئيل.

لكن السكان اليوم يشعرون بالامتعاض من الطلب منهم التصويت لـ"أهون الشرّين" ويريدون بدلا من ذلك مرشحا يحقق مطالبهم مثل وقف دائم لإطلاق النار في غزة والتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة.

وقالت الناشطة والرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الأمريكية فاي نمر "أعتقد بأن نائبة الرئيس هاريس لديها فرصة.. يمكنها إما أن تكمل مسيرة الرئيس بايدن أو تضع أجندتها الخاصة فيها".

وشعر الأمريكيون من أصول عربية بالرضا إزاء خيار هاريس لمنصب نائب الرئيس إذ إن والز تينى نهجا تصالحيا مع معارضي الحرب، بخلاف حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو الذي اتّخذ موقفا مشددا ضد المتظاهرين في الجامعات.

لكن سقف المطالب بات أعلى. وهو ما تشير إليه المحامية الديمقراطية سجود حماد بقولها "لم نعد نقبل بالفتات"، متعهدة التصويت لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين ما لم تر مواقف أقوى من هاريس خلال الحملة.

2024-08-29T08:19:25Z dg43tfdfdgfd