وسط الأنقاض.. ورشة ملابس في غزة توفر فرص عمل للنازحين

خان يونس (قطاع غزة) (رويترز) - في غرفة بالطابق العلوي خلف جدران متهدمة لمبنى في غزة، تطن آلات حياكة بينما يعمل رجال على طاولات مزدحمة، في إطار جهود رجل أعمال فلسطيني لمساعدة اقتصاد القطاع الذي يتعرض منذ تسعة أشهر للقصف الإسرائيلي.

وجميع سكان قطاع غزة تقريبا، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فقدوا منازلهم. وتحولت المتاجر والأسواق والمصانع إلى أنقاض بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية التي جاءت ردا على هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

ويجد سكان غزة اليائسون صعوبة في توفير المال لشراء الطعام القليل والسلع الأخرى المتوفرة في الأسواق المقامة بين الأنقاض في الشوارع. ويعيش معظم السكان الآن في خيام أو متكدسين في ملاجئ جماعية.

وقال عمر سامر شعط الذي دمر القصف الإسرائيلي مصنعه السابق في رفح بجنوب غزة "مصنعي اتدمر وطلعت منه مكن (آلات) من تحت الركام والقصف، وطلعت منه بضاعة... وقماش. أنا فتحت المصنع هذا وظبطه... وخسايري حوالي ستة مليون دولار وفتحت المصنع هذا للنازحين كي يشتغلوا وأنا أعمل شغل للنازحين".

وبعد انتزاع الآلات والأقمشة والخيوط وغيرها من المواد من تحت أنقاض المصنع، استخدمها لبدء ورشة العمل الجديدة في خان يونس القريبة، وعرض فرص عمل للخياطين الذين نزحوا بسبب القتال.

وداخل المصنع، يعمل الرجال على طاولات أسفل مصابيح معلقة في السقف. ويتم وضع الملابس بعناية على الأرض، مع وجود مقصات وكرات من الخيوط في المتناول.

ومع فرض إسرائيل حصارا مشددا على غزة في بداية الصراع وعدم السماح إلا بدخول بعض الإمدادات الإنسانية، هناك نقص في السلع العادية مثل الملابس.

وقال شعط "المعابر مغلقة لها فترة، ما بيدخلش فيها ولا ملابس جاهزة ولا قماش ولا أي شيء، فاضطرينا نفتح المصنع هذا في البيت المقصوف كي ينتج المصنع للإنسان الفلسطيني، منه يلبس الرجل والمرأة والطفل".

وقال سامي حسونة، أحد الحائكين في ورشة شعط، إنه أُجبر على مغادرة منزله ولجأ إلى المنطقة القريبة من جامعة الأقصى على بعد نحو ساعة.

وأضاف "صحت (اتيحت) لنا فرصة العمل هذا في المجال اللي احنا بنشتغل فيه، إحنا كنا شغالين في غزة في مجال الخياطة، وكان وضعنا كويس كتير، وكان عندنا الإمكانيات متاحة انه ننتج إنتاج يعني كتير كبير يغطي غزة ويغطي الضفة كمان وأحيانا مدن 48. فلما صحت لنا هذه الفرصة كانت يعني بمثابة غنيمة لنا إن احنا قاعدين عن الشغل ومفيش دخل مادي، فجينا هنا".

ومضى يقول "أول ما جينا هنا لا كان فيه خيط ولا مكن جاهز للشغل. يعني المكان اللي كان فيه هذا المصنع مكان غير هذا المكان. كان في منطقة في رفح فطلعنا المكن والبكر والإبر، كل هذا طلعناه من تحت الركام وجينا هنا عملنا عملية إصلاح له واستحسنا (انتقينا) القماش يعني اللي ما تمش تخريبه أثناء القصف واشتغلنا فيه الى اليوم الحمد لله رب العالمين، بس يعني بدنا استمرارية. الاستمرارية بدها دخول مواد خام جديدة".

(تغطية صحفية حاتم خالد - إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)

2024-07-05T16:27:07Z dg43tfdfdgfd