لليوم الرابع على التوالي، تتواصل المعارك العنيفة في حي الشجاعية بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس، وسط تساؤلات عن أهداف العودة للقتال في شرق مدينة غزة شمالي القطاع، رغم تركيز الجيش على العمليات في رفح جنوبا.
ويعتبر حي الشجاعية من أكبر أحياء مدينة غزة، ويقطنه قرابة 100 ألف فلسطيني، نزح الكثير منهم من جراء تصاعد الاشتباكات خاصة في الأيام الأخيرة.
ويقول محللون عسكريون ومراقبون لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك عددا من الأهداف والأسباب وراء عودة القوات الإسرائيلية للقتال في حي الشجاعية، على رأسها القضاء على ما تبقى من عناصر لحماس هناك، خاصة الذين فروا من رفح خلال الأسابيع الماضية، إلى جانب الاعتقاد بوجود عدد من الرهائن داخل أنفاق الحي أو وسط البنايات السكنية.
ماذا يحدث في الشجاعية؟
أخبار ذات صلة
سر العودة
في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، حدد الخبير العسكري والاستراتيجي محمود محيي الدين أسباب عودة إسرائيل للقتال العنيف والممتد داخل حي الشجاعية، قائلا:
ويتفق هذا الطرح مع ما كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، والتي قالت إن حركة حماس تمكنت من تجنيد "المئات من المقاتلين الجدد" مؤخرا، ودفع الرواتب لهم.
وقالت الصحيفة استنادا إلى تصريحات من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن "عملية الجيش في حي الشجاعية في غزة أظهر أن حركة حماس تمكنت من إعادة دفع الرواتب لمقاتليها، وتجنيد المئات من المسلحين الجدد".
وأضافت أنه "بعد بضعة أيام من القتال في الهجوم المتجدد على الحي شمالي قطاع غزة، أصبح من الواضح إلى أي مدى تمكنت حماس من إعادة ترسيخ وجودها هناك".
ويشدد الخبير العسكري على أنه "لا يمكن القضاء بشكل كامل على حركة حماس أو جناحها العسكري، نظرا لقدرتها على استخدام أيديولوجية المقاومة لحشد عناصر جديدة".
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت الحكومة الإسرائيلية قبل أسابيع، نجاحها في تفكيك "البنية العسكرية" لحماس، بعد ما يزيد على 8 أشهر من الحرب.
أخبار ذات صلة
الأنفاق وتاريخ الحي
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي ناجي ملاعب، أن العودة الإسرائيلية إلى مناطق شمال وشرق القطاع لم تكن فقط داخل حي الشجاعية، بل جرت معارك أيضا في خانيونس وبيت لاهيا وجباليا.
وأوضح في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "من الناحية العسكرية، طالما أن إسرائيل لم تثبت القضاء على أنفاق غزة وإنهاء القدرات العسكرية والسياسية، فلا يمكن القضاء على كافة عناصرها، وستظل تقوم بعمليات نوعية من حين لآخر، وكذلك استجماع قدرتها على الحشد مجددا".
وأشار ملاعب إلى أن حي الشجاعية "له اعتبار خاص للمقاومة الفلسطينية، لارتباط اسمه تاريخيا بالشيخ شجاع الكردي الذي قتل بإحدى المعارك بعد حطين، وبالتالي يتوارث الفلسطينيون أن الشجاعية قلب المقاومة".
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي، رغم التوسع في عملياته مؤخرا، فإنه دفع ثمنا أيضا لتلك المعارك، إذ تعرض للكثير من الكمائن التي نصبها مقاتلو حماس، ومن ثم فقد عددا من جنوده بين قتيل ومصاب، وكذلك تضرر جزء من معداته، وبالتالي يرغب مع عودته الراهنة لليوم الرابع على التوالي في تطهير المنطقة برمتها من عناصر الحركة، خاصة الأنفاق.
2024-06-30T19:32:36Z dg43tfdfdgfd