الإعلام الإماراتي في ظل التحولات الرقمية

للإعلام دور كبير في نقل المعلومات ووسيلة مهمة لتوعية وتثقيف وتنوير المجتمع بالقضايا الذي تهمه والتحديات التي تواجهه، حيث يلعب دوراً حاسماً في تكوين الرأي العام المحلي والعالمي.

ونظراً لدوره الكبير والمحوري في خدمة قضايا المجتمع. استطاع خلال السنوات مواكبة التطورات التقنية والقفزات النوعية والتفاعل والانسجام مع خطط التنمية الشاملة المرتبطة بالأجندة الوطنية.

وفي كلمة قالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أثناء استقباله الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف والمواقع في دولة الإمارات: (الإعلام هو عين المجتمع التي يرصد بها الواقع من حوله، وهو النافذة التي يطل منها أفراده، وباختلاف درجات ثقافاتهم، على العالم وما يشهده من متغيرات وتحولات باتت من السرعة بحيث قد يصعب على البعض مواكبتها واستيعاب تأثيراتها والتي ربما يطالهم أنفسهم جانب منها، وهذه حقيقة توجب على الإعلام أن يكون أميناً في نقل هذا الواقع، ودقيقاً في توصيف تفاصيله، وحيادياً في استعراض مختلف جوانب تلك المتغيرات، وموضوعياً في تناول أسبابها وتحليل ما يمكن أن تحمله من تداعيات".

استطاع الإعلام في وقت مبكر في دولة الإمارات أن يبنى قاعدة صلبة قوية واصلت تطويرها على مدى سنوات وعقود عبر اتباعها لمنهج واضح يقوم على تعزيز المسؤولية الذاتية والمجتمعية والحرية التي تفتح أبوابها لأي رأي هادف وصائب يصب في مصلحة الفرد والمجتمع والوطن لذلك منحت الدولة الإعلاميين الدعم الكامل الذي يعينهم على تأدية أدوارهم والمشاركة في هذا التطور في جميع المجالات كما اتجهت إلى تأسيس المناطق الإعلامية الحرة التي ساهمت في ترسيخ دور دولة الإمارات في كل المجالات في مناخ عام داعم للإبداع ومحفِّز على الابتكار.

هذه المسيرة التي أرسى أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، دعائمها في تكاتف جميع أفراد المجتمع لمواصلة التطوير والبناء حيث يعتبر الإعلام مسؤولية جماعية في الحفاظ على سمعة الدولة والسعي نحو نشر الجوانب الإيجابية.

لقد استطاعت دولة الإمارات أن تتبوأ أفضل المستويات في المجال الرقمي حيث جاءت ضمن أفضل 5 دول عربية في مؤشر تنمية تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وفقاً لنتائج تقرير عام 2014م، الصادر من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات كما حققت في 2016م المركز الأول خليجياً وعربياً في قيمة المؤشر الخاص بالخدمات الإلكترونية والذكية، وفي قائمة الدول الرائدة على مستوى العالم من حيث مستوى التقدم في مسار تنمية الحكومة الإلكترونية، ضمن استبيان تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية.

وفي الثاني والعشرين من مايو/أيار 2013 أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة الحكومة الذكية وهي حكومة تخدم المواطن على مدار الساعة، وتذهب إليه في كل الأوقات، وفي أي مكان كان في العالم.

وقد ترافق مع هذا الإعلان إعادة الجهات الحكومية المحلية والاتحادية النظر في استراتيجياتها وخططها لتطوير عملياتها وخدماتها بشكل يواكب مقتضيات هذا التحول.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017م أطلقت حكومة دولة الإمارات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، لتمثل المرحلة الجديدة بعد الحكومة الذكية، والتي ستعتمد عليها، الخدمات والقطاعات والبنية التحتية المستقبلية، وذلك باستثمار أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي، وتطبيقها في شتى ميادين العمل بكفاءة رفيعة المستوى.

هذه التحولات انعكست على مؤسسات الإعلام الإماراتي التي عملت مبكراً على تطوير بنيتها التحتية بأحدث الأجهزة والنظم، وقامت بتهيئة الأجيال الشابة لخوض مجال التكنولوجيا وتطبيقات الإعلام تطور المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات يستند بالدرجة الأولى إلى بناء القدرات البشرية المؤهلة في الحقل الإعلامي وفي الاستثمار الواسع في تقنيات الاتصال والمعلومات في ميادين الإنتاج والبث والنشر الإلكتروني.

 إن المجتمع الإعلامي بدولة الإمارات يتمتع ببنية تكنولوجية تحتية متميزة، تعينه على تطوير أدائه الإعلامي من جهة، وعلى مواكبة تقنيات العصر ، ولم يكن لهذه المنظومات الإعلامية أن تتجسد في أرض الواقع دون توفير البنية التحتية الاتصالية والمعلوماتية المتطورة، والمتمثلة في انتشار خدمات الاتصال الهاتفية، وخدمات الإنترنت وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات في الميادين كافة.

لقد كان الإعلام الإماراتي ولا يزال خط الدفاع الأول الذي يحرص على مواجهة جميع التحديات التي قد تواجهه من خلال غرس فكرة الاتحاد في نفوس أبناءنا وترسيخ الهوية الوطنية وإبراز الإنجازات التنموية وتعزيز موقع الإمارات كواجهة للتعايش والتسامح والسلام مع شعوب العالم عبر تقديم محتوى إعلامي يتسم بالمنهجية والشفافية والموضوعية.

ويعتبر الإعلام الوطني حلقة الوصل بين الجهات المعنية وبين أفراد المجتمع وهذا ما شهدناه ورأيناه خلال إدارة الإعلام في مواجهة فيروس كورونا حيث بادر الإعلام في الدولة في الإعلان عن كل تفاصيل هذا الفيروس بكل شفافية ووضوح، منعاً لأي معلومات مغلوطة أو غير صحيحة، وحرص على نشر المعلومات بكل دقة، ونقلها إلى أفراد المجتمع في رسائل واضحة ومفهومة ولا تتحمل التأويل بل قام بدور حيوي في احتواء الأزمة وعدم تداعيها مترجماً دوره في نجاح وإدارة الأزمات التي تتميز بها دولة الإمارات.

استطاع الإعلام الإماراتي اليوم مواصلة مسيرته في إبراز جهود الدولة كل مجالات الحياة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية إقليميا وعالميا وتعزيز قدرته على مواكبة تطورات المستقبل حتى يكون أكثر تأثيراً على خطط التنمية الشاملة في دولة الإمارات وترجمة تطلعات ورؤى القيادة الرشيدة في ريادة دولة الإمارات عالمياً.

2024-09-09T21:47:56Z dg43tfdfdgfd