رياح سلام آسيوية.. هل يروض الساموراي التنين؟

وسط عواصف عالمية، واحتقان في بؤر عديدة حول العالم، يعتزم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الكشف عن خطة سلام في آسيا.

وتشير التوقعات إلى إمكانية قيام كيشيدا خلال زيارته للهند بعد غد الاثنين بالكشف عن خطة من أجل جعل "منطقة المحيطين الهندي والهادئ منطقة حرة ومفتوحة " مع التركيز على دور الهند متنامي الأهمية في المنطقة .

وذكرت وكالة برس تراست الهندية للأنباء أنه من المحتمل أيضا أن يبرز الموقف المتطور في منطقة المحيطين الهندي والهادئ على خلفية زيادة نفوذ الصين العسكرى، وذلك خلال المحادثات واسعة النطاق بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الياباني كيشيدا.

ومن المقرر أن يصل كيشيدا إلى نيودلهي صباح بعد غد الاثنين في زيارة تمتد حوالي 27 ساعة، بهدف زيادة تعزيز الروابط الثنائية فيما يتعلق بمجموعة من المجالات تشمل الدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا الحديثة.

والهند واليابان عضوان في تحالف كواد الذي أعيد تفعيله في عام 2017 كاستجابة للصعود المتنامي لنفوذ الصين في المنطقة.

كواد

وفي أعقاب موجة تسونامي المدمرة التي وقعت في المحيط الهندي عام 2004 تشكل تحالف من 4 دول هي الولايات المتحدة الأمريكية والهند واليابان وأستراليا، كمجموعة أساسية إقليمية تقود جهود الإغاثة.

وتبلور التحالف بحلول 2007 ليعقد أولى الاجتماعات في مايو/أيار من ذلك العام، باعتباره تعبير عن "قيما أساسية" مثل الحرية والديمقراطية ومصالح استراتيجية مشتركة.

لكن المبادرة انهارت عام 2008 تحت ضغط من الصين التي رأت في قيام هذا التحالف تهديدا لأمنها القومي ونفوذها الإقليمي.

ومع شعور واشنطن بالقلق من تنامي النفوذ الصيني أعيد إحياء التحالف عام 2017 وسط مخاوف متجددة بشأن الصعود السريع للصين كقوة عظمى عالمية وسياسة بكين الخارجية التي اعتبرها أعضاء التحالف "عدائية بشكل متزايد".

ومنذ ذاك الحين، أصبحت المجموعة أكثر نشاطا، وعقد رؤساء الدول الأربع اجتماعا افتراضيا رمزيا في مارس/أذار عام 2021، قبل الاجتماع شخصيا للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول من نفس العام.

رغم أن بعض المنتقدين يصفونها أحيانا بـ"الناتو الآسيوي"، لا تعتبر كواد تحالفا عسكريا رسميا، لكنها منتدى استراتيجي غير رسمي، يتضمن قمما شبه منتظمة، وتبادلا للمعلومات، وتدريبات عسكرية.

وينصب تركيز التحالف الأساسي على الأمن وهدف "منطقة محيطين هادئ وهندي حرة ومفتوحة"، حيث تسلط الدول الأربعة الضوء بشكل متكرر على تهديدات مثل الإرهاب، والتضليل، والنزاعات الإقليمية.

وزاد التعاون العسكري خلال السنوات الأخيرة، مع انضمام أستراليا إلى الدول الثلاثة الأخرى في تدريبات "مالابار" البحرية عام 2020، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها الأعضاء الأربعة في التدريبات منذ عام 2007.

قمة مايو/أيار

وفي قمة عقدت منتصف العام الماضي أعلن قادة اليابان وأستراليا والولايات المتحدة والهند معارضتهم لكافة محاولات "تغيير الوضع القائم بالقوة، وخصوصا في منطقة المحيط الهندي الهادئ".

جاء ذلك في بيان عقب قمة للتحالف الرباعي للحوار الأمني (كواد)، وسط ضغوط دولية على موسكو على خلفية حرب أوكرانيا، وعلى وقع تصاعد القلق إزاء احتمال أن تسعى بكين للسيطرة بالقوة على تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي.

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا "فيما يهز الغزو الروسي لأوكرانيا المبادئ الأساسية للنظام العالمي، أكدنا أن أي محاولات أحادية لتغيير الوضع القائم بالقوة لن يتم التهاون معها في أي مكان، وخصوصا في منطقة المحيط الهندي الهادئ".

وفي بيان مشترك، أشار القادة على وجه الخصوص إلى "عسكرة مواقع متنازع عليها والاستخدام الخطير لسفن خفر السواحل والمليشيات البحرية والجهود المبذولة لتعطيل أنشطة استغلال الموارد البحرية للدول الأخرى" لكن القادة تجنبوا الإدانة العلنية للصين أو روسيا.

والهند هي الدولة الوحيدة في تحالف كواد التي لم تنتقد علنا روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا.

عقب المحادثات في طوكيو، وافق قادة التحالف على مشروع للمراقبة البحرية يتوقع أن يعزز مراقبة التحركات الصينية في المنطقة.

كما أعلنوا عن خطة لإنفاق 50 مليار دولار على الأقل لمشاريع بنى تحتية واستثمارات في المنطقة على مدى السنوات الخمس القادمة.

2023-03-18T20:30:16Z dg43tfdfdgfd