مباحثات أمريكية – أوكرانية في جدة

انطلقت، الثلاثاء، محادثات تستضيفها مدينة جدة السعودية، بين مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا، لإيجاد مسار لإنهاء الحرب، التي تخوضها الأخيرة مع روسيا.

ويأمل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن تؤدي المحادثات في جدة إلى إحياء العلاقات «البراغماتية» مع الولايات المتحدة، وذلك بعد لقاء في البيت الأبيض، الشهر الماضي، شهد مشادة كلامية بين زعيمي البلدين.

وأكّد مستشار للرئيس الأوكراني أن بلاده «تريد السلام ومستعدة للتفاوض» لإنهاء الحرب. وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك: «نحن مستعدون لفعل كل شيء من أجل تحقيق السلام».

وكان زيلينسكي قد اقترح البدء بهدنة مع روسيا في الجو والبحر.

ويهدف اقتراح الرئيس الأوكراني إلى إظهار أنه يعمل نحو تحقيق هدف نظيره الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب سريعا، بعد أن اتهمه بأنه غير مستعد للسلام، وواصل المحادثات المباشرة مع روسيا.

وأكد زيلينسكي أن بلاده ستتبنى موقفاً «بناء للغاية» في المحادثات في السعودية مع مسؤولين أمريكيين.

وكان زيلينسكي سافر إلى مدينة جدة للقاء وليّ العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لكنه ترك المحادثات مع الأمريكيين لثلاثة من كبار مساعديه، الذين اجتمعوا مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن الوطني الوزير مساعد العيبان.

تمنيات سعودية

وعلى وقع اختتام زيارة زيلنيسكي إلى السعودية، أعربت المملكة عن أملها بأن تتكلل الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل في أوكرانيا بالنجاح في إنهاء الأزمة، تماشياً مع القانون الدولي والميثاق الأممي، بما في ذلك احترام مبادئ السيادة والحدود المعترف بها دولياً، بما ينهي تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار الدوليين، ويوقف معاناة المدنيين الإنسانية، فضلاً عن تحقيق الأمن النووي والغذائي، وحماية البيئة، ونزع الألغام من الأراضي.

من جهته، طبقاً للبيان المشترك، ثمّن الجانب الأوكراني في البيان ذاته جهود السعودية في هذا الشأن، كما عبّر عن شكره وامتنانه للمساعدات الإنسانية والتنموية المقدمة من الرياض إلى أوكرانيا.

في السياق ذاته، بحث الجانبان آخر المستجدات والتطورات ذات الاهتمام المشترك، ورحبا بالتوسع في دخول القطاع الخاص في البلدين بشراكات استثمارية، كما عبّر البيان المشترك عن تطلع أوكرانيا - السعودية إلى بحث فرص التعاون المشتركة في مجالات النفط والغاز.

«الهجوم الأكبر»

وبدأت المفاوضات في جدة بعيد هجوم أوكراني على موسكو، الليلة قبل الماضية، ذكر مسؤولون روس أنه «الأكبر بطائرات مسيرة». واستهدفت 91 طائرة مسيرة على الأقل العاصمة الروسية، مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة 18 آخرين، وإشعال حرائق وإغلاق مطارات، واضطرار عشرات الرحلات الجوية إلى تحويل مسارها. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت إجمالي 337 طائرة مسيرة أوكرانية فوق البلاد.

ويهدف توقيت الهجوم فيما يبدو إلى إظهار أن كييف لا تزال قادرة على شن هجمات كبيرة، بعد سلسلة هجمات صاروخية روسية، أسفرت إحداها عن مقتل 14 شخصاً على الأقل، السبت.

اجتماع موازٍ

في غضون ذلك، اجتمع رؤساء أركان جيوش العديد من الدول، التي تدعم أوكرانيا، بالعاصمة الفرنسية باريس في وقت لاحق الثلاثاء، لمناقشة نشر قوات لتأمين اتفاق سلام محتمل بين كييف وموسكو.

ونظم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاجتماع، الذي تشارك فيه ألمانيا والمملكة المتحدة وبولندا.

وفي سياق متصل، يجتمع وزراء دفاع 5 دول رئيسية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في باريس، الأربعاء، لبحث تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2025-03-11T18:07:11Z