متى نكسر الخوف؟!

تحويل الكهرباء والماء إلى مؤسسة يمكن أن يسجل إنجازا كبيرا لهذه الحكومة، لأن مثل تلك الخطوة ستؤدي بكل تأكيد إلى التخلص من الهياكل الإدارية الضخمة التي تحولت إلى عائق للتطوير والإنجاز، وأتوقع أن يستفيد العاملون في المؤسسة الجديدة إذا ما ووفق عليها، سواء أكانوا مهندسين أو فنيي خبرة، وترشيد مكافآت كانت تذهب في غير محلها.

أتمنى ألا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن يطول كذلك وزارة الأشغال، لتتحول إلى مؤسسة الأشغال والخدمات العامة، مثلا، وأن يلحق بها قطاع المواصلات، مثل الهواتف الأرضية والبريد وأنظمة المعلومات بأكملها، وأن يكون تركيبه على أساس مؤسسة ربحية، لأن إبقاء تلك المؤسسات على حالها، كما هي الآن، سيؤدي إلى تحولها إلى كارثة، وأبرز مثال الطرق.

تحويل القطاعات الخدمية إلى مؤسسات أفضل ما يحصل لها، لأنها تحولت مع مرور كل تلك السنوات الطوال إلى قطاعات جامدة عاجزة، وقد تكاثرت التدخلات في هياكلها الإدارية، حتى أصبح في كل وزارة ما يقارب 14 إلى 15 وكيلا مساعدا، وعشرات المديرين والمراقبين ورؤساء الأقسام، ممن لا يتجاوز عمل بعضهم النفخ على الأوراق والمعاملات فقط.

كانت لدينا في يوم من الأيام هيئة للطرق بقرار حكومي، وفي نفس الوقت كانت لدينا وزارة أشغال ما زالت قائمة، وعجزنا أن نتخلص من إحداهما، والآن كما أسمع لدينا هيئة مواصلات ووزارة مواصلات وخدمات، وما زلنا نراوح مكاننا، هل نبقي إحداهما أو كلتيهما، أو نتخلص منهما كلتيهما، ما زلنا حتى الآن لا نعرف، والوقت، للأسف، يسرقنا من دون أن نتخذ قرارا.

دور الحكومات التفكير والتخطيط، أما الخدمات فمنوطة بالقطاعات الشعبية والخاصة، وهناك الكثير من الدول نجحت في تطوير مؤسساتها من خلال إعادة النظر في هياكلها، لأننا مع تجربتنا السابقة عجزنا أن نتحول إلى دولة مركزية منتجة كما يحدث في بعض بلدان آسيا، التي نجح فيها التخطيط والتنفيذ المركزي، وعجزنا أن نتحول إلى مؤسسات خاصة تدير كل شيء، ولم يتبق سوى الخيار الأخير لنا، أن نكون خليطا بين المشروعين، لعل وعسى أن يتحقق لنا النجاح في هذه الخطوة.

ناصر العبدلي

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-07-03T19:09:47Z dg43tfdfdgfd