هونج كونج .. جولة رائعة في الجزر النائية

من أندرياس دروفه

هونج كونج 2 آيار/مايو (د ب أ) – عادة ما يتبادر مشهد ناطحات السحاب العملاقة والكثافة السكانية العالية إلى ذهن السياح عندما يتم ذكر هونج كونج باعتبارها أحد المقاصد السياحية الشهيرة، ولكن بمجرد خروج السياح في جولات بقوارب الكاياك، فإنهم لا يرغبون في العودة إلى المدينة الصاخبة مجددا.

ويقوم إدموند لاي بتنظيم جولات بقوارب الكاياك ويعشق جولات التجديف عبر الجزر بعيدا عن المدينة الكبيرة الصاخبة، ولكن بطبيعة الحال لا يسافر السياح إلى هونج كونج من أجل زيارة الجزر فقط، ولكنهم يستمتعون أيضا بالمشهد البانورامي البديع لناطحات السحاب من قمة جبل فيكتوريا.

بالإضافة إلى مشاهدة العرض الضوئي اليومي "سيمفونية الأضواء" أو حضور الحفلات الترفيهية والانطلاق في جولات التسوق والتعرف على الثقافة المحلية، باختصار يأتي السياح إلى هنا لكي يشعروا بنبض المدينة العالمية الشهيرة.

وإذا رغب السياح في الاستمتاع بأجواء مغايرة لذلك والتمتع بالهدوء والعزلة، فيمكنهم زيارة الجزر الصغيرة في بحر الصين الجنوبي حول هونج كونج.

جزيرة "تشيونج تشاو"

ودائما ما ترحب جزيرة "تشيونج تشاو" بالسياح للاستمتاع بحوض الميناء الخلاب والتنزه في جولة سيرا على الأقدام أو بواسطة الدراجات الهوائية للتعرف على المدينة والتجول في متاهة من الأزقة الضيقة، وتشتهر هذه الجزيرة أيضا بخليجها الزاخر بالقوارب الملونة، التي لا يزال بعض الصيادون يعيشون على متنها.

وأوضح باسيل هوي، المؤرخ الهاوي لهذه الجزيرة والبالغ من العمر 64 عاما، أنه عندما كان صغيرا، كان من الشائع هنا أن تعيش الأسرة بأكملها على متن القارب، وقد يصل عددها في بعض الأحيان إلى عشرة أشخاص.

وتعتبر الدراجة الهوائية وسيلة الانتقالات المفضلة في هذه الجزيرة الصغيرة، التي تمتد على مساحة 5ر2 كيلومتر مربع؛ نظرا لأن المسافات قصيرة للغاية، ويمتد بها شاطئان رمليان باتجاه الشرق، وتنتشر أشجار الأوركيد على الواجهة البحرية في الاتجاه الجنوب الغربي.

وفجأة يشاهد السياح الدرج، الذي يمنعهم من مواصلة السير بالدراجة الهوائية، وهنا يتم ترك الدراجة الهوائية ومتابعة الرحلة سيرا على الأقدام، ويمرون أثناء المسير على المعبد الطاوي المخصص لإلهة البحر والصيادين "تين هاو"، وينعم السياح بإطلالة ساحرة على الساحل أثناء السير على المسار الخرساني.

وتزدحم الجزيرة بالسياح في عطلة نهاية الأسبوع، وإذا رغب السياح في معايشة الأجواء الاحتفالية في الجزيرة، فيتعين عليهم اتباع نصائح "باسيل هوي"، وذلك من خلال زيارة الجزيرة أثناء مهرجان الفوانيس في شهر كانون ثان/يناير أو خلال مهرجان قوارب التنين في حزيران/يونيو أو تموز/يوليو؛ حيث تشهد الجزيرة قدوم الكثير من السياح في هذه الفترة.

جزيرة "شارب"

وتبدو جزيرة "شارب" مثل ظهر التنين الأخضر، وتسودها أجواء من العزلة والوحدة، ولا يقطع هذا الصمت سوى هدير الأمواج على الصخور وتناثر المجاديف في الماء، وتبدأ الجولة بقوارب الكاياك البحرية حول الجزيرة من مدينة "ساي كونج"، وتمتد هذه الجولة لمسافة 11 كلم وتستغرق يوما واحدا.

وأضاف المرشد السياحي "إدموند لاي" محطتين إضافيتين إلى الجولة السياحية، وذلك من خلال التوقف عند التركيب الفني المقام في الهواء الطلق ويحمل اسم "طلوع القمر في وضح النهار ""Moonrise in Daylight، وبعد ذلك الانعطاف إلى شاطئ "ويسكي بيتش" على جزيرة "كاو ساي شاو" المجاورة، ويبلغ عرض شاطئ الأحلام 80 مترا، وتحيط المياه الفيروزية الرقراقة بجزيرة شارب، كما تنمو قشريات البرنقيل على الصخور، وتحوم طيور الحدأة السوداء في السماء.

جزيرة "بينج تشاو"

ويشعر المرشد السياحي "إدموند لاي" بانسجام عميق مع الطبيعة، ويؤكد على بطء إيقاع الحياة في جزيرة "بينج تشاو"؛ حيث تبدو الشوارع خالية من الحركة المرورية، وهو ما يجعل المرء يبطىء من سرعته تلقائيا، ويصل السياح إلى قمة الجزيرة على مسافة 350 خطوة، وذلك عند تسلق تل "فينجر هيل"، الذي يبلغ ارتفاعه 95 مترا.

وتمتد جزيرة "بينج تشاو" على مساحة واحد كيلومتر فقط، وأثناء جولة السياح في الجزيرة يشاهدون الأسماك قبالة السوق وهي معلقة لكي يتم تجفيفها في الهواء، بالإضافة إلى بعض ملامح من فن الشارع على شكل ملصقات مصنوعة من الهواتف الجوالة القديمة وجدار ملون مع دراجة مطلية باللون الأحمر.

وتبدو لفائف البخور الضخمة المعلقة في ساحة معبد "تين هاو" كأنها مصابيح معلقة، ويقع هذا المعبد على مقربة من رصيف العبّارات، وقد يتساقط الرماد من هذه اللفائف على رؤوس السياح وملابسهم.

جزيرة "بو توي"

وتقدم جزيرة "بو توي" الواقعة في أقصى جنوب هونج كونج صورة مغايرة عن الصورة المعتادة لهونج كونج؛ حيث تنتشر منازل الصيادين بدلا من ناطحات السحاب، ويسمع السياح صوت الأمواج بدلا من ضجيج حركة المرور، وتعتبر هذه الجزيرة خالية من السيارات.

ويوجد بجزيرة "بو توي" قرية وحيدة على الخليج تصل إليها العبّارة، ويمتد المسار الخرساني المزود بعلامات إرشادية بموازاة الساحل مع ظهور بعض التكوينات الصخرية، التي تعرف باسم الراهب والسلحفاة، ويوجد على هذه الصخور نقوش يرجع عمرها إلى أكثر من 3000 عام.

جزيرة "تونج بينج شاو"

وتستغرق العبّارة نحو ساعتين للوصول إلى جزيرة "تونج بينج شاو" الخالية من السيارات أيضا، وتظهر هنا التكوينات الجيولوجية البديعة من خلال صخور باللون البني والأصفر وأكسيد الرصاص، وتمتد الجولة السياحية في الجزيرة لمدة أربع ساعات.

ونظرا لأن هذه الجزيرة تقع على مسافة كبيرة من المدينة الكبيرة، فإن السياح ينعمون هناك بتدفق النسيم العليل وسط بساتين الخيزران، بينما تتراقص الفراشات بين الأغصان والزهور.كما يشاهد السياح تمثالا لإلهة الجمال في معبد "تين هاو" الموجود في هذه الجزيرة.

2024-05-02T02:34:27Z dg43tfdfdgfd