رئيس وزراء المجر يبحث أزمة أوكرانيا مع بوتين ويثير حفيظة الاتحاد الأوروبي

بودابست/موسكو (رويترز) - أجرى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان محادثات يوم الجمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا، مما أثار حفيظة بعض قادة الاتحاد الأوروبي الذين حذروا من استرضاء موسكو وقالوا إن أوربان لا يتحدث نيابة عن التكتل.

وتسلمت المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي يوم الاثنين وهي فترة تستمر لستة أشهر. وخلال خمسة أيام فحسب منذ ذلك الحين، زار أوربان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف وشكل تحالفا مع قوميين يمينيين آخرين.

ثم ذهب إلى موسكو في "مهمة سلام" قبل أيام من قمة يعقدها حلف شمال الأطلسي ستناقش تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا لمواجهة ما وصفه الحلف بأنه "حرب عدوانية غير مبررة".

وكان هذا أول اجتماع لزعيم من الاتحاد الأوروبي مع بوتين في موسكو منذ أبريل نيسان 2022 أي بعد شهرين من إطلاق موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا. وهذه هي أيضا الزيارة الأولى لأوربان إلى موسكو منذ ذلك الحين، إلا أن الزعيمين التقيا في أماكن أخرى.

وأثارت زيارة أوربان انتقادات شديدة من قادة آخرين في التكتل الأوروبي، وقالت أوكرانيا إنه لم يتم التشاور معها قبل الزيارة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الطريق لسلام عادل ودائم في أوكرانيا لن يمهده إلا اتحاد وعزيمة الدول الأعضاء داخل الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة.

وقالت على منصة إكس "الاسترضاء لن يوقف بوتين".

وقال بوتين الذي استقبل أوربان في الكرملين إن المحادثات كانت مفيدة، لكنه اتهم أوكرانيا بعدم الرغبة في إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين ونصف وقال إن أفكاره عن كيفية إنهاء الصراع هي الطريق للمضي قدما. وتقول أوكرانيا إن أفكار بوتين تصل إلى حد الاستسلام.

وأضاف بوتين لصحفيين "تنفيذها، مثلما يبدو لنا، سيجعل من الممكن وقف الأعمال القتالية وبدء المفاوضات".

وتابع "دأبت على قول إننا لطالما كنا وسنظل منفتحين على بحث تسوية سياسية ودبلوماسية".

وأردف "لكن، على الجانب الآخر (من الصراع)، نسمع بعدم الرغبة في حل المشكلات بهذا الأسلوب".

وقال بوتين الشهر الماضي إن روسيا لن توقف الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وسلمت موسكو كل المناطق الأربعة التي تقول إنها تابعة لها، وهو أمر سرعان ما رفضته أوكرانيا وأكدت أنه غير مقبول.

وترى أوكرانيا أن خطتها للسلام المكونة من 10 نقاط هي الطريق الواقعي الوحيد.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان "نذكركم أنه بالنسبة لدولتنا، فإن مبدأ ’لا اتفاقات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا’ يظل غير قابل للتغيير وندعو جميع الدول إلى الالتزام به بشكل كامل".

* "تشكيك" في دوافع المجر

قال أوربان، الذي ينتقد الدعم الغربي لأوكرانيا والذي تجمعه علاقة هي الأقوى بين زعيم أوروبي وبوتين، إنه يدرك أنه ليس مفوضا عن الاتحاد الأوروبي في الزيارة، لكن السلام لن يتحقق "من كرسي مريح في بروكسل".

وكتب على منصة إكس "لا يمكننا الاسترخاء وانتظار انتهاء الحرب بمعجزة".

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي طالبا عدم ذكر اسمه إن زيارة أوربان تعني أن التشكيك داخل التكتل في رئاسة المجر "مبررة للأسف. فهي تتمحور بالكامل حول تعزيز مصالح بودابست".

واتهم الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا رئيس وزراء المجر بتقويض رئاسة الاتحاد الأوروبي. وكتب على إكس قائلا "إذا كنت تسعى حقا إلى السلام، فلا تصافح دكتاتورا دمويا، بل ابذل كل ما في وسعك لدعم أوكرانيا".

وقالت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس إن أوربان يستغل رئاسة الاتحاد الأوروبي في نشر بذور الفوضى. وأضافت "الاتحاد الأوروبي متحد ويدعم بكل وضوح أوكرانيا ويعارض العدوان الروسي". ومن المزمع أن تصبح كالاس مسؤولة السياسية الخارجية المقبلة في الاتحاد الأوروبي.

(إعداد سلمى نجم ونهى زكريا ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)

2024-07-05T19:18:57Z dg43tfdfdgfd