رجل في الأخبار-رايان إيفانز.. مستشار رويترز للسلامة الذي قُتل في أوكرانيا

من إليزابيث بايبر

لندن (رويترز) - كان رايان إيفانز، الذي قُتل في ضربة صاروخية على فندق في شرق أوكرانيا، مستشارا للسلامة جعلته خبرته الواسعة في القتال واحترافيته لا غنى عنه في تغطية رويترز للحروب ومصدرا دائما للدعم للعديد من الصحفيين.

كان إيفانز (38 عاما) يقيم في الفندق بمدينة كراماتورسك مع مجموعة من صحفيي الوكالة الذين يغطون تطورات الحرب الأوكرانية ضد روسيا. كما أصيب صحفيان من رويترز في هجوم يوم السبت الماضي.

كانت تلك واحدة من أكثر من 20 رحلة قام بها إيفانز إلى أوكرانيا بعد بدء عمله في رويترز عام 2022 مستشارا للسلامة. وكان ضمن فريق يقيم مخاطر السفر إلى مناطق الصراع ويرافق الصحفيين في الميدان لضمان سلامتهم.

وتولى وظيفة عشقها وكان مؤهلا للقيام بها بكفاءة بعد مسيرة عسكرية بالجيش البريطاني خدم خلالها في العراق وأفغانستان.

لازمه في كثير من الأحيان لقب "الرجل الماهر"، وكانت جيوبه مليئة بالمعدات اللازمة لأي طارئ، وكثيرا ما كان يتحول إلى طاه يطبخ على موقد صغير للصحفيين عندما لا تتوفر كهرباء في أجزاء من أوكرانيا.

وإيفانز متزوج وله أربعة أطفال، عمل مع رويترز في إسرائيل وقطاع غزة وفي باريس خلال دورة الألعاب الأولمبية هذا العام.

كان إيفانز صديقا لمراسلين كثر ساعدهم على البقاء آمنين وذلك بفضل أسلوبه الهادئ وذكائه الحاد. واعتاد طرح أسئلة بعينها على الصحفيين الذين عمل معهم أبرزها سؤال "هل أنت بخير؟".

قال والداه ديفيد وجيرالدين إيفانز "استمتع ابننا المحبوب رايان بالأنشطة الخارجية ولم يتمتع فقط بالقوة الجسدية، بل كانت لديه أيضا إرادة كبيرة ومثابرة. أظهر سريعا اهتماما بكل الأمور العسكرية".

وقالت رئيسة تحرير رويترز أليساندرا جالوني "لعب رايان دورا أساسيا في تغطيتنا للعديد من أكبر القصص في العالم على مدى السنوات القليلة الماضية بما في ذلك أوكرانيا وغزة ودورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس".

وأضافت في بيان "كانت إرشاداته واحترافيته لا تقدر بثمن بالنسبة للعديد من صحفيينا، سنفتقده".

* "ضوء الشمس لقلوبنا"

ولد إيفانز في ريكسام شمال شرق ويلز، والتحق بالجيش في سن السابعة عشرة ضمن جنود المشاة. وبعد أن تركه في عام 2010، بدأ العمل ضابط حماية للدبلوماسيين البريطانيين وغيرهم من المسؤولين في عدد من البلدان منها ليبيا وتونس وسوريا.

بعد فترة قصيرة من العمل ككهربائي، عاد إيفانز إلى الوظيفة التي أحبها.

وقال توماس بيتر المصور الكبير في وكالة رويترز ويعمل في كييف وكان في الفندق وقت وقوع الضربة "كان هادئا وحازما بطريقة كانت تبعث على الطمأنينة كلما تطلبت الأجواء الخطيرة التي عملنا فيها ذلك".

ووصفه جيمس ماكنزي مدير مكتب رويترز في إسرائيل والأراضي الفلسطينية بأنه كان أكثر من مجرد مستشار "هادئ ورزين" للسلامة حظى بإعجاب أولئك الذين عمل معهم.

وأضاف ماكنزي "كان قلبه كبيرا وكريما ومرحا، ودائما على استعداد لمد يد العون حتى في الأمور التي لا علاقة لها بالأمن".

وقالت لي مارزيل المنتجة الأولى في قسم الفيديو في وكالة رويترز في القدس إن إيفانز "جلب ضوء الشمس إلى قلوبنا في وقت الظلام والحزن، ورحيله ترك فراغا كبيرا".

وقالت آلي باسكرفيل المتخصصة في مجال السلامة التحريرية برويترز، والتي وظفت إيفانز، إنه كان "الشخص الذي تلجأ إليه في كل التحديات".

(إعداد رحاب علاء للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

2024-08-29T07:07:45Z dg43tfdfdgfd