قمة بشأن أوكرانيا بمشاركة زعماء من دول العالم تختبر فاعلية مساعي السلام

من ستيف هولاند وديف جراهام

بورجنشتوك (سويسرا) (رويترز) - اجتمع زعماء من دول العالم في منتجع بجبال الألب السويسرية يوم السبت سعيا إلى التوصل لتوافق أوسع لمقترحات إحلال السلام في أوكرانيا في قمة تجاهلتها الصين ووصفتها موسكو بأنها مضيعة للوقت.

وتشارك أكثر من 90 دولة في القمة، لكن غياب الصين على وجه الخصوص بدد الآمال في أن تظهر القمة روسيا على أنها معزولة عالميا، كما وضعت هزائم عسكرية منيت بها كييف مؤخرا أوكرانيا في موقف دفاعي. كما حولت الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الانتباه بعيدا عن أوكرانيا.

وركزت المحادثات على مخاوف أوسع نطاقا أثارتها الحرب، مثل الأمن الغذائي والنووي. لكن تركيا والسعودية، وهما من الدول المرشحة لاستضافة حدث آخر على غرار هذه القمة، قالتا إن مشاركة روسيا ضرورية لتحقيق أي تقدم ملموس.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمشاركة الواسعة في القمة ووصفها بأنها علامة على نجاحها وتوقع "أنها ستصنع التاريخ".

وقال زيلينسكي للزعماء المجتمعين "اليوم وهو يوم الذي يبدأ فيه العالم الطريق صوب تحقيق نهاية سلمية عادلة".

وأوفد الرئيس الأمريكي جو بايدن نائبته كاملا هاريس بدلا منه، الأمر الذي أثار حفيظة كييف.

وأعلنت هاريس تقديم مساعدات بأكثر من 1.5 مليار دولار في مجالي الطاقة والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا إذ تتعرض البنية التحتية لضربات جوية روسية منذ بدء الحرب في فبراير شباط 2022.

وعشية القمة، قال بوتين إن بلاده لن تنهي الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتنازلت عن أربع مناطق تطالب موسكو بالسيادة عليها، وهما مطلبان رفضتهما كييف وحلفاؤها سريعا.

ويبدو أن شروط بوتين تعبر عن ثقة موسكو المتزايدة في أن قواتها لها اليد العليا في الحرب.

وقالت هاريس تعليقا على ما قاله بوتين "إنه يدعو إلى الاستسلام... لن ندع أي أمر بشأن نهاية هذه الحرب يتحدد دون أوكرانيا".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "إبقاء الصراع على ما هو عليه الآن بوجود قوات أجنبية محتلة لأراض أوكرانية ليس هو الحل، بل هو وصفة لنشوب حروب عدوانية أخرى في المستقبل".

* الصين وروسيا

قالت الصين إنها ستقاطع القمة بعد استبعاد روسيا من المشاركة.

وأشارت الولايات المتحدة إلى أنها ترى أن قرار بكين اتخذ بناء على طلب من موسكو.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك "بوتين ليس مهتما بتحقيق سلام حقيقي".

وأضاف "لقد أطلق حملة دبلوماسية مستمرة ضد هذه القمة وأمر دولا بعدم المشاركة وروج لسرد زائف حول استعداده للتفاوض".

ووصف المستشار الألماني أولاف شولتس القمة بأنها "نبتة صغيرة تحتاج إلى ريّها وتغذيتها وإلى رعاية فائقة" وهو ما قد يؤدي إلى تحقيق نتائج في المستقبل.

لكن دولا من بينها تركيا والسعودية وكينيا قالت إن غياب روسيا يمثل عقبة.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "يجب أن أشير أيضا إلى أن هذه القمة كان من الممكن أن تركز بشكل أكبر على النتائج لو كان الطرف الآخر في الصراع، وهو روسيا، حاضرا في القاعة".

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن المحادثات التي تحظى بالمصداقية ستتضمن "تنازلات صعبة".

وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر إن هذه القمة فرصة للبدء في بناء توافق عالمي أوسع للضغط على روسيا.

وأضاف نيهامر "يبدو الأمر كما لو كنا (الغرب) لا نسمع إلا أنفسنا وصدى أصواتنا في غرفة مغلقة. تتفق جميع دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة على ما نريد أن يحدث مع أوكرانيا... لكن هذا وحده لا يكفي".

وقال بوب دين، وهو زميل بحث بارز في معهد كلينجينديل البحثي ومقره هولندا، إن الدعوات المطالبة بمشاركة روسيا في المحادثات ستزداد قوة بمرور الوقت.

وأضاف دين أمام منتدى على هامش القمة "هناك خطر من أنه إذا انتظرت أوكرانيا أكثر من اللازم فقد ينتهي الأمر بظهور صيغ منافسة. وقد تواجه (كييف) خطر خسارة عامل المبادرة".

وينظم داعمو أوكرانيا على هامش القمة سلسلة من الفعاليات في مدينة لوسيرن القريبة بهدف لفت الانتباه إلى التكلفة الإنسانية للحرب.

وتجمع نحو 250 شخصا في وسط المدينة ولف كثيرون منهم أجسادهم بالأعلام الأوكرانية بينما كانوا يحملون صور أقاربهم وذويهم المفقودين.

(إعداد حسن عمار ومحمد علي فرج ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم)

2024-06-15T21:27:08Z dg43tfdfdgfd