هل العقم وراثي أم ينتج عن عوامل صحيّة فرديّة؟

هل العقم وراثي؟ هذا السؤال يشغل بال الكثيرين ممن يعانون من مشاكل في الإنجاب، فالمعاناة من هذه المشكلة يمكن أن يكون نتيجة لعوامل وراثيّة أو صحيّة فرديّة، ولكل منها تأثيراته المختلفة وأسبابه المتعدّدة التي قد ترتبط بجيناتنا أو حتّى بنمط حياتنا وصحتنا العامة، وهذا ما قد أدّى بالتالي إلى انخفاض حاد وغير مسبوق لمعدلات الخصوبة في كل دول العالم.

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب العقم الوراثية وأسباب العقم الناتجة عن عوامل صحيّة فرديّة، وأحدث الأساليب والتقنيات المستخدمة في علاج هذه المشكلة، معتمدين في معلوماتنا على دراسات علمية موثوقة بهدف تقديم معلومات علمية دقيقة وشاملة تستند إلى حقائق علميّة بعيدًا عن الخرافات الشائعة حول الخصوبة.

العوامل الوراثيّة التي تؤثّر على الخصوبة

هل العقم وراثي ؟ إنّ العقم الوراثي هو نتيجة لطفرات أو تغيّرات جينيّة يمكن أن تنتقل من جيل إلى جيل، وتشمل هذه الحال عدّة أسباب مختلفة سنعرضها لكِ في ما يلي:

طفرات جينية

تحدث الطفرات الجينية عندما يتغيّر تركيب الحمض النووي (DNA) في أحد الجينات المسؤولة عن الخصوبة، وهذا ما قد يؤدّي إلى عدم إنتاج الحيوانات المنوية بشكل طبيعي عند الرجال أو إلى مواجهة مشاكل في تطوير البويضات عند النساء; فوفقًا لتقرير صادر عن التأمين الصحي الوطني (NIH)عام 2017 تحت عنوان “Female Infertility Caused by Mutations in the Oocyte-Specific Translational Repressor PATL2“، تشير النتائج إلى أن بعض الطفرات الجينية تؤدي إلى اضطرابات في عملية الإباضة، مما يقلل من فرص الحمل بشكل كبير. وللمزيد من التفاصيل عن هذا التقرير، يمكنكِ الضغط هنا.

اختلال الكروموسومات

يمكن أن تؤدي الاختلالات الكروموسومية، مثل متلازمة كلاينفلتر ومتلازمة تيرنر، إلى العقم، ففي هذه الحالات، يكون هناك تغيير في عدد أو هيكل الكروموسومات، ممّا يؤثر على الخصوبة، ففي دراسة نشرتها جامعة Loma Linda University-  Center for Fertility and IVF، تحت عنوان “How Genetic Disorders Affect Infertility” أوضحت أن هذه الاختلالات قد تكون مسؤولة عن نسبة كبيرة من حالات العقم لدى النساء والرجال. وللمزيد من تفاصيل هذه الدراسة يمكنكِ الضغط هنا.

المشاكل الصحيّة التي تؤثّر على الخصوبة

هل العقم وراثي أم ناتج عن المعاناة من مشاكل صحيّة؟ تؤدّي العوامل الصحية الفردية دورًا كبيرًا في حدوث العقم، وتشمل هذه الحالات مجموعة متنوّعة من الأمراض والممارسات الحياتية، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:

الأمراض المزمنة

يمكن أن تؤدي المعاناة من بعض الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم إلى العقم، فقد تؤثّر هذه الأمراض على تدفّق الدم إلى الأعضاء التناسلية أو تسبّب حدوث اختلالات هرمونيّة تؤثر على الخصوبة، ففي دراسة نُشِرَت في مجلّة AAFP- AFP Journal ، تحت عنوان “Chronic Illness and Sexual Functioning أظهرت أن السكري يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في الأعضاء التناسلية مما يؤثر على القدرة الإنجابية، وللمزيد من التفاصيل يمكنكِ الضغط هنا.

نمط الحياة

يمكن أن يؤثر اتّباع نمط الحياة غير الصحّي مثل التدخين، تعاطي الكحول، والسمنة بشكل كبير على القدرة الإنجابية، حيث لأنّ العادة الأولى تقلّل من عدد الحيوانات المنوية وجودتها، بينما تؤثر الأخيرة على توازن الهرمونات اللازمة للإباضة عند المرأة.

العوامل البيئية

إنّ التعرض للمواد الكيميائية الضارة في البيئة، مثل المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة، يمكن أن يؤثر سلبًا على الخصوبة لدى الجنسين، ولا سيّما عند الرجال بشكلٍ أكبر.

أحدث الأساليب والتقنيّات لعلاج مشاكل الخصوبة

هل العقم وراثي أم ناتج عن المعاناةمن مشاكل صحيّة، بعد أن أجبناكِ على هذا السؤال، حان الوقت للتوقف عن وصف العقم بأنه مشكلة صحية للمرأة، فأساليب وتقنيات علاج العقم تتطور بشكل مستمر بفضل التقدم العلمي، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أهمّها:

التلقيح الصناعي (IVF)

يُعتبَر التلقيح الصناعي أحد أكثر الأساليب شيوعًا لعلاج العقم، وهو يتضمّن جمع البويضات والحيوانات المنوية وتخصيبها خارج الجسم ثم إعادة زرعها في الرحم، ونسب النجاح بالاعتماد على هذه الطريقة تتحسن بفضل التقنيات الحديثة التي تزيد من فرص الحمل.

تقنية الحقن المجهري (ICSI)

في هذه التقنية، يتمّ حقن الحيوان المنوي مباشرةً في البويضة لزيادة فرص التخصيب، ويستخدم هذا الأسلوب بشكل خاص في حالات العقم الناتج عن مشاكل في الحيوانات المنوية، وبحسب دراسة أجرتها جامعة جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو (UCSF)، أظهرت أن استخدام تقنية الحقن المجهري أدى إلى زيادة معدلات النجاح في الحالات التي تعاني من ضعف شديد في الحيوانات المنوية بنسبة 80%- 85%. وللمزيد من التفاصيل عن هذه الدراسة، يمكنكِ الضغط هنا.

تجميد البويضات والحيوانات المنوية

تسمح تقنية تجميد البويضات والحيوانات المنوية للأفراد بتجميد خلاياهم التناسلية لاستخدامها لاحقًا، ويُعَدّ هذا الخيار مفيدًا للأشخاص الذين قد يواجهون علاجات طبية تؤثّر على الخصوبة مثل العلاج الكيميائي، عندها فإنّ تجميد البويضات يمكن أن يحافظ على الخصوبة لفترة طويلة ويزيد من فرص الحمل في المستقبل.

تقنيات الفحص الجيني للأجنة (PGD)

تسمح هذه التقنية بفحص الأجنّة جينيًا قبل زراعتها في الرحم، ممّا يساعد في تحديد الأجسام السليمة الخالية من الاضطرابات الجينية، الأمر الذي يزيد من فرص الحمل الناجح ويقلّل من مخاطر الإجهاض.

في النهاية، هل العقم وراثي أم ينتج عن عوامل صحيّة فرديّة؟ الإجابة تشمل الجانبين، فمشاكل الخصوبة يمكن أن تكون نتيجة لعوامل وراثية معقّدة أو نتيجة لعوامل صحيّة فرديّة يمكن السيطرة عليها وتعديلها، لذا فإنّ العناية بالصحة العامة والوعي بالتاريخ الوراثي يمكن أن يساعدا في تقليل مخاطر العقم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن فيتامينات الخصوبة للنساء التي تؤخَذ بدلًا من العلاجات الطبيّة.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من المهم أن يكون لدينا فهم شامل ومتوازن للعوامل المؤثرة على الخصوبة، لذا يجب على الأزواج الذين يواجهون صعوبة في الإنجاب استشارة الأطباء المختصّين لاستكشاف الأسباب المحتملة والحصول على العلاج المناسب.

تم نشر هذا المقال على موقع عائلتي

2024-06-15T19:03:04Z dg43tfdfdgfd