دبابات إسرائيلية تتوغل بمناطق في شمال قطاع غزة وجنوبه

من نضال المغربي وكامل حمدان

القاهرة/غزة (رويترز) - قال سكان إن القوات الإسرائيلية واصلت يوم الأحد تقدمها في حي الشجاعية بشمال قطاع غزة كما واصلت توغلها في غرب ووسط مدينة رفح بجنوب القطاع مما تسبب في مقتل ستة فلسطينيين على الأقل فضلا عن تدمير عدة منازل.

وأضاف السكان أن الدبابات الإسرائيلية، التي عادت مجددا إلى الشجاعية منذ أربعة أيام، أطلقت قذائفها على عدة منازل مما جعل الأسر محاصرة داخلها وغير قادرة على المغادرة.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة يوم الأحد على موقفه بأنه لا بديل عن تحقيق النصر في الحرب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال نتنياهو "ملتزمون بالقتال حتى تحقيق كامل أهدافنا، وهي القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن وضمان ألا تمثل غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى وإعادة سكاننا في الجنوب والشمال إلى منازلهم بأمان".

ورغم تركيز الهجوم على غزة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن رجلا قتل وأصيب خمسة في غارة إسرائيلية بالقرب من مدينة طولكرم في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن القتيل كان عضوا بها. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق.

وبعد ساعات من تصريحات نتنياهو، نشرت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس مقطعا مصورا يظهر فيه ما يبدو أنها عملية لصنع أسلحة، في استعراض للتحدي.

وأظهر المقطع، الذي لم يتسن لرويترز حتى الآن التحقق من صحته، مقاتلين يعدون رؤوسا حربية لصواريخ مضادة للدبابات. وكان في الخلفية شاشة تلفزيون كبيرة تعرض أحداثا جارية في إشارة إلى أن التسجيل حديث.

وظهرت في نهاية المقطع عبارة تشير لاستمرار استعداد المسلحين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته في الشجاعية قتلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عددا من المسلحين الفلسطينيين، ورصدت بنية تحتية عسكرية داخل مدرسة تابعة للأمم المتحدة، كما عثرت على عشرات الأسلحة و"وثائق مخابرات قيمة".

وكان الجيش أعلن أمس السبت مقتل جنديين إسرائيليين في شمال قطاع غزة.

وقال الجيش إن قواته رصدت في مداهمة أخرى في الشجاعية "غرفة حرب إرهابية" في عيادة، مجددا اتهامه لحركة حماس "بالاختباء وسط مؤسسات مدنية لأغراض إرهابية".

وتنفي حماس استخدام مواقع مدنية مثل المدارس والمستشفيات في أغراض عسكرية.

وذكرت كتائب القسام وحركة الجهاد الإسلامي أن قتالا عنيفا دار في حي الشجاعية ومدينة رفح وأن مقاتليهما أطلقوا الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف المورتر على القوات الإسرائيلية هناك.

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، لا يزال لدى المسلحين الفلسطينيين القدرة على شن هجمات على القوات الإسرائيلية في مناطق قال الجيش إنه سيطر عليها منذ أشهر.

* توقف جهود وقف إطلاق النار

توقفت جهود وسطاء عرب، تدعمها الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن يتضمن إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، في حين تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى بوقف مؤقت للقتال لكنها لن تنهي الحرب قبل القضاء على حماس التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007.

واندلعت الحرب في غزة حينما شنت حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول هجوما مباغتا على بلدات في جنوب إسرائيل، والذي تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل نحو 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية تسببت حتى الآن في مقتل قرابة 38 ألف شخص، وحولت مناطق كبيرة من القطاع الساحلي المكتظ إلى أنقاض.

ولا تفرق بيانات الوزارة بين المقاتلين وغير المقاتلين لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى مدنيون. وقُتل ما يزيد على 300 جندي إسرائيلي في غزة وتقول إسرائيل إن ما لا يقل عن ثلث القتلى الفلسطينيين من المقاتلين.

وفي رفح القريبة من الحدود المصرية، توغلت الدبابات الإسرائيلية داخل عدة أحياء في شرق المدينة وغربها ووسطها يوم الأحد وقال مسعفون إن ستة أشخاص قُتلوا في هجوم إسرائيلي على منزل في حي الشابورة بوسط المدينة.

ونُقلت الجثث الست، وهي لأفراد من عائلة زعرب، إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس القريبة. وشيع عشرات الأشخاص يوم الأحد جثامين أقاربهم وواروها الثرى.

وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي أحرق مسجد العودة في وسط رفح، وهو أحد أشهر مساجد المدينة.

وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في رفح هدفها القضاء على آخر الكتائب المتبقية من حماس.

(شارك في التغطية الصحفية آري رابينوفيتش من القدس - إعداد محمد أيسم وسامح الخطيب ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

2024-06-30T18:02:45Z dg43tfdfdgfd