زعماء العالم يشاركون في قمة لأوكرانيا تمثل اختبارا لنفوذ كييف الدبلوماسي

من ستيف هولاند وديف جراهام

بورجنشتوك (سويسرا) (رويترز) - اجتمع زعماء من دول العالم في منتجع جبلي في سويسرا يوم السبت لمحاولة حشد التأييد لمقترحات إحلال السلام في أوكرانيا في قمة يغيب عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن وتجاهلتها الصين ووصفتها موسكو بأنها مضيعة للوقت.

وتشارك أكثر من 90 دولة في القمة، لكن غياب الصين على وجه الخصوص بدد الآمال في أن تظهر القمة روسيا على أنها معزولة عالميا، كما وضعت هزائم عسكرية منيت بها كييف مؤخرا أوكرانيا في موقف دفاعي. كما حولت الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الانتباه بعيدا عن أوكرانيا.

وستركز المحادثات على مخاوف أوسع نطاقا أثارتها الحرب، مثل الأمن الغذائي والنووي.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمشاركة الواسعة في القمة ووصفها بأنها علامة على نجاحها وتوقع "أنها تصنع التاريخ"، قائلا إن الاتفاقات التي ستبرم خلالها ستكون جزءا من عملية صنع السلام.

وأضاف وهو يقف إلى جانب الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد "لم تكن أوكرانيا ترغب قط في هذه الحرب. إنه عدوان إجرامي وغير مبرر على الإطلاق من جانب روسيا".

وقالت أمهيرد إن الصراع جلب "معاناة لا يمكن تصورها" وينتهك القانون الدولي.

ووصف المستشار الألماني أولاف شولتس القمة بأنها خطوة مهمة لمناقشة قضايا السلام والأمن. وقال في تصريحات لتلفزيون فيلت "هذه نبتة صغيرة تحتاج إلى رعاية لكن بالطبع مع احتمال أنها بوسعها أن تسفر عن مزيد من النتائج".

وأوفد بايدن نائبته كاملا هاريس بدلا منه، الأمر الذي أثار حفيظة كييف، بينما سيشارك وزير الخارجية السعودي في القمة ممثلا عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأرسلت الهند وفدا أقل مستوى.

وتجاهلت بكين القمة بعد استبعاد روسيا من المشاركة.

وأعلنت هاريس تقديم مساعدات بأكثر من 1.5 مليار دولار في مجالي الطاقة والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا حيث تتعرض البنية التحتية لضربات روسية منذ بدء الحرب في فبراير شباط 2022.

وقالت هاريس خلال اجتماعها مع زيلينسكي "لا تزال هذه الحرب تمثل فشلا ذريعا (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

وحلقت طائرة هليكوبتر عسكرية فوق منتجع بورجنشتوك الفاخر المطل على بحيرة لوسيرن يوم السبت حيث وصل زعماء العالم للمشاركة في القمة.

وعشية القمة، قال بوتين إن بلاده لن تنهي الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتنازلت عن أربع مناطق تطالب موسكو بالسيادة عليها، وهما مطلبان رفضتهما كييف سريعا واعتبرتهما بمثابة طلب الاستسلام منها.

ويبدو أن شروط بوتين تعبر عن ثقة موسكو المتزايدة في أن قواتها لها اليد العليا في الحرب. وقال شولتس إن الشروط تهدف فحسب لتعكير أجواء القمة.

وأضاف في مقابلة تلفزيونية أخرى "الجميع يعلم أن هذا الطرح لا يمكن أخذه على محمل الجد وأنه مرتبط بشكل ما بمؤتمر السلام في سويسرا".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن اقتراح بوتين "يظهر الطريق الحقيقي للسلام".

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن زاخاروفا قولها "إذا كنتم تريدون إنقاذ العالم، ناقشوا اقتراح فلاديمير بوتين... فقط أولئك الذين لا يريدون السلام لا يمكنهم رؤية جوهر الاقتراح ولا يمكنهم فهمه".

* الصين وروسيا

يتهم زيلينسكي بكين بمساعدة موسكو على تقويض القمة، وهو الاتهام الذي نفته وزارة الخارجية الصينية.

ومن بين من سيحضرون القمة زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكندا واليابان. ومن المتوقع أن تنضم تركيا والمجر أيضا إلى المحادثات رغم حفاظ الدولتين على علاقاتهما الودية مع روسيا.

وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر إن هذه القمة فرصة للبدء في بناء توافق عالمي أوسع للضغط على روسيا.

وأضاف نيهامر "يبدو الأمر كما لو كنا (الغرب) لا نسمع إلا أنفسنا وصدى أصواتنا في غرفة مغلقة. تتفق جميع دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة على ما نريد أن يحدث مع أوكرانيا... لكن هذا وحده لا يكفي".

وتريد سويسرا، التي تتخذ موقفا محايدا وتولت استضافة القمة بناء على طلب زيلينسكي، تمهيد الطريق لعملية سلام مستقبلية تشمل روسيا. وظهرت إشارات إلى أن السعودية وتركيا من ضمن الدول المرشحة لاستضافة محادثات سلام محتملة.

وقال بوب دين، وهو زميل بحث بارز في معهد كلينجينديل البحثي ومقره هولندا، إن الدعوات المطالبة بمشاركة روسيا في المحادثات ستزداد قوة بمرور الوقت.

وأضاف دين أمام منتدى على هامش القمة "هناك خطر من أنه إذا انتظرت أوكرانيا أكثر من اللازم فقد ينتهي الأمر بظهور صيغ منافسة. وقد تواجه (كييف) خطر خسارة عامل المبادرة".

وينظم داعمو أوكرانيا على هامش القمة سلسلة من الفعاليات في مدينة لوسيرن القريبة بهدف لفت الانتباه إلى التكلفة الإنسانية للحرب.

وتجمع نحو 250 شخصا في وسط المدينة بعد ظهيرة يوم السبت ولفوا أجسادهم بالأعلام الأوكرانية بينما كانوا يحملون صور أقاربهم وذويهم المفقودين.

(إعداد حسن عمار ومحمد علي فرج ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم)

2024-06-15T19:11:43Z dg43tfdfdgfd